روائي سعودي استعرض في «مجنون ليلى اليهودية» قضايا عربية معاصرة

حمد الرشيدي حفار الجيولوجيا الإنسانية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يستعرض الكاتب السعودي حمد حميد الرشيدي في رواية «مجنون ليلى اليهودية» التاريخ العربي بأسلوب عصري مفعم بالتشويق، لاسيما أن للشاب السعودي الذي تم ابتعاثه للدراسة في كلية الآداب بالقاهرة، قصة يختلط فيها الواقع بالخيال والجد بالهزل واليقظة بالحلم لدرجة يصعب خلالها التمييز بين حدود هذه المتناقضات.

خاصة بعد لقائه بعدة شخصيات لم يعد يعرف عنها شيئاً وخصوصاً بعد أحداث الربيع العربي، ومن بينها: الشابة الملقبة بليلى اليهودية واسمها الأصلي في الرواية ليلى شالوم، وإبراهيم الخولاني والعم عبدالرب. العمل الجديد يعكس قدرة الكاتب على الحفر في طبقات النفس الانسانية وتشريح المجتمع وبحث مكونات عقله.

رؤية

«مجنون ليلى اليهودية» الصادرة عن دار الانتشار العربي في لبنان، محاولة لإعادة قراءة التاريخ في المنطقة العربية على مر عصوره، وعلاقته بتاريخ الأمم الأخرى وحضاراتها، السائدة منها والبائدة، أو محاولة استقرائه من جديد برؤية فنية أدبية مبسطة وسلسة يسهل على القارئ استيعابها والاستمتاع بها مهما كان مستواه العلمي والثقافي، بعيداً عن المنهجية العلمية المعقدة والمؤطرة والمملة أحياناً، وجديتها وصرامتها الجافة التي تبحث عن الحقيقة المجردة ولا تهتم بسواها من القيم الجمالية والفنية لأي منتج إبداعي.

طفولة

تتناول الرواية حكاية شاب سعودي ينتمي إلى إحدى القبائل البدوية العربية النجدية التي نزحت منذ مئات السنين من نجد شمالاً تجاه الشام في ظل الظروف السياسية والاجتماعية التي مرت بها شبه الجزيرة العربية، وككل الأسر البدوية التي استهوتها الهجرة إلى كبريات مدن المملكة بحثاً عن الاستقرار وترك حياة البادية، انتقل في سن الطفولة مع أسرته للعيش في الرياض حيث تولى والده إدارة مكتب عقاري وعملت والدته معلمة بالمدينة نفسها.

موافقة

قرر الشاب السعودي إكمال دراسته في الخارج، خاصة وإنه ينتمي إلى أسرة ميسورة الحال ولديه طموح كبير لتطوير مستواه العلمي والأكاديمي، وقد حالفه الحظ بموافقة وزارة التعليم العالي على ابتعاثه إلى مصر حيث تم قبوله في كلية الآداب جامعة القاهرة، ومع اعتقاده بأنه سيصبر على الغربة التي لم يعتد عليها، إلا أنه واجه كثيراً من المتاعب، وأيقن أن تجربته تلك كانت درساً لن ينساه طيلة حياته.

تغيير

فبسبب ثورة 25 يناير عام 2011 في مصر، وتواتر أحداث المنطقة العربية فيما سمي بالربيع العربي، واختلال الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية، وما تلا ذلك من اندلاع للأحداث في تونس وليبيا واليمن وسوريا، وأماكن أخرى من الوطن العربي، تعثرت كثير من المشاريع الحيوية والمصالح العامة والخاصة للناس، ما حدا بالشاب السعودي إلى العودة إلى الرياض والبقاء فيها ريثما يستتب الأمن وتستقر الأوضاع الأمنية والسياسية من جديد.

خاتمة

يختم الرشيدي قصة الشاب السعودي بالتأكيد على عدم معرفته أي شيء عن مصير الشخصيات التي قابلها في رحلته، حول زواج إبراهيم من ليلى اليهودية، وحول ما إذا تمكن العم عبدالرب من أن يمنع زواجهما سواء بجهوده الشخصية أو عن طريق التنسيق مع الجهات الأمنية والقضائية المعنية بمصر والسفارة اليمنية لإعادة ابن أخيه إلى اليمن وإلى زوجته وطفليه منها.

Email