مؤتمر التراث الخليجي الخامس يختتم أعماله

مناهج التربية الأخلاقية في الإمارات ترسّخ قيم الإنسانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مناهج التربية الأخلاقيّة في دولة الإمارات جاءت محوراً للنقاش في جلسات اليوم الثاني من «المؤتمر الخليجي الخامس للتراث والتاريخ الشفاهي»، الذي نظمته دائرة الثقافة والسياحة، واختتم جلساته يوم أمس في فندق سانت ريجيس السعديات في أبوظبي، بمشاركة عدد من المسؤولين والأكاديميين والباحثين الذي أكدوا على أن التربية الأخلاقية في الإمارات تعكس القيم التاريخية والأخلاقية الأصيلة بأسلوب عصري.

انتماء ثقافي

بدأت الجلسة الأولى التي أدارها د. نصر عارف بورقة محمد خليفة النعيمي مدير مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي، بعنوان «منهاج التربية الأخلاقيّة من الرؤية إلى التطبيق» أشار في مستهلها إلى أن برنامج التربية الأخلاقية مبادرة تستشرف آفاق المستقبل وتهدف الى خدمة شباب الوطن، مما يساهم بتطوير الأجيال والتشجيع على بناء مجتمع مستدام. وقال: يستمد برنامج «التربية الأخلاقية» أصوله من القيم التاريخية والثقافية والخصائص التقليدية العريقة للدولة بإطار عصري. وأضاف: حتى وإن نشأ في دولة الإمارات لكنه يمتلك أبعاداً وأهمية عالمية شاملة.

وقال النعيمي: يهدف البرنامج إلى ترسيخ القيم العالمية التي تشكل التجارب الإنسانية المشتركة في جيل الشباب من جميع الجنسيات والأعمار والمقيمين في الدولة. وتابع: مع الاستفادة من الثقافة والتاريخ المحلي والعالمي تحقيقاً لأهدافه وتعزيزاً لإقامة مجتمع متلاحم ومتماسك. وأوضح: يهدف البرنامج للاحتفاء بمبادئ التسامح والانفتاح، مستفيدين من الثقافة والتاريخ لإبراز القيم التي تشكل مقومات مجتمع الإمارات والمجتمعات الأخرى. وأضاف: يستعرض البرنامج الفروق الثقافية والتقاليد والتراث العميق للدولة، بما يساعد الطلاب بغض النظر عن خلفياتهم على استيعاب طبيعة أوطانهم والوطن الذي اختاروا الإقامة فيه.

وتابع: هو ما يعزز الإحساس بالهوية والانتماء والفخر والاعتزاز كأفراد فيه. وقال: يعزز أيضاً قدرة الشباب على فهم وتقدير التنوع الثقافي التي تتعايش على أرض الإمارات، وإعدادهم للاستفادة من مزيج الثقافات والأفكار التي يتعرفون عليها بالدولة.

تراث محلي

قدمت د. سارة سالم السويدي مديرة إدارة المناهج بدائرة التعليم والمعرفة، ورقة بعنوان «منهاج التربية الأخلاقية في الإمارات وآفاقه المستقبلية»، تناولت فيها المحاور الأساسية بمبادرة التربية الأخلاقية ومناهجها في الدولة، وهي كما قالت: الشخصية والأخلاق، والدراسات الثقافية التي تتناول التراث المحلي وأشكال السرد الشفوي، والدراسات التي تهتم بالتاريخ الإماراتي والمواقع الأثرية والتراث المعنوي والعالمي والمواطنة العالمية، كما تناولت المهارات الأساسية التي يركز عليها المنهاج.

ومن ثم استعرض د. موسى الهواري رئيس قسم تطوير المحتوى التعليمي بدائرة الثقافة والسياحة، في ورقته جهود الدائرة الثقافة والسياحة بمراجعة وإثراء منهج التربية الأخلاقية بالدولة، وقالت: عملت الدائرة من خلال فريق من المتخصصين في الثقافة والتراث والتعليم والفنون على مراجعة محتوى المنهاج. وأضاف: أثرته الدائرة بمقومات التراث المادي والمعنوي من ممارسات اجتماعية، وتقاليد، وأدب شعبي، وفنون، تلخص مسيرة مجتمع الإمارات. بينما أكد د. حاتم القضاة أستاذ في كلية العلوم التربوية بجامعة عجمان في ورقته على أن الحكاية الشعبية منجم التربية الأخلاقية المهجور.

تجارب وقيم

في الجلسة الثانية التي أدارتها شيخة الشامسي، قدم د. إبراهيم جاسم الدبل ورقة بعنوان «دور برنامج خليفة لتمكين الطلاب في تعزيز القيم الأخلاقية» وتناول فيها استراتيجية برنامج خليفة التي تعزز القيم الأخلاقية عبر أربعة مستويات. وهي كما قال: الطالب في جميع المراحل التعليمية، وبناء علاقة إيجابية مع أولياء الأمور. وأضاف: إلى جانب البيئة التعليمية من مدرسة ومعلمين وإدارة، وتعريفهم بأدوارهم لتعزيز القيم الأخلاقية، وأخيراً المؤسسات ذات العلاقة بالطالب.

واستعرضت د. فاطمة الصايغ رئيس قسم التاريخ بجامعة الإمارات في ورقتها «تجارب إماراتيّة في استدامة التراث غير المادي إلكترونياً» مركزة على البعد الأخلاقي الذي يشكل كما أكدت ركناً أساسياً في العملية التربوية. وأوضحت: في مارس 2017 طبق البرنامج في 52 مدرسة ولوحظ من بعدها المتغيرات التي حدثت في سلوكيات الطلبة ومواقفهم تجاه الآخرين وتحصيلهم العلمي. وشددت على أن تلك المادة ليست ترفاً، بل ضرورة لأن الأخلاقيات أساس لديمومة الشعوب التي لا تقوم بالعلم وحده.

كما قدم د. محمد بن مسلم المهري مدير إدارة التعليم في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي ورقة استعرض فيها الموروث والقيم الأخلاقية أزلية الترابط (قراءة في الحكاية الشعبية في ظفار). في حين استعرضت شيخة الجابري المستشارة الإعلامية بمؤسسة التنمية الأسرية في ورقتها محور التربية الأخلاقية في التعليم، ورأت فيها واجباً مجتمعياً ومسؤولية وطنية.

فكر زايد

بعنوان «دليل الأنشطة اللاصفية لمناهج التربية الأخلاقية في الإمارات» قدم سعيد حمدان ومنصور النصراوي ورشة عمل بمخرجات إعداد دليل الأنشطة التراثية، وإصدار دليل تعليمي باعتبار عام 2018 «عام زايد» بعنوان «التربية الأخلاقية في فكر الشيخ زايد».

Email