غيرلينغ تشكيلية ألهمت منحوتات أنطوني كارو

أعمال شيلا غيرلينغ في معرض فني

ت + ت - الحجم الطبيعي

لطالما اشتهرت الفنانة التشكيلية شيلا غيرلينغ، التي توفيت، أخيراً، عن 90 عاماً، بتأثير أعمالها في زوجها النحات أنطوني كارو، فيما كان يصفه الزوجان بـ«64 عاماً من الحوار حول الفن»، إلا أن مجموعة غيرلينغ من اللوحات الأكريليكية، والفنون التلصيقية تستحق الكثير من الاهتمام، لا سيما أنها تتميز بتألقها وتدرجاتها اللونية المبهرة.

وأفادت صحيفة «غارديان» البريطانية، في تقرير نشر أخيراً، أن غيرلينغ كانت مسؤولة، بين الحين والآخر، عن اختيار ألوان منحوتات زوجها، بدءاً بتركيبات الفولاذ والألمنيوم في الستينيات، وصولاً إلى اعتماد مركب بيرسبيكس الكيميائي حديثاً. ويعود ذلك حسب قول غيرلينغ إلى أن زوجها «توني كان يهتم أكثر بالشكل، ولم يكن يأبه مطلقاً للون الذي سيتخذه».

تشخيصي وتجريدي

تعبر أعمال غيرلينغ، إضافة إلى تألقها اللوني، عن إحساسها بالتركيبة والمواد التي تلجأ إليها في إبداعاتها، كما تعكس التفاعل بين الفن التشخيصي والتجريدي، فتستحضر من خلالها العالم الطبيعي، بينما تظهر المميزات الخاصة للوسائط التي استخدمتها.

إنها باختصار فنانة تشكيلية محدثة حقيقية. اتخذت غيرلينغ من الفن التجريدي والتكعيبي المحدث أسلوباً طبعت به لوحاتها، إلا أن أعمالها التشكيلية بقيت أسيرة الرفوف، خلال سنوات تربية ابنيها تيم وبول. عام 1963، عين كارو في قسم النحت في جامعة بينينغتون بولاية فيرمونت الأميركية، وبدأ صيته يذيع، وتمكنت غيرلينغ أيضاً من تكوين صداقات.

وتحقيق اكتشافات خاصة بها. تعرفت غيرلينغ، من خلال الفنان كينيث نولاند إلى مادة الأكريليك، التي أصبحت أحد الوسائط المفضلة لديها. وأنشأ الزوجان، بعد عودة كارو إلى بريطانيا، في أواخر الستينيات استديو شهد على فورة أعمالها، بعد إجازة الأمومة الطويلة، التي تركتها مع كمّ من الإبداع، الذي حاولت التعامل معه، من خلال التحليل.

وتطورت مهنتها بشكل ثابت بعد معارض منفردة عدة في نيويورك، ولندن. استمر «حوار العيون» بين الزوجين حتى وفاة كارو عام 2013.

وشهدت العقود الأخيرة فترة إنجاز غيرلينغ لمجموعة من الأعمال المؤثرة عاطفياً، التي حملت أسلوباً محدد المعالم، عميق التجريد، جمعت فيها غيرلينغ بين استخدام الأكريليك، وولعها بالفن التلصيقي، في تقنية خاصة تقول إنها «وجدت نفسها من خلالها»، حيث صبغ التلصيق لوحاتها بخاصية ملموسة، ومنحه ارتباطاً بالعالم خارج استديو الرسم.

Email