تومي لي جونز: تهميش المرأة محور «ذا هومزمان»

جونز في فيلمه الأخير «ذاهومزمان» ــ من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

«أنا راضٍ عن نفسي نوعاً ما لأنني حصلت على خياط بدلات رسمية في شارع سافيل رو نفسه. أبلغ 68 عاماً الآن. وأستحق ذلك». هذا اعتراف صريح ومرح على لسان الممثل الأميركي تومي لي جونز المتأنق، العائد إلى كاليفورنيا بعد الانتهاء من تصوير فيلمه الأخير «ذا هومزمان» في لندن.

أفادت صحيفة «غارديان» البريطانية، وفق حوار أجرته، أخيراً، مع جونز، أنه بالنسبة لممثل نادراً ما تراه مرتدياً غير سروال جينز ومنتعلاً حذاءً رياضياً، وشخصية اشتهرت بأدوار رجل القانون الصارم والمجرم القاسي، فإن دور الرجل الإنجليزي النبيل لا يناسب صورته تماماً.

إلا أن جونز يستفيض في توضيح السبب الذي يجعل منه أحد أبرز الشخصيات المحترمة والمرهوبة، والمثيرة للجدل على الساحة. هناك الوجه ذو المعالم الخشنة المرهقة الذي يبرز كشاهد على عناصر تجعل عقارب الساعة تتوقف خوفاً. إضافة إلى العينين السوداوين اللتين قارنها أحدهم يوماً ببئري نفط صغيرين، أما اليدان فهما قاسيتان وضخمتان. وصوت خشن يشبه طقطقة آلة عتيقة، ويطغى عليه نقر أجش لنبرة أبناء جيل تكساس الثامن. وتأتي أخيراً الشخصية الحادة، المتحجرة، العنيدة، والمتمردة.

شخصية نادرة

هناك نفحة من القساوة غير المصقولة لحاصد الجوائز، لا تضاهيه بامتلاكها سوى قلة نادرة، تجعل من جونز شخصية نادرةً تعيش عزلة حقيقية. وتصبغ حدة طباعه الأدوار، التي يلعبها بطابع أخلاقي بارز تلمحه في ظلال أدواره الشريرة.

إلا أن أياً من ذلك لا يجعل الجمهور مستعداً لمفاجأة الدور الأخير الذي يمثل فيه جونز دور السيد شبه المؤيد للمساواة بين الجنسين. وقد قام، أخيراً، بلعب دور البطولة، والإخراج، والمشاركة في كتابة سيناريو فيلم يتسم بطابع الغرب الأميركي التخريبي، ويحمل عنوان «ذا هومزمان». وتستعرض أحداث الفيلم وضع الأنثى في ظل قساوة الأوضاع الحدودية في ولاية نبراسكا الأميركية، خلال خمسينيات القرن الثامن عشر. وقال جونز: «يشكل الفيلم انقلاباً على مفهوم أفلام الغرب التقليدية. إنه عن النساء لا الرجال؛ المجانين لا الأبطال؛ المسافرين إلى الشرق لا الغرب. كما أنه يصور ما بات يعرف بالمصير المحتوم من منظور مختلف».

عدم مساواة

ويشكل الفيلم الحاصل على الكثير من الثناء، رابع أعمال جونز الإخراجية، ويتراوح بين الوحشية، والكوميديا السوداء، والتعاطف. ويسلط الضوء على أحد المحرمات المتعلقة بمعتقدات جونز الشخصية. «لاتزال عدم المساواة بين الجنسين مستمرة حتى يومنا هذا. ولا أعتقد أن هناك أي امرأة على الإطلاق لم تتعرض في وقت ما لـ«التشييء» أو التهميش كونها امرأة. وهذا ما تدور حوله أحداث الفيلم». يقر الممثل الذي يفصله عن بلوغ السبعين عامان بعدم شعوره بالاطمئنان لعروض العمل، ويأمل في متابعة الكتابة والتمثيل والإخراج: «لا أريد لمسيرتي أن تنتهي». يتنفس جونز الصعداء مع انتهاء الحوار، يمرر أصابعه في شعره، ويقف، ويتمطى، قبل أن يجيب بتأكيد دون تحديد عن سؤال أخير حول ما إذا كان قد استمتع بأي حوار أجراه. إنه ببساطة، تومي لي جونز.

عالم خاص

يمقت جونز التدخل فيما يعتبره عالمه الخاص، ويعتبر الحديث عن زيجاته الثلاث، ومزرعته، وشغفه بالبولو خطاً أحمر. يحافظ على غموضه بفظاظة خيالية ترهب زملاءه ومعجبيه ومحاوريه على حد سواء. وقد وصفه ستينغ، مغني الروك العالمي بـ«المسخ»، في حين قال الممثل جيم كاري عنه: «ارتعدت فرائصي خوفاً منه».

Email