أصدر «50 قصيدة عربية من القرن العشرين»

شهاب غانم: الترجمة عندي هواية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مشوار ثري وحافل بنتاج إبداعي غني وهائل في عالم الشعر والترجمة الشعرية، قضاه الشاعر والمترجم د. شهاب غانم، بحضور متوهج عبر أكثر من ثلاثين عاماً من الترجمة من الانجليزية إلى العربية وبالعكس، حتى أصبح بمثابة همزة الوصل بين الشعر العربي والشعر باللغات العالمية الأخرى كالإنجليزية، فقدراته الخاصة واشتغاله الدؤوب في عالم الترجمة جعله من أبرز الكتاب الإماراتيين البارزين في المشهد الابداعي ، وقد صدر له مؤخراً كتاب «50 قصيدة عربية من القرن العشرين» باللغتين العربية والإنجليزية، والصادر مؤخراً عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وبالتعاون مع وزارة الثقافة وتنمية المعرف ، تواصلنا مع د. شهاب غانم وتحدثنا إليه حول تجربته الأدبية في مجال الترجمة.

عيون الشعر العربي

إصدارك الجديد «50 قصيدة عربية من القرن العشرين» يحظى باهتمام واسع في الوسط الثقافي حدثنا عنه ؟

يحتوي الكتاب على خمسين قصيدة، معظمها من القصائد الشهيرة لشعراء معروفين في الوطن العربي، ولد بعضهم في القرن التاسع عشر الميلادي، وبعضهم في القرن العشرين ولكنهم جميعا رحلوا في القرن العشرين، وقد جمعت هذه القصائد في القسم الأول من الكتاب، وترجمتها إلى الإنجليزية في القسم الثاني، في 288 صفحة من القطع المتوسط بهدف تعريف القارئ الذي لا يتقن العربية ببعض عيون الشعر العربي المعاصر في القرن العشرين الميلادي، وهي فترة غنية بالشعر الجميل.

والقصائد متنوعة المواضيع بين الحب والشكوى والرثاء والإنسانية والوطنية، وقد تم ترتيب القصائد حسب تاريخ ميلاد الشاعر، فبدأت المجموعة بالشاعر محمود سامي البارودي من مصر (1839 - 1904) الذي يعتبر بداية شعراء النهضة الحديثة، وانتهت مع الشاعر أمل دنقل من مصر أيضاً (1940 - 1983) فمعظم الشعراء من مصر والعراق ولبنان وسوريا لأن الحداثة الشعرية سبقت في التطور في تلك البلدان العربية؛ بالإضافة إلى قصيدتين للشاعر الإماراتي سلطان العويس (1925 - 2000)، والشاعر الإماراتي أحمد أمين المدني (1931 - 1995)، كما تضم المجموعة قصائد من الشعر البيتي (العمودي) ومن شعر التفعيلة.

سحر القصيدة

ماهي المعايير التي تحتكم إليها في انتقاء القصائد العربية للترجمة ؟

معياري الأساسي هو ذوقي الشخصي، فأنا أختار ما أترجم بينما بعض المترجمين يضطرون لترجمة ما يسند إليهم من أعمال لأن ذلك مصدر رزقهم.

أما أنا فالترجمة لدي هواية، أما الشعر فهو متمكن من أقطار نفسي وترجمته امتداد لعشقي للشعر، وكل كتبي الثلاثين هي ترجمات شعرية من وإلى العربية، ما عدا مجموعة واحدة ترجمت فيها بالاشتراك مع ابنتي عنوانها «25 قصة إماراتية مترجمة إلى الإنجليزية»، كما إن شهرة الشاعر الذي أترجم قصيدته تلعب دوراً رئيسياً في دفعي بشغف للاطلاع على شعره ولكن إذا لم يجذبني شعره لا أترجم له، وقد أترجم قصيدة لشاعر غير معروف إذا سحرتني قصيدته، كما أن لدي اهتماماً خاصاً بالشعر الإنساني الذي يعلي القيم العليا كالسلام و العدالة والحب والرحمة والعلاقات الإنسانية الإيجابية وفي كتابي الجديد تتجلى هذه المعاني السامية .

حوار الحضارات

حدثنا عن اهتمامك بترجمة الشعر؟

بدأ إيماني بإمكانية ترجمة الشعر منذ المدرسة الثانوية، عندما كان مدرس الأدب الإنجليزي وكان بريطانياً من خريجي جامعة كامبردج يدرسنا ترجمة إدوارد فتزجيرالد لرباعيات الخيام وهي ترجمة رائعة وإن كانت غير دقيقة، وحاولت يومها ترجمة بعض تلك الرباعيات إلى العربية، كما أن مكتبة والدي الدكتور محمد عبده غانم رحمه الله، فيها بعض دواوين الشعر الأجنبي المترجمة إلى العربية، وأنا مؤمن بأن الشعر هو روح الأمة وخير من يترجمه هو شاعر متمكن من اللغتين، وليس مترجماً عادياً، فلغة الشعر لغة خاصة،هي في كثير من القصائد الرفيعة لغة داخل اللغة، كما أن ترجمة الشعر تساعد على حوار الحضارات وانفتاحنا على العالم.

مشروع

عن مشروعه الجديد في مجال الترجمة، وملامح هذا المشروع، قال د. شهاب غانم: هناك كتاب بعنوان «قصائد من الشرق والغرب» يحوي قصائد مختارة من أميركا وبريطانيا والصين والهند، ترجمتها إلى العربية آمل أن يتم نشرها في الأشهر القليلة المقبلة، أو ربما يتم نشرها في معرض الشارقة الدولي للكتاب، كما أعمل حالياً على إنجاز كتاب بعنوان «50 قصيدة عربية معاصرة» أترجمها إلى الإنجليزية.

Email