3 مجموعات منتقاة من مليون صورة في معرض «علامات فارقة»

نور علي راشد.. خلاصة تجربة غنية في التصوير الفوتوغرافي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

معرض «علامات فارقة» 2014 بمنزلة إضاءة استثنائية على إبداع والد التصوير الصحافي أو رائده في المنطقة، الراحل نور علي راشد الذي جمع أرشيفاً يضم قرابة مليون صورة، تم تصوير الغالبية العظمى منها على أفلام، كما قدم إنجازات أسهمت في تطوير التصوير الفوتوغرافي في الخليج العربي طوال حياته المهنية التي استمرت 60 عاماً، علماً أنه عمل بشكل مستقل في بيئة تفتقر إلى حضور مجتمع متخصص بالتصوير الفوتوغرافي، وذلك حتى السنوات الأخيرة من حياته.

انطلقت سلسلة معارض علامات فارقة عام 2010، منصة لعرض الأعمال الخالدة لفنانين مميزين من الدولة وسائر أرجاء المنطقة، من الذين حققوا نجاحات استثنائية في مسيرتهم المهنية، وتركت آثارها الواضحة على المشهد الفني والثقافي العربي، ومضوا تاركين خلفهم تراثاً غنياً للأجيال المقبلة، وقد نظمت إدارة متاحف الشارقة المعرض هذا العام بالشراكة مع أرشيف نور علي راشد، ليستمر حتى 6 ديسمبر المقبل، بهدف استكشاف النصف الأول من المسيرة المهنية المنتجة للمصور من أواخر الأربعينيات إلى سبعينيات القرن الماضي، بما في ذلك العديد من الصور التي لم تسبق مشاهدتها.

كما يوثق المعرض سنوات نور علي راشد الأولى في عُمان، والأحداث والاحتفالات والصور الخاصة بالقادة، لا سيما أن الراحل عمل فترة طويلة مصوراً أميرياً بصحبة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وحكام الإمارات، ما منحه مكانة فريدة أتاحت له توثيق أحداث مهمة في تاريخ الدولة، إلى جانب الحياة اليومية لسكانها وحكامها على حد سواء.

وتم توزيع الصور المعروضة على ثلاث مجموعات، وفقاً لموضوعات وتاريخ الصور، إذ تستعرض المجموعة الأولى التي تحمل اسم «الحياة كما كانت» لمحة عن بساطة الحياة في ستينيات القرن الماضي، وتركز على الأسواق والصحراء وحتى البحار، فيما تحمل المجموعة الثانية اسم «بناء الأمة»، وتوثق تاريخ الدولة منذ عهد إمارات الساحل المتصالح، مروراً بعهد الاتحاد مع إضاءات متميزة على الإنجازات الأولى لهذا البلد الفتي، وأهم الأحداث التي مرت به في عقوده الأولى.

أما المجموعة الثالثة فحملت اسم «لمحة عن العالم»، وتعرض لأول مرة صوراً من المجموعة التي التقطها نور خلال رحلاته إلى 35 بلداً مختلفاً حول العالم، تتضمن رؤيته للبشر والكائنات في جميع أنحاء العالم، إلى جانب فعاليات دولية مهمة، وصور لبعض قادة ومشاهير العالم.

وفي هذا الإطار، قالت كريمة الفنان الراحل شمسة نور علي راشد: «كان التصوير الفوتوغرافي وسيلة والدي للمشاركة في محيطه، بدلاً من مجرد التوثيق، وزائر المعرض يرى الخليج وما هو أبعد منه من خلال عينيه، فبينما اشتهر بكونه مصوراً صحافياً، أبدع العديد من الصور التي تعتبر فنية في حد ذاتها، نظراً إلى تنوع موضوعاتها».

 وأضافت: «أن أفضل وصف يمكن أن يطلَق على رؤية والدي - رحمه الله- هي أنها سلسلة من النقاط الثابتة المرجعية بالنسبة إلينا، وذلك للنظر في تصوراته لمفهوم الوعي الثقافي، فمن خلال دوره البارز، أبدع صوراً تاريخية للرعيل الأول في الدولة، كما قدم «ريبورتاجاً» صحافياً موسعاً عن تشكل دولتنا».

أسفار

وحول آلية اختيار الصور الخاصة بالمعرض، أوضحت شمسة أنه تم التركيز على الصور التي تسلط الضوء على جوانب الحياة اليومية في الدولة، مع بدء تحولها وتغيرها، وعلى مستوى الزيارات الشخصية والرسمية، وقالت: «سافر والدي إلى أوروبا وأميركا وإفريقيا وآسيا، وقد اخترنا الكثير من الصور التي تقدم ملاحظات تصويرية عن التقاليد المنظورة والثقافة الشعبية في البلدان التي زارها».

اتجاهات

التجول في المعرض يكشف الستار عن ثلاثة اتجاهات بارزة ضمن ممارسات نور علي راشد التصويرية، وتشمل البحث عن الفكاهة في تفاصيل الحياة اليومية، من خلال خلق التجاوزات، والنظر إلى الأمور الاعتيادية السرد، من خلال سرديات سينمائية، وأخيراً استخدام العناصر المعمارية، لتأطير وتركيز اهتمام المشاهد على مشهد معيّن.

Email