ممارسوها يبحثون عن العوائق لتجاوزها وتحديها

«باركور» رياضة مبتكرة بلا قوانين

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حين تجد العالم حولك بلا حواجز، وترى السماء بلا أسقف، ويصبح الكون ملعباً لا قوانين فيه، ومسرحاً تتدحرج فيه وتتسلق بلا أي عوائق، فأنت حتماً لاعب «باركور» من طراز فريد، وحين تعبر عن قدراتك الجسمانية مستثمراً ذكاءك بحرفية، بشكل أنيق لا تؤذي فيه أحداً، فأنت رياضي من نوع خاص.

حركات بهلوانية واستعراضات مدهشة، يفاجئنا بها الشباب في الأماكن العامة، لنحبس أنفاسنا أمام مهارات كبيرة ما بين الدحرجة والتسلق على المباني والقفز والجري، لنرى الابتكار في الحركة، والشغف في عيون ممارسي هذه الرياضة، ما يدفعنا إلى التعرف إليها وما تتطلبه من مهارات من خلال الحديث مع مدربها وممارسيها.

«البيان» تواصلت مع محمد هشام، مدرب رياضة «باركور» في مركز «أغينست غرافيتي» بدبي، الذي أكد أن الهدف من تدريبه لهذه الرياضة هو نشر الوعي الرياضي، وتعليم المجازفين كيفية التعامل بحرفية معها، وقال: «انطلقت مع مجموعة من الشباب من الشارع، وأسسنا فريق «باركور الإمارات»، لتكبر الفكرة ويتحول المشروع إلى مركز رياضي معتمد، وخصوصاً بعد أن بدأت العروض تنهال علينا للمشاركة في فعاليات معينة».

وأشار محمد هشام إلى أن هذه الرياضة ليست خطرة، وقال: «هناك مراحل للتدريب والتطور، والرياضة بحد ذاتها ليست خطرة، لكن الخطورة في المجازفة نفسها، وتكون عادةً من أشخاص وصلوا إلى مرحلة الاحترافية، وتحولت المجازفة لديهم إلى شيء عادي».

تكنيك

ولفت هشام إلى أن دوره هو تعليم محبي هذه الرياضة كيفية ممارستها بأمان، من خلال اتباع تكنيك معين يتم من خلاله تجنب الإصابات، وتعلم استخدام زوايا الهبوط التي تقي الجسم من التعرض للمخاطر.

والـ«باركور» - كما قال - رياضة خارجية يبحث ممارسوها عن عوائق مختلفة لتجاوزها وتحديها، وهذه العوائق مختلفة ومتنوعة، فهي أحياناً تكون حائطاً أو كرسياً أو سلماً، وغيره.

ولأن الكثيرين يربطونها بالشغب، أكد محمد هشام أن النظر إلى هذه الرياضة يعتمد على عقلية المشاهد، وقال: «البعض يراها حماساً وابتكاراً، والبعض الآخر يراها شغباً، وهذه تعود إلى عقلية كل شخص وخلفيته الثقافية».

ولفت هشام إلى أنه ينتمي إلى أول فريق «باركور» احترافي معتمد في الدولة.

لا قوانين

منذ صغره، شعر عبد الله عمر آل علي، طالب جامعي، برغبته في ممارسة هذه الرياضة ، التي برع فيها، وأصبح عضواً في فريق الـ«باركور» المحترف.و قال: «لا قوانين فيها ولا أدوات، فهي لعبة فن التنقل، وتتحدى الحواجز بذكاء ومهارة».

ولفت آل علي إلى أن هذه الرياضة تلقى إقبالاً كبيراً، وقال: «نشارك في عروض كثيرة بتقديم مهاراتنا وقدراتنا البدنية، وتستقطب هذه الرياضة الجمهور بشكل كبير».

غيرت حياتي

لم يستطع غيث عادل الغيث، طالب ثانوية عامة، مقاومة شغفه برياضة « باركور»، لينضم إلى «أغينست غرافيتي» مصرّاً على تعلمها بحرفية، وقال عنها: «أشعر بالحرية أثناء ممارستي لها، وقد تغيرت حياتي بسببها، إذ أصبحت أهتم بعاداتي الصحية والغذائية، وهي ليست خطرة، وتتطلب التمرين بشكل يومي لإتقانها».

Email