ترصد الجبال والخنادق والبراكين

خرائط بحرية لكشف أسرار أعماق المحيطات

■ سفينة التنقيب في أعماق البحار | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يخطط العلماء لرصد قاع المحيطات بكاملها بدقة بالغة للتوصل إلى وضع خريطة للقاع على غرار «خرائط غوغل». السفن والغواصات الموجهة عن بعد والسفن الأخرى ستعبر كل المحيطات، وبالتالي ترصد الجبال والخنادق والبراكين والأشكال الأخرى في البحار لتظهر جلية من خلال استخدام جهاز سونار متقدم.

قائمة مخاطر

ويتمثل أحد الأهداف في وضع قائمة بالمخاطر، مثل الجبل الذي اصطدمت به السفينة الأميركية «سان فرانسيسكو»، وهي غواصة هجومية نووية كانت تنطلق على عمق 525 قدماً تحت سطح الماء، وبسرعة 40 ميلاً في الساعة، وقد أسفر الاصطدام عن الذي حدث في عام 2005 عن مصرع أحد أفراد الطاقم وجرح 97 غيره.

ولم تكن خرائط الغواصة تظهر العقبة المتمثلة في الجبل، وهناك نحو مئة ألف جبل بحري مجهول على ارتفاعات تفوق نصف ميل. وتنتشر الجبال على نحو كبير جداً في المحيطات والبحار.

وقال بروفسور جوليان داودسويل، مدير معهد سكوت للأبحاث القطبية التابع لجامعة كامبردج المشارك في مشروع الخرائط: «الجبال في البحر مألوفة للغاية، ويصل ارتفاعها إلى أكثر من 2.500 متر وامتدادها إلى نحو 200 متر من سطح البحر، بحسب أحد مقاييس الرحلات البحرية لغرينلاند» وحاول رجال البحر تخطيط البحر لعقود كثيرة، إلا أن الأداة الوحيدة التي استخدموها كانت الحبل المزود بثقل.

صدى صوت

أجهزة قياس صدى الصوت التي ظهرت في عشرينات القرن العشرين، وتعتمد على ارتداد الصوت من الأجسام المختلفة في القاع، تركت فجوات كبيرة في المعرفة بأعماق البحر. وجعلت التقنية الحديثة المتمثلة في أجهزة السونار التي تسمح للسفن بالتقاط صور لتخطيط البحر التي تصل إلى مئات الأمتار من رسم الخرائط أمراً ممكناً من خلال البرامج الإلكترونية، التي تحول البيانات إلى رسوم بيانية فورية.

وأخيراً، وافق نحو 150 رساماً بحرياً على استكمال خريطة كاملة لقاع البحر بحلول عام 2030. وسيتابع الجنرال باثي مترك مشروع تخطيط المحيطات، الذي تدعمه الأمم المتحدة.

وتسهم غوغل في هذه المسألة. وربما تكون هناك مفاجآت كثيرة. فدوديزويل الذي يشرف على أطلس تخطيط التضاريس الجليدية تحت سطح البحر أعجب كثيراً باكتشاف الخنادق الضخمة، التي تتخللها الجبال الجليدية الموجودة من العصر الجليدي الغابر.

خندق ضخم

وقال البرفيسور راسيل ون، من المركز الوطني لعلم المحيطات في ساوثامبتون في بريطانيا، إنه تم تخطيط نحو 200 ميل فقط. وتتضمن الاكتشافات وايتد كانيون، وهو خندق ضخم في الجرف القاري على بعد نحو 200 ميل كورنوول، ونقطة بيولوجية ساخنة. وكشف عن وجود حوت أبيض في تلك المنطقة عام 2015. وهي الأولى الموجودة في المياه البريطانية.

وقال الخبراء إن «المنطقة البحرية الموجودة ديناميكية بشكل كبير جداً»، وأضافوا: «يمكننا أن نعثر على كثبان كثيرة متنقلة، وهضاب رملية، على عمق عشرات الأمتار تحت بحر الشمال والقناة الإنجليزية، تتحرك بشكل دائم ويمكنها أن تؤثر في هياكل كثيرة مثل توربينات الرياح».

Email