تحد

أماني النعيمي تتحدى الإعاقة البصرية إلى نبوغ دراسي وتفوق وظيفي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تمنع الإعاقة البصرية التي تعاني منها أماني حميد بن زايد النعيمي المساعد الاداري بهيئة الامارات للهوية من القيام بمهام عملها والرد على استفسارات المتعاملين مع الهيئة ومتابعة معاملاتهم بكل همة ونشاط يفوق نظراءها من المبصرين، لتؤكد أن الاعاقة لم ولن تقف عائقاً أمام قيامها بعملها على الوجه الأكمل والذي جعلها محل إعجاب وتقدير كل المحيطين بها. ولم تكتف اماني بأداء متطلباتها الوظيفية فحسب بل انها برعت وتفوقت في جوانب اخرى وتنوي استكمال دراستها العليا.

وأماني حاصلة على بكالوريوس علوم ادارية من جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا العام 2010 والتحقت بالعمل في هيئة الامارات للهوية عن طريق التوظيف الخارجي من خلال شركات توظيف في وظيفة مساعد اداري بمركز عجمان للتسجيل لخدمة المتعاملين في الاستعلام بالهواتف والرد على استفسارات المتعاملين ومتابعة معاملاتهم.

ولم يتوقف عملها على اداء متطلبات الوظيف فحسب بل امتد لتقوم بنشاطات اخرى بتنظيم ورش عمل لموظفي المركز حول بوابات العمل وأطلقت عليها اسم "ساعات العمل سعادة وأمل " معتمدة في قيامها بهذه الانشطة على حصولها على دورة في اعداد المدربين وحبها الشديد للعمل في مجال التدريب.

وانضمت أماني الى مشروع سفراء المستثمرين في الموارد البشرية بهدف أن تكون حلقة وصل بين الموارد البشرية والموظفين في مراكز التسجيل وتعريفهم بكل ما يستجد في مجال الموارد البشرية ليكونوا على علم ودراية بها اولا باول وتنظم ورش عمل لهم باستمرار وعمل حملة توعية للمشروع واهدافه وتم تنظيم ورشتي عمل في هذا الاطار.

تنظيم دورات

وأماني عضوة في فريق عمل متكامل لتنظم الدورات يشارك فيه 25 موظفاً على مستوى مراكز الهيئة وانتهت بمفردها من تنظيم دورتين شارك فيها 18 موظفاً.

وتقول أماني إنها ولدت معاقة بصريا وسبب الاعاقة ليس وراثيا بل نتيجة مرض اصاب أعصاب العين وأنها تحدت الصعوبات والمعوقات التي اعترضت طريقها وشقت طريقا في مشوار التعليم الطويل والصعب حتى حصلت على الشهادة الجامعية معتمدة في دراستها على الكمبيوتر ومستخدمة برنامجا يحول الكلمات المكتوبة الى كلام مسموع والذي اصبح وسيلتها للدراسة ولم تستخدم طريقة "برايل" التي يتعامل بها المكفوفون.

وتضيف أن البرنامج يساعدها في اداء مهام وظيفتها والدخول على الانترنت لمتابعة معاملات المراجعين في عملي بالمركز، حيث يتصل بي المراجعون وأدخل على موقع الهيئة ومعرفة خط سير المعاملات واقوم بإرسال البريد الالكتروني واقوم بعملي مثل اقراني الاصحاء تماما ولكن دون التعامل المباشر مع المراجعين وأقضي نفس فترة الدوام والتوقيع على الحضور والانصراف بالبصمة الالكترونية.

وتؤكد انها لم تواجه أية مشاكل في حياتها وفي مشوارها التعليمي حتى التحاقها بالعمل الا ان المشكلة الاكثر تأثيرا وإيلاما لها هي عملها بدون المؤهل الجامعي الحاصلة عليه بعد تعب ومجهود شاق حيث التحقت بالعمل بشهادة الثانوية رغم تفوقها في مهام وظيفتها وقيامها بأنشطة مجتمعية، مطالبا المسؤولين في الهيئة بتثبيتها على وظيفة تناسب مؤهلها الجامعي التي التحقت بها عن طريق شركة توظيف كوظيفة مؤقتة وليست دائمة.

مبادرات مجتمعية

وتشير اماني ان مدير مركز عجمان للتسجيل بعدما استشعر نشاطها ودورها في المركز أنشأ فريق المبادرات المجتمعية وتولت هي رئاسته ويقوم الفريق بتنظيم الاحتفالات المجتمعية الرسمية مثل يوم التراث وغيرها من الاحتفالات المتوافقة مع الاجندة العالمية، حيث أتولى اعداد فقرات الاحتفالات.

وتوضح ان نشاطها لم يقتصر على ذلك بل قامت بتأسيس مجموعة "نجوم النور" عام 2010 للمشاركة في الحفلات والمناسبات وتقديم العروض المسرحية من تأليفها وتمثيلها ومنها مسرحية قصيرة بعنوان "عيال زايد" التي عرضت أكثر من 30 مرة في مختلف الامارات والفريق مكون من ثلاثة افراد منهم شقيقها الذي يعاني من اعاقة بصرية أيضا والذي يعمل منسقا اعلاميا والمسؤول عن الخدمات الالكترونية للمجموعة والغرض من الفريق هو تفجير الطاقات لدى ذوي الاعاقة وقدرتهم على القيام بنفس أعمال الأصحاء.

وتؤكد أماني على دور الاسرة في حياتها ووقوفهم معها وتشجيعها ويمنحوها هى وشقيقها الثقة في النفس ولم نشعر اننا من المكفوفين.

ولم تنس دور الدولة في الاهتمام بأصحاب الاعاقات ولمست ذلك في مختلف مراحل حياتي الى ان وظفت، حيث وجدت كل مساعدة وتشجيع من مدير المركز وزملائي الذين يساعدونني

وتتمنى أماني اكمال الدراسات العليا والحصول على الماجستير والدكتوراه في مجال تخصصها التدريب وأن تصبح مدربة دولية بعد الاستقرار في عمل دائم بمؤهلها الجامعي لان ذلك يساعدها على مواصلة طريقها نحو التحصيل العلمي.

Email