محاور النقاش استعرضت تسويق القيم المجتمعية والتواصل برؤية شبابية

المنتدى الإعلامي الوطني مواجهة حقيقية لواقع افتراضي

علي عبيد ومريم بيشك يتوسطان عائشة العاجل وإبراهيم الهاشمي خلال المنتدى تصوير- عبدالحنّان مصطفى

ت + ت - الحجم الطبيعي

مواجهة حقيقية لواقع إعلامي يفرض نفسه على الساحة فرضاً، ويتربع على العرش مستعرضاً عضلاته الافتراضية، وقدرته على التأثير المباشر، وفاعليته في تشكيل الرأي العالمي والقيم الجديدة، وفق عدة مفاهيم واتجاهات ومصادر، عرضها وناقشها صباح أمس المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، في الدورة الثانية من المنتدى الإعلامي الوطني، التي أقيمت تحت عنوان «الإعلام المرئي وقيم التواصل»، واحتضنتها غرفة تجارة وصناعة الشارقة، بحضور الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي، عضو اللجنة الاستشارية بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وعدد كبير من الإعلاميين وأساتذة وطلاب الإعلام من مختلف الجامعات داخل الدولة.

أوراق عمل غنية، عرضتها جلستا عمل امتازت الأولى بجديتها، والثانية بعفويتها، وتخللتهما مداخلات الجمهور التي جاء أغلبها مستاءً من الحال الذي أوصلنا إليه الإعلام الجديد بوسائله التي قضت على خصوصية الأسرة، وجعلتها تعيش بمعزل عن الحميمية التي عُرفت بها في السابق.

تسويق القيم

ضمن محور «تسويق القيم المجتمعية مسؤولية مشتركة»، أدار الأديب إبراهيم الهاشمي الجلسة الأولى، وتحدث فيها الكاتب والمحاضر والإعلامي علي عبيد الهاملي، مدير مركز الأخبار بمؤسسة دبي للإعلام وعضو مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، عن التسويق الإعلامي للقيم بين المسؤولية والإلزام، مستعرضاً عدة تعريفات لمفهوم التسويق، ومتسائلاً عن مدى إمكانية تطبيق التسويق على القيم المجتمعية، ولافتاً إلى الهدف الأساسي من التسويق المجتمعي وهو تثبيت السلوك الإيجابي وتغيير السلوك السلبي، ومتحدثاً بإسهاب عن التلفزيون والقيم المجتمعية كونه الوسيلة الأكثر تاثيراً في القيم، لجمعه بين الكلمة المسموعة والصورة المرئية، وقدرته على تحقيق درجة عالية من المشاركة، وإمكانيته في نقل الأحداث أولاً بأول، وغيرها من مكامن القوة التي تميزه عن غيره من وسائل إعلامية.

وفي ورقتها تحدثت الدكتورة مريم بيشك، أستاذة علم اللغويات واللسانيات، عن التحكم الرسمي والذاتي في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، متسائلة «هل استطاعت أدوات التواصل تعزيز الديمقراطية وتشكيل المواطنة الجديدة؟»، وتطرقت للحديث عن الحضور القوي غير المسبوق لشبكات التواصل على الساحة العالمية، والتحكم الرسمي الذي تقوم به المؤسسات الحكومية في توفير عنصر الأمن والسلامة للمستخدمين، كما ناقشت دور شبكات التواصل في تعزيز الطبع الاجتماعي للبشر، مشيرة إلى أنه لا توجد هناك توعية حقيقية لما هو رسمي وما هو خاص.

فوضى

وتحدثت عائشة العاجل رئيس قسم الإعلام بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة عن ظاهرة الفوضى في استخدام التواصل الاجتماعي وغياب المفهوم الحقيقي للحرية كقيمة إنسانية، متسائلة «هل قلصت وسائل التواصل المسافات وردمت الهوة بين المجتمعات، وهل أسست لعلاقات سوية أم لفوضى أخلاقية وإنسانية؟».

كما ناقشت الهوية الافتراضية والذات الأخرى والعلاقة مع التكنولوجيات التي تتخذ أشكالاً وممارسات عدة، واستعرضت إشكالات الإعلام الجديد المرتبطة بالعالم العربي، والفجوة الرقمية، وانتقلت للحديث عن القنوات الفضائية وبرامج التلفزيون، وختمت حديثها بالتأكيد على أن الحرية تقف عند حدود المساس بالآخر وخصوصيته.

جلسة تفاعلية

وحملت الجلسة الثانية التي أدارها الإعلامي حسن يعقوب، محوراً عنوانه «الإعلام وقيم التواصل.. رؤية شبابية»، وامتازت بخفة ظل إعلامييها الشباب، والتفاعل الحقيقي بين الجمهور وأطراف النقاش.

وتحدث فيها الإعلامي حامد بن كرم عن رؤية الشباب في تعزيز القيم الإنسانية، متطرقاً للقيم في الإسلام، والقيم في المجتمع الإماراتي، والقيم الإنسانية والإعلام لافتاً إلى وجود ارتباط وثيق بين الإعلام الإماراتي والقيم الإنسانية، واستعان في حديثه بخبرته في تقديم البرامج الإنسانية. كما تحدث الإعلامي فيصل بن حريز عن ارتكازات ثقافة الإعلامي الشاب.

واقع محلي

«البيان» التقت صالحة غابش، المدير العام للمكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، والتي أكدت أن المنتدى في دورته الثانية يهدف إلى تسليط الضوء على الواقع الإعلامي بدولة الإمارات، وقالت: رغم وجود منتديات إعلامية عدة، إلا أننا رغبنا في أن يكون لنا دورنا في مناقشة بعض القضايا التي تتعلق بواقع الإعلام المحلي، رغم أن المشاهد الإعلامية متداخلة في العالم، ومتأثرة ببعضها البعض.

وذكرت غابش أن الدورة المقبلة من المنتدى الإعلامي الوطني ستكون مختلفة، وقالت: نبحث عن التميز والاختلاف، ولذا سنناقش الإعلام الأسري في منتدى على مستوى الوطن العربي، نستضيف به إعلاميين عرباً معروفين ولهم دور في المجال الأسري، أو رؤى واعية في هذا المجال.

Email