الحلويات والأضاحي تقاسم طقوس العيد في المغرب

حلوى كعب غزال وغريبة اللوز | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

للحلويات الأندلسية مكانتها على مائدة عيد الأضحى في المغرب، حيث يستقبل المغاربة ضيوفهم بمختلف أصناف الحلويات التقليدية، والتي يحمل جزء كبير منها عبقا من الأندلس، فنسوة المغرب برعن منذ أمد بعيد في الحفاظ على موروثهن من الطبخ ذي الأصول الأندلسية، ونقلن من جيل لجيل ليتجلى في عصرنا الحاضر كأن الزمن لم يزده إلا بهاء.

وتحرص النساء في المغرب على التحضير أياما قبل العيد، وشراء مستلزمات الحلويات التي يرتكز أغلبها على اللوز وعلى ماء الزهر المقطر، حيث تجتمع أحيانا النسوة في بيوت بعضهن للعمل في جماعات نشيطة، ويقمن بسلق اللوز وتنقيته وتحميره، وإعداد كميات كبيرة من الحلوى التقليدية التي تعتبر بضع أنواع منها أساسية في العيد، كحلوى «كعب غزال» و«المحنشة» و«غريبة اللوز» و«غريبة السميدة» و«الغريبة البهلة» و«الفقاص» و«البريوات»، وتأخذ النسوة الحلويات الى الأفران الشعبية المتواجدة في الأحياء، نظرا لكونها تعتمد على الطهي بأعواد الخشب، مما يحافظ على طبخ الحلويات في حرارة مناسبة تكون نتيجتها أفضل بكثير من الأفران الكهربائية.

بينما تعرض محلات الحلويات والمخابز في كل أرجاء المغرب، أنواعا من الحلويات التقليدية الخاصة بمناسبة العيد، وتتراوح أسعارها بين 10 دولارات و20 دولارا للكيلوغرام، وهي تكون بمثابة حل سليم أمام الموظفات اللاتي يشترين ما يلزمهن من حلويات نظرا لضيق وقتهن لأن الحلويات التقليدية المغربية تحتاج للوقت وللمجهود في الصنع لأنها حلوى تنجز يدويا وتتطلب تقنية معينة لتكون كل حلوى بنفس القد والشكل.

وتقدم أطباق الحلويات على الموائد المغربية، بعد تزيين الطاولات بالمناديل المطرزة التي تحمل أيضا نقوشا وتطريزات أندلسية، وترافق الحلويات صواني الشاي المغربي، حيث يتربع «البراد المغربي» في وسط الكؤوس المنقوشة، بينما يتم ملؤه بالماء والشاي والنعناع الأخضر الطري، ويتم تقديم الشاي والحلويات للضيوف القادمين لمباركة العيد وصلة الرحم بمناسبته، ويعاد تقديمه مرة ثانية للضيوف، دليلاً على كرم الضيافة والحفاوة.

Email