أول امرأة تنال الميدالية الذهبية الملكية البريطانية

زها حديد.. من «الهامش» إلى ريادة التصاميم المعمارية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

من صالة العرض العائدة لها في «كلركنويل» وسط لندن، حيث تعرض تصاميم مفروشاتها من كراسي الرخام التي تشبه الزجاج إلى الأحذية المطاطية المعاد تدويرها وصولاً إلى نماذج ناطحات سحاب، تحدثت المعمارية البريطانية العراقية زها حديد أخيراً إلى صحيفة «تايمز» البريطانية، عن خيارها العيش في لندن وإحباطاتها لأنها لا تحصل على أعمال في تلك المدينة.

وإحساسها بأنها على الهامش، والتحديات التي تواجهها في عملها كمعمارية، وذلك بمناسبة استلامها الميدالية الذهبية الملكية التي منحتها لها «مؤسسة المعماريين البريطانيين الملكية»، وكانت المرأة الأولى التي تحصل على هذه الجائزة.

قالت إنها فخورة جداً بالجائزة التي تقدم في العادة اعترافاً بالمساهمات المهمة للفائزين في العمارة العالمية، لكنها محبطة من جهة أخرى لعدم حصولها على أعمال معمارية تذكر في لندن، وهي المدينة التي تعرفها جيداً، وكانت تسافر عبرها منذ أن كانت طالبة، وشهدت التحول الذي طرأ عليها، معربة عن رغبتها في أن تبني برجاً في لندن.

كانت مهنتها قد انطلقت وسط كثير من الجدل، بدءاً من عملها على طبقات «أوبرا هاوس»، مركز الفنون المسرحية في «كارديف باي» في ويلز الذي رفعها إلى الشهرة العالمية في تسعينيات القرن الماضي، بعد فوز تصميمها في ثلاث منافسات، وصولاً إلى آخر ضجة أثارتها حول مدرج طوكيو الأولمبي.

منافسة

وفازت حديد بهذا المشروع الأخير في منافسة دولية قبل أن تتم تنحيتها ويحل محلها معماري ياباني نهاية العام الماضي، تقول: «أرادوا مدرجاً وطنياً وتقدموا وفقاً لذلك للألعاب الأولمبية وفزنا بالمشروع وعملنا عليه على مدى ثلاث سنوات تقريباً، لكن يبدو انهم أرادوا يابانيين فقط».

وحديد رفضت التخلي عن حقوق النسخ الخاصة بالتصاميم في مقابل دفعة نهائية، وسط تكهنات أن بعض المكونات في خطط المعماري كينغو كوما، الذي حل مكانها شبيهة بتلك التي اقترحتها، وهو ما ينفيه كوما.

وحديد التي فازت بجائزة «برتزكر» في عام 2004، تقول إنها لا تقبل بمشاريع معينة أبداً، مثل تصميم سجن.

بعد بناء مركز لندن للرياضات المائية في الألعاب الأولمبية عام 2012، مُنحت لقب «دايم». وهي تعترف بأن جائزة «برتزكر» التي أتت في «منتصف حياتها المهنية» حسب وصفها ساعدتها في أن تنمو، لكنها تصر على كونها لاتزال ترى نفسها غريبة.

تقول: «أرى نفسي بأنني من خارج المؤسسة الراسخة، وليس بخياري. لقد كنت على الهامش لفترة طويلة، ومن المريح لي أن أكون هناك، وكفاحي جعلني أفضل كمعمارية».

تبقى بعض الأمور تغص في قلبها، فهي تذكر أنها دعيت إلى حفل افتتاح مركز لندن للرياضات المائية، حيث التقت بالملكة، ولم تحصل على بطاقات لرؤية البركة التي ابتدعتها. وقد احتجت إلى عمدة لندن بوريس جونسون بأنه كان عليها أن تحصل على البطاقات من السوق السوداء، وهو طلب منها: «ألا تذكر الأمر لأحد مطلقاً» وهي لم تفعل ذلك كي لا تسبب له الإحراج.

تقبل الانتقاد

تتعامل بشجاعة مع الانتقادات الموجهة إلى أعمالها، وتقول في هذا السياق: «عندما بدأنا في ساحة «دونغدايمون ديزاين» في سيول بكوريا الجنوبية فإن الجميع أعرب عن كرهه لها، الآن يزورها 17 مليون زائر.

وتعتبر الثانية من حيث الشعبية بعد اللوفر في العالم»، وبالنسبة لوضع النساء في المهنة، تعتقد أن الجيل المقبل من المعماريات لن يسمح بتهميشه، في مهنة العمارة تبلغ نسبة النساء حالياً 40%، والجيل الجديد برأيها «لديه المزيد من المثابرة»، وهي علّمت طلاباً لمدة 30 عاماً، وفي السنوات الـ25 الماضية، كان أفضل طلابها من النساء.

جوائز

وحديد حصدت جوائز على مبانٍ عدة، هناك مدرسة في بركستون (أكاديمية ايفلين غرايس) وهناك دار أوبرا غوانغزو في الصين، وهي تعمل على مشاريع تتراوح ما بين مركز بحوث للطاقة في الرياض إلى مبنى البرلمان العراقي الجديد بكلفة 632 مليون جنيه استرليني من المتوقع أن يبدأ العمل عليه قريباً.

وهو مشروع تقول إنه عزيز على قلبها كما على قلب والدها الذي توفي في عام 1999، وكان سياسياً بارزاً وداعية للديمقراطية ولفترة وجيزة وزيراً للمالية قبل أن يصل حزب البعث إلى السلطة في عام 1963. وتعتقد أن إعادة بناء العراق قد يستغرق 25 عاماً، وتنهي بالقول إن العمارة تعني وجود «نهضة».

تحريض

عن نظرتها لمستقبلها وهي تعتبر صغيرة السن نسبياً بعمر 65 عاماً مقارنة بأستاذها السابق ريم كولهاس البالغ 71 عاماً، وصديقها فرانك جيري البالغ 86 عاماً.

 تقول: «أود أن اعتقد بأنني شخص قد هز الأوضاع قليلاً»، ورغم انه لم يكن واضحاً بالكامل من الخارج، لكنني كنت وسيلة تحريض، وقد أثرت تساؤلات حول أشياء معينة، وتغيرت التصورات بشأنها. تضيف انها استمتعت بكل ذلك رغم العقبات والحواجز، فالاستسلام يعني النهاية، وعلى المرء أن يؤمن بما يقوم به، وفي العمارة: «لا أحد يتقاعد أبداً».

Email