شارك في جلسة عمل عن صون التراث اللامادي في اليونسكو

مركزحمدان بن محمد لإحياء التراث.. مبادرات بأسس علمية

فريق عمل المركز خلال اللقاء في اليونسكو من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

 بحث مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في مقر اليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس، أحدث الآليات لصون التراث اللامادي، مع مسؤولين من المنظمة العالمية، جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها فريق عمل المركز لمقر المنظمة، وذلك بناء على دعوة، في الفترة من 19 وحتى 21 من أكتوبر الجاري، حيث شارك الفريق في جلسة عمل عن صون التراث اللامادي بأحدث الوسائل العلمية.

تضمن الفريق الذي ترأسه عبد الله حمدان بن دلموك الرئيس التنفيذي للمركز، وحضور كل من أمينة خميس الظاهري مدير إدارة الدراسات والبحوث، وإبراهيم عبد الرحيم مدير إدارة الفعاليات، وسعاد إبراهيم درويش مدير إدارة بطولات فزاع..

وخالد عبيد البدور المستشار الثقافي في إدارة البحوث والدراسات، ودانة عبد العزيز وخديجة الكاف من قسم الهوية المؤسساتية، حيث التقى الفريق عبد الله علي النعيمي المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة في منظمة اليونسكو بالعاصمة الفرنسية (باريس).

تنوع وتكامل

وأشادت سيسل دوفال رئيسة مركز التراث الثقافي اللامادي، بجهود مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، في عملية صون التراث والمساعي لإعادة إحياء البطولات التراثية، وإشراك شرائح المجتمع الإماراتي والنتائج الإيجابية التي أدت إلى إنشاء المركز.

كما أشادت بدور المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة في منظمة اليونسكو بالعاصمة الفرنسية (باريس)، لإتاحة الفرصة للقاء مع وفد المركز، والتعرف بشكل دقيق إلى أنشطة هذا المركز، مشيرة إلى أنها أعجبت بحماس الفريق..

وكذلك بالأهداف التي يتوخاها في صون التراث الثقافي اللامادي التي تلتقي مع أهداف اليونسكو، وكذلك القيم الثقافية المرتبطة بها، وهي تندرج في الخط ذاته مع أهداف اتفاقية صون التراث الثقافي اللامادي.

وأضافت: كما تأثرت بشكل خاص بتنوع وتكامل المقاربات التي يعتمدها المركز، سواء على مستوى تطوير أنشطة الترويح عن النفس المرتبطة بألعاب تقليدية للجمهور الواسع، كما بأنشطة إدراج التراث في المناهج المدرسية، وأنشطة التواصل على مستوى واسع من خلال موجات إذاعية، فضلاً عن جهود البحث والنشر.

وهذه الحزمة من المبادرات، سوف تسمح مجتمعة لإمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، دون شك، بأن تعوض عن اندثار بعض تقاليدها الثقافية الكبرى بفعل عوامل العولمة، وبأن تبلور هويتها الثقافية والكبرياء المشروع لمواطنيها والوافدين إليها بكل أطيافهم وتنوعهم.

دعم

وأوضحت دوفال أن اليونسكو مستعدة لدعم مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث الثقافي، عبر مقاربة دقيقة لاتفاقية صون التراث اللامادي. ومنذ هذه اللحظة، أستطيع اختيار خبراء ناطقين باللغة العربية للعمل مع المركز، وتزويد فريق الموظفين بوثائق ملائمة، تسمح لهم باستيعاب المروحة الواسعة من الأنشطة الواردة في الاتفاقية، من أجل بلوغ الأهداف التي يمكن للمركز أن يطلقها ميدانياً..

كما أن القيام بفرز الموروث اللامادي وتصنيفه مع إشراك الجماعات المحلية المعنية به، يشكل إحدى رافعات العمل، فضلاً عن صياغة خطط صون وحفظ ملائمة للحاجات الخاصة. وتشمل عناصر التراث المهددة بالاندثار. وهذه كلها يمكن أن تقودنا إلى خريطة طريق لتعاون مثمر ومفتوح على المستقبل.

تداول و أفكار

من جهته، أكد عبد الله النعيمي الممثل الدائم للدولة في اليونسكو أهمية هذا الاجتماع، مؤكداً: «يشعر الوفد الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى اليونسكو، بارتياح عميق إزاء مضمون وأجواء الاجتماع المشترك الذي احتضنته المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم بين رئيس وكوادر إدارة حمدان بن محمد لإحياء التراث، ورئيسة قسم التراث اللامادي في مركز التراث العالمي التابع للمنظمة الدولية.

وإذ طال الاجتماع، وتجاوز الوقت المحدد له مستغرقاً ثلاث ساعات، فهذا في حد ذاته دليل على أهمية ما دار من أحاديث، وما تم تداوله من أفكار ورؤى ملامسة آفاق تعاون مستقبلي». وأضاف منذ بدايات تبلور مشروع إقامة جسور تواصل وتفاعل بين المركز والمنظمة..

كان همنا في الوفد الدائم إرساء آليات شراكة، بحيث أن المركز الذي ولد كبيراً بمشروعه وأهدافه والرؤية البعيدة للقائمين عليه، يستفيد من المنظمة الدولية على مستوى بناء قدرات طاقمه الوظيفي، واكتساب المنهجيات الحديثة في حفظ الموروث الثقافي الإماراتي، وصونه وتوثيقه على أسس علمية ومعايير عالمية.

وأضاف: يقيني أن رئيسة قسم التراث اللامادي التي أصغت إلى العروض التي تعاقب على تقديمها أو شرحها أعضاء الوفد، في إطار تشكيل صورة دقيقة عن هيكلية المركز وأقسامه، وأنشطته والحالة النوعية التي بات يجسدها عن كل شرائح المجتمع المحلي، باتت أكثر حماساً وتصميماً على التعاون.

خبرات

وأكد النعيمي: قد تكون الخطوة الأولى إيفاد خبراء في التراث اللامادي إلى دبي لإحياء دورة تدريبية على صون عناصر هذا التراث، واستكشاف سبل الشروع في تطبيق بنود اتفاقية 2003 لصون التراث غير المادي. وتكثيف الخبرات وتراكمها هما أمر في غاية الأهمية، لجعل مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث مرجعية في مجال اختصاصه على المستوى الوطني والإقليمي.

وهو قد شق طريقه في هذا الاتجاه، ترفده إدارات ورؤى وطموحات، أبرزها الحفاظ على الهوية والجذور والتاريخ ونقل كل هذا الموروث وكل هذه التقاليد والمهارات إلى الأجيال الإماراتية الطالعة بكل فخر واعتزاز.

وقال النعيمي: «أتوجه بجزيل الشكر وعبارات الامتنان إلى راعي المركز سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وإلى الرئيس التنفيذي لهذا المركز الأخ عبد الله حمدان بن دلموك، وإلى جميع العاملين فيه. وأثني على خطوة التعاون الخلاق مع منظمة اليونسكو لما فيه من استنهاض لتاريخنا وهويتنا ومستقبل أجيالنا».

أغراض نبيلة

ومن جانبه، أعرب عبد الله حمدان بن دلموك، عن سعادته، مؤكداً أن اليونسكو منظمة عالمية تساعد البشرية جمعاً، بما فيها البلدان الفقيرة والمتقدمة على المحافظة على إرثها، ووضع آلية لصون الآثار والتراث بكافة أنواعه، والاستفادة منه على جميع الأصعدة لخدمة أغراض نبيلة، بما فيها تعزيز الهوية الوطنية، وقال:

ًبفضل الله، كان الاجتماع مثمراً لتعاون نطمح أن تكون له عوائد مجزية، من حيث تبادل الخبرات والتطوير من آلية عملنا في حفظ التراث، والسير على نهج الدول المتقدمة للحفاظ على إرث دولة الإمارات العربية المتحدة اللامادي.

وبالرغم من أن المركز تم إنشاؤه منذ عام ونصف، إلا أن بطولات فزاع بدأت منذ أكثر من قرن مضى، وأتت بنتائج إيجابية لدى منظمة اليونسكو، وكل ذلك بفضل الله، ثم بدعم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وحكومة دبي. لا شك أننا بدأنا بإقامة البطولات الهادفة قبل الكثيرين، الأمر الذي دفع أعضاء اليونسكو لتهنئتنا على ما قمنا بتحقيقه حتى الآن».

وأضاف: «تعلمنا الكثير من هذا اللقاء، ولا شك أن صون التراث لا يقتصر على تدوينه بالكتب، بل يتطلب توثيق التراث الشفاهي اللامادي، انطلاقاً من أبسط الحكايات الشعبية، إلى إقامة البطولات التي تشرك جميع شرائح المجتمع والمداومة على إحياء نماذج الحياة البسيطة، مثل الصيد بالصقور والغوص الحر، وكل ما يختص بسبل العيش التي كان ينتهجها الأجداد».

وأردف بن دلموك أن هناك تحديان يواجهان المركز الحديث العهد، الأول هو سباق الزمن للحاق بالماضي، والثاني هو عدم تبقي الكثيرين ممن يستطيع المركز توثيق التراث اللامادي من خلالهم، بما فيه التراث الشفاهي، مؤكداً أن هذه التحديات تأتي في إطار التحديات التي تواجه العالم أجمع، وضمن الدعم الذي تقدمه منظمة اليونسكو، بعد أن تم استعراض هذه التحديات خلال الاجتماع.

مبادرات

أكد عبد الله علي النعيمي المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة في منظمة اليونسكو، أن الخطوة الأولى كانت حاسمة في رسم خريطة طريق للتعاون في صون الموروث اللامادي وإثرائه ودعمه بالمبادرات الخلاقة، مثل التوثيق وإجراء البحوث والترويج له، وإدخاله في برامجنا التربوية والتعليمية من الطفولة المبكرة حتى الشهادة الثانوية، علماً بأن هذا التراث رافعة سياحية واقتصادية وتنموية، فضلاً عن كونه مجموعة طقوس احتفالية، ولوحة رموز ناطقة بكل الإيماءات والإشارات والاستعراضات.

Email