«تكنيكلور» يحوّل الصورة إلى حلم
تلتقط الكاميرات صوراً فوتوغرافية من الواقع، لكن الفنان اللبناني علي شعبان استخدم موهبته في تحويلها إلى أبعد من ذلك، من خلال أفكار مستوحاة من أحلامه ترجمها على أرض الواقع، تفاصيلها ستذهلك فهي سمة من سمات العمل الفني في معرضه الأول الذي افتتح مؤخراً في فندق جميرا أبراج الإمارات بدبي، تحت عنوان «تكنيكلور» حيث تحفل أعماله التي تعرض لأول مرة في دبي، بصور فوتوغرافية مثيرة للدهشة بلا توقف، وتتميز بالغرابة ومزج الأشياء غير المألوفة، إلا أن ذلك هو ما يصنع المفارقة وعنصر الإبهار في صور الفنان.
تحديات
يرى شعبان أن الصورة تتحدث بصوت أعلى من الكلمات، وذلك في الوقت الذي يواجه العقل البشري والمجتمع العربي الكثير من التحديات في الحياة اليومية، فالصورة الفوتوغرافية تشكل السهل الممتنع وتبدو بسيطة في وضوح ولكنها معقدة في نفس الوقت.
ويقول علي شعبان لـ«البيان» إن العمل الفني مرتبط بالواقع وبالعادات والتقاليد والإرث الحضاري والثقافي ومداه الأرحب ومظهـره الغني بالتفاصيل، بالإضافة إلى التصورات الذهنية والعاطفية التي تعكسها الخبرة الذاتية المتطورة للفنان.
واهتمامه بالقضايا الاجتماعية والسياسية مثل الهوية العربية والواقع المرير وآلام الإنسان العربي والتي لم ينفصل عنها شعبان وجدانياً، ووثقها فنياً في سبع لوحات كأثر عميق يعيد تذكيرنا بالجرح المتفاقم في أوطاننا، والواقع المكبوت والتغيرات الثقافية والفكرية التي طرأت على الفكر العربي.
ويقول: يتملكنا الحنين والشوق الدائم إلى الوطن، فشعورنا دائم بالغربة أينما كنا وأينما ذهبنا، وقد استهوتني الثقافة الغربية وموسيقى الراب ولكني عدت لاكتشاف التراث والثقافة العربية محاولاً مزجها بأسلوب فني مفعم بروح الماضي.
الخروج عن المألوف
يرى شعبان أن الخروج عن المألوف يضع الأعمال الفوتوغرافية في مراتب مميزة، ويقول: أود أن أمنح الجمهور فرصة تذوق هذا الفن التصويري الرائع المعبر عن الواقع، واكتشاف قوة الحروف العربية وتناغمها في الأعمال الفنية المشاركة في المعرض.
مؤكداً أنه قبل كل عمل يستحضر في ذهنه مفهوماً معيناً، ويبدأ التحضير لالتقاط الصورة، وخياله يعمل على ابتكار وتطوير الفكرة التي يمكن تنفيذها بمساعدة برامج خاصة للتعديل على الصورة والتغيير فيها، مشيراً إلى أن لكل صورة رسالة مرتبطة بها.
ويضيف: من هنا يمكن الجزم بأن التصوير يستفيد من التقنية من أجل إبداع عمل فني مبتكر، فمهما اختلفت التوجهات الفنية والوسائل يبقى الفنان يستخدم أدواته المتاحة ليعبر بها عن نفسه وواقعه وروحه المتجددة.
