معرض الحج .. عوالم روحانية على ضفاف السين

ت + ت - الحجم الطبيعي

صوت المؤذن ينادي للصلاة، يصدح من القاعة السفلية لمعهد العالم العربي، تهاليل المكبرين مرددين "لبيك اللهم لبيك" تعلو من الطابق الأول، تراتيل المصلين من المسجد الحرام تصل مباشرة من مكة المكرمة عبر شاشات تلفزيون مثبتة على جدران الحائط، جزء من كسوة الكعبة بخيوطها الذهبية في مدخل القاعة تستقبل القادمين من كل مكان ليكتشفوا خامس أركان الإسلام "الحج" الذي يعود تاريخه إلى عهد إبراهيم عليه السلام قبل ما يقارب من أربعة آلاف عام، ليصير اليوم في القرن الواحد والعشرين أكبر تجمع بشري في العالم كله.

هو معرض "الحج" الذي يحتضنه معهد العالم العربي بالعاصمة الفرنسية باريس اعتبارا من الثلاثاء 23 أبريل الجاري ولغاية 23 أغسطس المقبل، أكبر معرض يحتفي بخامس أركان الإسلام، يجيء من تنظيم مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالمملكة العربية السعودية بالتعاون مع المتحف البريطاني ومعهد العالم العربي بباريس.

تدشين

ونظرا لأهمية هذا الحدث الاستثنائي من الجانبين العربي والفرنسي، دشن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند شخصيا المعرض بحضور وفد سعودي وعربي رفيع المستوى يتقدمه الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية السعودي ورئيس مجلس مكتبة الملك عبد العزيز، ووزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة والرئيس والمدير العام لمعهد العالم العربي جاك لانغ، وعدد من الشخصيات الرسمية العربية والفرنسية والغربية وحضور مكثف لوسائل الإعلام العربية منها والغربية ، ويعد معهد العالم العربي ثاني محطة لمعرض "الحج" بعد المتحف البريطاني بالعاصمة البريطانية لندن الذي احتضنه سنة 2012 وشهد نجاحا وإقبالا كبيرين.

احتفاء

ومن خلال فصول المعرض التي كانت عبر طابقين جاء معرض "الحج" ليحتفي بالتراث العالمي المرتبط بتطور الحج على مدى أكثر من أربعة آلاف عام، حيث ضم أكثر من 230 قطعة جعلت الزائر يمشي على خطوات الحجاج من القرون الوسطى إلى العصر الحالي، ويهدف المعرض إلى تقديم الحج إلى بيت الله في مكة في مختلف أبعاده ومن خلال تطوره التاريخي، تجربة عميقة فردية، من خلال اعتباره تأملا دينيا ومصدر إلهام فني وتبادل ثقافي، قدم للجمهور عبر قطع فنية ومخطوطات وزخرفات وأقمشة فاخرة.

البعد المعاصر في الحج كان هو الآخر حاضرا في المعرض من خلال أعمال ورؤية فنانين ومبدعين سعوديين بشكل خاص، كالمجسمات التي مثلت المشاريع المعمارية لتأهيل الأماكن المقدسة، بالإضافة إلى أعمال رسامين ومستشرقين ورحالة ومؤرخين إخباريين درسوا هذا الحدث المركزي في الإسلام.

إشادتان

 

في كلمته أمام الضيوف والجمع الحاضر لحفل الافتتاح، أكد الرئيس الفرنسي في أول زيارة له لمعهد العالم العربي منذ وصوله قصر الإليزيه في مايو 2012، أهمية هذا المعرض الذي جاء ليكرس الحوار بين الثقافات ويمتن الروابط بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، وبين المسلمين والفرنسيين بصفة عامة.

أما الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية ورئيس مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة فقدم كلمة أعرب فيها عن شكره وتقديره للرئيس الفرنسي لتشريفه افتتاح معرض الحج في رحلته الثانية بباريس، ونقل سموه في كلمته تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود للرئيس هولاند على مشاركته في افتتاح المعرض التي تزيد من الاعتزاز بهذا الحدث الثقافي العالمي.

Email