تشكيليون يكشفون عن تجارب مختلفة

نهايات الأعمال الفنية قرارات محكومة بمعايير متغيرة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عند لمسة ما قد يقرر الفنان أن عمله انتهى هنا ولا يحتاج إلى أية لمسة إضافية، وهذا لا يأتي من فراغ بل من خبرة تفرض شروطها، لأن العمل أكثر مما يلزم قد يعني بداية التخريب وهذا ما يؤكده بعض النقاد، بينما يرى بعضهم الآخر أن العمل الفني مفتوح على كل الاحتمالات، فهو تجربة مستمرة يضع قواعدها كل فنان، باعتبار أن التشكيل كأي عمل إبداعي آخر مرهون بحالة مبدعه.

ومن هنا يبقى لكل فنان رؤية خاصة حول قراره بنهاية عمله، عن هذا تحدث عدد من الفنانين لـ «البيان» من خلال الاستطلاع التالي:

اتجاهات

الفنان ناصر عبدالله رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية قال: أواصل العمل إلى مرحلة أشعر بها أن العمل الفني وصل لمرحلة التشبع، وأضاف: في بعض الأحيان يرجع الفنان للعمل من جديد على اللوحة لاعتقاده أنها لم تصل إلى المستوى المطلوب.

وخص عبدالله في شرحه الاتجاهات الحديثة بالفن، وأوضح: في الأعمال الفنية الحديثة تبقى الفكرة ممتدة يعتمد عليها الفنان في مشروعه الذي يحتمل التطوير والتجريب والعديد من المحاولات حتى تتكون سلسلة خاصة بفكرة ما مثل «الإنسانية»، وأضاف: في هذه الحالة يطور الفنان مع مرور الوقت النتائج التي وصل إليها الناتجة عن بحث لا يتوقف عنده، وأشار إلى أن النتائج والجواب ما هي إلا سؤال جديد يجعله يبحث ويستمر، وتستمر بالتالي الفكرة عنده.

وقال عبدالله: النقطة الأساسية المرتبطة بالنهاية عند الفنان هي الوعي والاشتغال بدافع الحس النقدي، وأضاف: عندما يرى الفنان أن عمله جيد عند نقطة ما، ويعرف أن الاشتغال عليه أكثر سيضعف العمل فإنه سيتوقف، كما أشار إلى زيادة الحس النقدي عند الفنان وقال: كان الحس النقدي متخصص بالنقاد لكن الآن يتواجد عند الفنان خاصة لوجوده وسط تجمعات مقربة وتوجهات منسجمة، فيكون استيعابه أسرع، وممكن أن يقرر بسهولة أن العمل انتهى.

ملامح جديدة

العمل الفني لا ينتهي، هذا ما أكدته الفنانة الدكتورة نجاة مكي، وأوضحت: ما دام الفنان يحمل فرشاته وألوانه فلا بد أن يعطي نفسه وقفة للتأمل، وأضافت: عندما يرجع الفنان إلى عمله بعد أن ينتهي منه، من الممكن أن يغير من ملامحه وقد يضيف أو يمحي منه.

وقالت د. مكي: عندما يقرر الفنان أن عمله اكتمل يأتي هذا بعد شعوره بأنه مرتاح من أشياء كثيرة بالنسبة للعناصر وللقيم اللونية التي تجتمع في العمل الفني.

وشبهت مكي العلاقة بين الفنان واللوحة مثل العلاقة بين الشاعر والقصيدة، وأوضحت: هناك تخاطب روحي في الحالتين عندما يشعر المبدع بأنه أعطى من قلبه لمكون إحساسه وعندما يشعر بأنه وصل لحالة من الارتياح، وأضافت عندما لا يستطيع الوصول لشعور الارتياح ستتغير الملامح إلى أن يشعر بحالة من الرضا.

مؤثرات

الفنان خليل عبدالواحد قال: من الممكن الاشتغال على العمل الفني من جديد، وهناك قابلية للاستمرار بالعمل عليه، وأوضح: عندما يقرر الفنان بأن عمله انتهى هناك عدة عناصر مؤثرة بقراره، أولها وهي الأساس قناعة الفنان بأنه لا يحتاج إلى مراجعة العمل، ويختلف هذا من شخص إلى آخر، وأضاف: بالنسبة لي أترك نوعاً من المسافة، ومن ثم أنظر إلى العمل من بعيد وأتخيل أين هي النواقص.

وأشار إلى ما أسماه بالأمور الثانوية التي تؤثر على نهاية العمل، وفسر أنهم أصدقاء الفنان القريبون منه من الاستديو، ولهم تأثير بحكم تواجدهم وكونهم يمتلكون ذات التوجه، وقال: من هنا يأتي تقبل الفنان ويرى وجود بعض الأشياء التي لا تحتاج أن تكتمل من محاور أساسية وثانوية ويرى أن العمل انتهى هنا.

موازين

قال الفنان عبدالكريم سكر: عندما أرسم موضوعاً بشكل واقعي ولدي تصور ما عن صياد يعمل على الشِباك أو أشياء وخواطر ودراسات أخرى على ورق، أستطيع أن أحسم متى ينتهي العمل، وأضاف: أقرر هذا بناءً على الخط واللون، وعندما قد أشتغل عليها بعد أيام أو أسابيع يأتي هذا من رغبة داخلية إلى أن أشعر أن العمل انتهى.

وأوضح سكر: بالنسبة للتجريد فإن الخبرة الفنية وموازين الألوان تجعلني أحدد أن العمل اكتمل فهذا ما كنت أريده من لون وموضوع.

Email