جمهور «الشارقة المسرحية» يُحيِّي بطلات «خريف» بالورود

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بورود تحمل كل ألوان الطيف، حيا جمهور أيام الشارقة المسرحية، أول من أمس، بطلات عرض «خريف» المغربي، في إشارة لرضاه عن العمل الذي حط رحاله على خشبة قصر الثقافة مفتتحاً فعاليات الدورة الـ 27 للأيام، بعد أن كان «خريف» قد توج ملكاً على عرش المسرح العربي، بفوزه بجائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي 2017 في مهرجان المسرح العربي الذي أقيم بالجزائر خلال يناير الماضي.

الورود التي رميت بها بطلات العرض، مثلت تحية لهن على ما قدمنه من عرض تميز بلغته الإبداعية وفحواه الإنساني الذي يحتفي بالحياة، عبر جسد امرأة معذب يتحدى غول الموت، ليكون العرض تجسيداً لوجع مسرح «المأساة»، حيث تضمنت المسرحية التي ألفتها فاطمة هواري وأخرجتها أسماء هواري، الكثير من الألم وفقدان الأمل في قلب امرأة عبث بجمالها مرض السرطان.

نص واقعي

العرض يستند في تفاصيله على معاناة مريضات السرطان، منطلقاً من نص واقعي كتبته امرأة باغتها المرض ذات يوم، لتكون واحدة من اللواتي يصرخن ألماً من المرض، ويحاولن الهرب من سياط نظرات المجتمع. في هذا العرض، يقف الجمهور أمام ممثلة تلعب على الخشبة دور المصابة بسرطان دمر جسدها ووجدانها، ليستمع إليها وهي تسرد يومياتها الباردة، حيث يعشعش الحزن بين تفاصيل حياتها، بعد أن وجدت نفسها بمواجهة المرض، الذي حول حياتها إلى قلق وخوف مستمر من هول الخراب الذي دمر أنوثتها.

العرض تميز بالإتقان، ففي الوقت الذي تواجدت فيه على الخشبة الممثلتان فريدة بوعزاوي وسليمة مومني معاً، إلا أنهن تقاسمتا دور ممثلة واحدة، فالأولى تعبر بالصوت والنص، فيما الثانية أجادت التعبير بالصمت واللوحات الراقصة التي تعبر عن المرأة التي تصارع السرطان، لتنصهر الاثنتان بذات واحدة، تتجاذبان مع إيقاعات العزف الحية، التي تراوحت بين عود حزين وقرع طبل صاخب يشبه النفس المضطربة والتائهة.

لغة الإبداع التي ميزت «خريف»، كانت ذاتها التي رافقت الفنان الإماراتي حميد سمبيج في مسيرته المسرحية، والتي بدا فيها كغواص ماهر، يعرف مكامن لآلئ البحر، ويتقن اصطياد شخصياته التي يجسدها على الخشبة، ليتحول سمبيج منذ اللحظة التي وطأ بها الخشبة عام 1981، إلى «رقم صعب» لا يمكن تجاوزه، فهو المطارد في «لا أخذ للمعروف ثمناً»، الحافظ لمكانته في «صهيل الطين» ومن قبلها «رأس المملوك جابر»، ليواصل تألقه في «طقوس الأبيض»، سائراً في ذات الوقت على درب زملائه في «لا تقصص رؤياك»، ثابتاً في أدائه رغم حركة جسر «غصة عبور».

نجم افتتاح الأيام

سمبيج الذي تعود على مدار 36 عاماً، أن يطل على الخشبة ممثلاً، كان نجم افتتاح الأيام، بوصفه شخصيتها المكرمة ليأتي ذلك تتويجاً لابن «الشارقة المسرحية»، التي وصفها سمبيج في حديثه مع «البيان» بأنها «ضابط» إيقاع الحركة الثقافية ومنارتها في الإمارات. وقال: أيام الشارقة المسرحية أصبحت تحاكيها مهرجانات عديدة، لما وصلت إليه من صيت وسمعة طيبة عربياً ومحلياً، ما جعل منها ضابطاً لإيقاع الثقافة ومنارة الأدب في الدولة، كون المسرح هو «أبو الفنون». وأشار إلى أن الحركة المسرحية الإماراتية استفادت كثيراً من الحراك المسرحي المحلي والعربي الذي أحدثه صاحب السمو حاكم الشارقة.

Email