وصف حلقات «سيلفي» بالتافهة

عبدالله السدحان: القصبي دخل الطريق الخطأ

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كان هادئاً مبتسماً خفيف الظل كعادته، لم يتوقف عن إطلاق التعليقات المضحكة بين الكلمة والأخرى، والخطوة والأخرى، هذا ما عهدناه من فنان الكوميديا السعودي عبدالله السدحان، وبينما كان يستنشق بعض الهواء النقي، قبل مشاركته في ندوة «حوار الكوميديا العربية» التي أقامها مركز الشارقة الإعلامي ضمن مجلسه الرمضاني، التقته «البيان» في لحظة صفاء، انتزعته من هدوئه، استقبلها برحابة صدر، ولكن الهدوء لم يستمر حين أتينا على ذكر رفيق دربه ونجاحاته الفنان ناصر القصبي، الذي انفصل عنه فنياً بعد سنوات طويلة حققا خلالها معاً نجاحات كبيرة، ليؤكد لنا السدحان وبأعلى صوته، أن القصبي يسير اليوم في الطريق الخطأ.

بدأنا حوارنا معه حول حال الكوميديا، لتأتينا إجابته غير متوقعة، إذ قال: حال الكوميديا اليوم يرثى له، والضحية دائماً الكاتب، فهو يكتب ويجتهد، ولكن الممثل هو من يسيء إلى ما كُتب، وللأسف، غالبية الممثلين العرب وخصوصاً السعوديين والخليجيين يستعرضون خفة الدم والاستظراف، ونحن في وقت لم نعد نتقبل فيه هذا الاستظراف، لا أنا ولا «عيالي»، ولا المجتمع العربي ككل، فالاستخفاف والاستظراف أصبحا يتجاوزان الحدود، ما يؤثر بالتالي على العمل والبناء الدرامي، وفي النهاية يكون الكاتب هو الضحية.

لاحظنا تحيزه للكاتب، فسألناه عن السبب، فربما يكون مكمن الضعف في النص نفسه، فأجاب: الكاتب يكتب، وعلى الفنان أن يبني على النص ويكمل المشوار، وإن كان النص ضعيفاً من الأساس، فمن المفروض أن يبقى لدى كاتبه وألا يخرج من الدرج.

فضول

باغتتني هنا صورة الفنان ناصر القصبي، واستفزني فضولي لمعرفة رأيه حول مسلسله الكوميدي «سيلفي» الذي يعرض في الوقت الحالي، لا سيما أن الثنائي الأشهر في عالم الكوميديا وتحديداً في مسلسل «طاش ما طاش» قد انفصل، وبات كل منهما يلعب وحيداً في ساحة الكوميديا، ليقدم القصبي «سيلفي»، ويطل السدحان بـ«منا وفينا».

سألته بكل صراحة ومباشرة: يتعرض ناصر القصبي اليوم لتهديدات بالقتل بسبب مسلسله «سيلفي»، في ظل أزمته هذه، ماذا تقول له؟

أجابني فوراً وبلا تفكير: «ناصر رايح في طريق غلط»، وأكمل: «بو ركان» كان فناناً جيداً، ولكنه قدم مسلسل «أبو الملايين» وهذا عمل لم يرتقِ للمستوى المطلوب منه، و«سيلفي» نفس الحكاية، فهو إلى الآن عمل تافه، ويفترض أن يُسمى بـ«دنفسة» على اسم الحلقة الأولى، بدلاً من «سيلفي».

تعجبت من رأيه هذا، فسألته عما إذا كان سببه هو انفصالهما فنياً، فقال: لا، لا أعرف، الجمهور هو من يحدد.

كلام فاضي

هنا، بدأ الهدوء يتلاشى، وبدأ مزاج ضيفنا يتعكر، وزاد تعكره سؤالي الذي قلت فيه: ولكن «سيلفي» أحدث ضجة كبيرة وتفاعل معه الجمهور بقوة. فأجابني قبل أن أكمل طرح السؤال: هنا يأتي دور اللعب على المشاعر والجرأة، ونحن شعوب بسيطة نصفق فوراً ونهلل بإعجاب لمن استطاع أن يتجاوز الحدود والخطوط الحمراء، وهذا في رأيي «كلام فاضي».

فسألته: ولكن القصبي جسّد واقعاً حقيقياً يتمثل في وجود «داعش»؟

أجابني: داعش موجودة ولكن ليس بهذا الواقع الذي قدمه.

سألته: إذاً، كيف كان عليه أن يقدم حلقتي «داعش»؟

قال: ليس لي علاقة بداعش أو بغيرها، أنا رجل لا علاقة لي بالدين ولا بالسياسة، ولا أعرف لماذا طرح القصبي مثل هذه الحلقة، هل حباً في الشهرة؟

تعجبت من إجابته، فهل من المعقول أن يكون هدف فنان بشهرة ناصر القصبي هو تحقيق الشهرة؟

أجابني بثقة: نعم، الهدف من ورائها إثارة ضجة، ولكن الحلقة بما كُتب فيها- مع احترامي للكاتب -تافهة وسخيفة، والحال نفسه مع الحلقة اللي سبقتها، والتي جاءت بعدها أيضاً.

إلى هنا أنهى السدحان الحوار بنفسه، ومضى..

Email