أرملة عادل أدهم تحيي ذكرى وفاته مع «الحواس الخمس» «2-2»

لمياء السحراوي: زوجي لم يكن «بلياتشو».. فقد عاش ومات شحاذاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

عادل أدهم، الذي عشق السينما ولم يفكر في أفلام المقاولات، وكان مهموماً بحب الناس، لم يمهله القدر حتى يرى فيلمه الأخير «علاقات مشبوهة». فنان ارتبط المشاهدون به فأحبوه، سفير الحب في «سواق الهانم»، ورجل الأمن القوي في «حافية على جسر الذهب» مع ميرفت أمين، وهو زكي قدرة القاتل حسب الأوامر، وبقيت ضحكته (نصف الضحكة) التي تخرج من جانب شفتيه نموذجا، كما كانت نظرة عينيه نموذجا للممثل الذي يريد توصيل الرسالة دون أن يتكلم.. عادل أدهم هو (الشيطان يعظ)..الذي ترك بصمة رجل الشر بالسينما..

 

«الحواس الخمس» لليوم الثاني يواصل حواره مع أرملته لمياء السحراوي في ذكرى وفاة «البرنس» عادل أدهم:

ما الجوائز التي حصل عليها، وما أكثر الجوائز التي كان يحبها؟

حصل على جوائز كثيرة، منها جائزة التقدير الذهبية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الخامس، برعاية وزير الثقافة محمد عبدالحميد رضوان عام 1981، وأخرى من يوسف السباعي وزير الثقافة عن مجمل أعماله في عام 1977، وثالثة عن فيلم (آه يا ليل يا زمن) عام 1978، كما حصل في العام نفسه على جائزة أخرى عن الفيلم نفسه من كمال الملاخ، وحصل على جائزة أحسن ممثل من المركز الكاثوليكي عن فيلم «سواق الهانم» عام 1994، وجائزة خاصة عام 1996 عن فيلم «السلخانة» من مهرجان الإسكندرية السينمائي العاشر عام 1994 من أحمد الحضري، وشهادة تقدير عن مجمل أعماله من نقيب المهن السينمائية سعد الدين وهبة، وأخرى عن فيلم «الشيطان يعظ» من أحمد كمال الدين مرسي عام 1981، وتم تكريمه أيضا في لوس أنجلوس بأميركا عام 1986، ومن الرئيس السادات الذي أعطاه جائزة في انتصارات أكتوبر.. وبعد وفاته حصل على جائزة من المهرجان القومي للسينما الثاني عام 1996 التي قمت بتسلمها.

هل نعته أحد من الجمهور بلفظ ضايقه؟

سمعت ذات مرة امرأة خليجية تقول له «يا مجرم».. فسألته: هل تتضايق من تلك الشتائم؟ فقال لي: لا؛ لأن هذا يعني نجاحي.

 

صاحب الألف وجه

هل كان لأدهم نموذج يقلده في أدوار الشر؟

عادل لم يقلد أحدا.. ولم يكن «بلياتشو»، بل كانت له شخصية مميزة، وهناك ناس لقبته بصاحب الألف وجه.. وملك الشر.. وخليفة زكي رستم.. لا يوجد أحد يشبه الآخر.. لكل ممثل أسلوبه.

كيف تمت سرقة جواز سفر عادل أدهم، وما المشكلة التي أثيرت حول ذلك؟

كانت هناك إحدى الشخصيات.. كلمتني أكثر من مرة، وجاءت إلى المنزل، وقالت لي إنها تقوم بعمل حلقة عن عادل أدهم في (إيه آر تي art)، فقلت لها إنني منذ أربع سنوات لم أظهر أو أتحدث وأقدم شيئا عن عادل، لكنها أصرت ووافقت وحددت لها موعدا، لكني لم أقابلها في أول الأمر، وحددت لها موعدا آخر.. واستقبلتها في منزلي وجاءت معها كاميرات التصوير لتقوم بتصوير الجوائز والمنزل وصور عادل أدهم، لكن من ضمن الأشياء التي طلبتها كان «باسبور» عادل أدهم الذي كان مكتوبا به منتج وممثل سينمائي حيث قام بعمل شركه إنتاج، لكنه لم ينتج، وأخذت الباسبور..

وعندما قلت لها إنني أريده، قالت إنها ستأتي به مع أسطوانة في اليوم التالي بعدما تحصل على المادة العلمية الموجودة به وتنتهي من التجهيزات، وكلما اتصلت بها وجدت هاتفها مغلقا، واكتشفت انها ليست مذيعة في الـ (إيه آر تي art)، فقمت بتقديم بلاغ للنائب العام.

لن أتسول..بعد عادل أدهم

هل ما زالت مقتنيات عادل أدهم موجودة لديك؟ وهل فكرت في إنشاء معرض باسمه؟

نعم لديّ كل شيء ما عدا جواز سفره.. لم أفكر في عمل معرض إلا إذا مت أو سافرت، ولو تركت الشقة فسأقيم بها معرضا.. فمعجبوه يأتون إليّ ويحصلون على بعض الهدايا الرمزية، مثل صور أكون قد نسخت منها أو رابطة عنق.

هل طلبت تكريما آخر له؟

لا.. أنا لن أتسول.. ولن أطلب حتى أموت.. الذي لا تُعرف قيمته لا يُعمل له شيء. كل شخص حر.

هل كان يحب الجلوس على المقاهي كعادة الفنانين؟

لا.. لا.. هو كان يحب المنزل.

من أكثر المخرجين الذين تعامل وأحب العمل معهم؟

الجميع، فلم يكن يتعامل مع أحد إلا وأحبه.. لكن كمال الشيخ ونادر جلال كانا لهما طابع خاص، فكانا يتعاملان معه بلغة العيون.. أما الباقون فكانوا دائمي الصياح.

لماذا لم ينتج عادل أدهم من خلال شركة الإنتاج التي أقامها؟

لأن الموت لم يمهله.. فكان لديه فقط ملخص لعدة سيناريوهات.. كان قد اشتراها.. لكنه لم ينتج شيئا، فقد عاش شحاذا ومات شحاذا.

من أين تخرجت لمياء السحراوي؟

لقد حصلت على ليسانس الحقوق عام .1982 بعد زواجي من عادل.. ولم أعمل به قط.. لكنني عملت عارضة أزياء بعد وفاته عام 1996 في ميلانو لمدة أربع سنوات، ولا أعمل حاليا.

هل فكرتِ في العمل بالتمثيل؟

لا، لم أفكر.

ما عدد أشقائك؟

لديّ أخي اسمه عابدين وهو محام يعمل في مسقط بعُمان، ولي شقيقة هي سميحة.. حاصلة على دبلوم تجارة، ومتزوجة ولديها ثلاثة أولاد.

هل أنتِ مصرية؟

طبعا.. أنا مصرية وأبي مصري، لكن أمي ألمانية، وكانت تدعى كلاوديا، وقد أسلمت، وأطلقت على نفسها اسم (فاطمة)، ولم تكن تعمل، وقد توفيت منذ ثلاثة أعوام فقط، وكان أبي يعمل قبطانا في قناة السويس.

ما قصه انضمامك مؤخرا لحزب الوفد؟

أنا وفدية، وأحب فؤاد سراج الدين باشا.

 

مذكرات البرنس

هل كتبتِ مذكرات عادل أدهم، وهل فكرت في إصدار كتاب عنه؟

نعم عندي مذكراته.. كتبها طارق الشناوي وتنازل لي عنها في الشهر العقاري، أثناء حياة عادل، ثم أكملت أنا فترة علاجه ومرضه.. وقد كتبها طارق بناءً على رغبة عادل لأنه بعد تكريمه في مهرجان الإسكندرية عام 1993 فكر في كتابة قصة حياته، التي أوكلها للشناوي ونشرت بالجرائد.. ولم أنشر تلك المذكرات في كتاب، فلا يوجد أحد يقرأ الآن.

ما عدد اللغات التي كان يتحدث بها أدهم؟

لغات كثيرة، منها التركية واليونانية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية.. حتى اللغة الرومانية عندما ذهبت معه إلى رومانيا فوجئت بأنه يعرف تلك اللغة.. ولقد زرت أنا وعادل جميع دول العالم، ماعدا اليابان والصين.. حتى إننا زرنا كل بلد مرتين، بما في ذلك كوبا.. ذهبنا لها لأنه كان يحب السيجار الكوبي.. وزرنا دول الكتلة الشيوعية كلها، حتى إننا كنا في رومانيا وقت الانقلاب على شاوشيسكو وإعدامه.

هل كان أدهم مدخنا شرها؟

لا، بل كان يمسك السيجار كدلع في يده، لأن السيجار ينطفئ وحده تلقائيا، وكان يدخن السيجار في الصيف، والبايب في الشتاء، ولم يدخن السيجارة العادية.

من أكثر أصدقائه المقربين؟

علي رضا محمد عثمان صلاح ذو الفقار فريد شوقي.. كلهم ماتوا، أما الأحياء فأحمد رمزي.. أعرف أنه بالساحل الشمالي، وللأسف لم يسأل أبدا عن عادل في مرضه أو يذكره في أي مقابلة.. حتى أنا كلمته بعد وفاة عادل وقلت له: «أنت لم تعزني»، فقال: «لقد فزعت».. ثم رأيته بعد ذلك، لكنه اختفى مرة أخرى. ومن أصدقائه أيضا.. حسين فهمي الذي كان مع عادل أثناء مرضه، كان معه بالمستشفى، وقد أدى واجب العزاء وذهب معي لزيارة قبره، وقطع زيارته للمغرب كي يزوره، حتى إن عادل كان يقول: «حسين ابني الذي لم أنجبه».. ودائم السؤال عليَّ لو حدث أي مشكلة.. وأنا ألتمس له العذر؛ لأنه مشغول ولديه أعمال، فأنا أعذر الناس، لكن أحمد رمزي لا ألتمس له العذر.

هل كان يستقبل أحدا من أصدقائه بالمنزل؟

لم يستقبل إلا أحمد رمزي وحسين فهمي.

 

القاهرة ــ دار الإعلام العربية

Email