«حمامة النفق» سيرة ذاتية تحدث فيها عن عذابات طفولته

الجاسوس الروائي لي كاري يكشف بعض أسراره

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يكشف الروائي والجاسوس البريطاني الشهير ديفيد جون مور كورنويل (المولود 1931) المعروف باسمه المستعار «جون لي كاري»، من خلال كتابه الأخير «حمامة النفق» الذي صدر نهاية الأسبوع الأول من الشهر الجاري، والذي يضم مجموعة قصص من سيرته الذاتية.

وسبق لهذا الكاتب الذي اشتهر برواياته في عالم الجاسوسية، أن عمل مع المخابرات السرية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، ليبدأ من بعدها كتابة رواياته باسمه المستعار، وسرعان ما نال الشهرة من خلال روايته الثالثة «الجاسوس القادم من البرد» عام 1963. وساعده نجاحه الكبير، على تقديم استقالته من جهاز المخابرات «M16» والتفرغ للكتابة.

كالحمامة الجريحة

يستهل لي كاري كتابه «حمام النفق» بالحديث عن بعضٍ من ذكريات طفولته، منها حينما رافق والده خلال إحدى نزواته للقمار في مونت كارلو. ويصف مكان إحدى قصصه بقوله «تقع أسفل المرج الخاص بالنادي الرياضي، أنفاق صغيرة كانت تستخدم لحجز الحمام ومن ثم إطلاقها باتجاه البحر، كهدف لرجال الصيد في النادي.

وما ترك أثراً عميقاً في نفسي، البقية منها التي كانت تنجو من رصاصهم لتعود إلى مقرها فوق سقف الكازينو، لتقع مجدداً في الفخ»، وينهي قصته بقوله: «أما لماذا بقيت هذه الصورة في ذاكرتي لزمن طويل، فهو أمر ربما القارئ أقدر مني على تحليله».

وكالحمامة الجريحة يحوم لي كاري حول القصص المرتبطة بأوجاع طفولته، ليحتفظ بالفصل الذي يتحدث فيه عن علاقته بوالده المحتال والنصاب حتى القسم الأخير من الكتاب، والتمهيد له عبر عدد من القصص المتداخلة بتاريخها. وبالتالي يبدو الكتاب أقرب إلى مجموعة من الذكريات، يستدعي كل منها جزءاً حيوياً من سيرته الذاتية التي يكتبها.

تملص واحتيال

وسهلت طفولة الروائي وعلاقته مع والده فكرة انضمامه إلى المخابرات البريطانية، بعد حصوله على الثانوية. ويحكي عن المواصفات التي أهلته قائلاً: «التملص والاحتيال كانا أسلحتي الضرورية في طفولتي، وعليه حينما طلبني العالم السري، شعرت كأني عائد إلى بيتي».

وخلال عمله كجاسوس بدأ بكتابة الرواية التي يقول «كلاهما خلق للآخر، والاثنان مهيآن للتناقضات الإنسانية وسلوك دروب الخيانة»، مما يعيد إلى الذاكرة الجاسوس والروائي البريطاني إيان فليمنغ (1908-1964) مبتكر شخصية جميس بوند.

وكتب رواياته كما يقول خلال رحلاته ما بين مدينة بريمن الألمانية وبيروت وهونغ كونغ. ويذكر أنه تعلم خلال تلك المرحلة درسين في غاية الأهمية، أولهما اضمحلال القيم مع زيادة الفهم، «وكلما زاد الإصرار على البحث عن المسلمات، قل احتمال العثور عليها». وثانيهما أن «أجهزة المخابرات بمثابة نافذة على روح المجتمع». كما يكشف لي كاري في كتابه عن الحياة الحقيقية لعدد من الأفراد الذين استلهم منهم شخصيات رواياته.

Email