أوائل «تحدي القراءة»: نأمل أن نكون عند ثقة سموه

محمد القرقاوي: محمد بن راشد يؤمن أن المعرفة قوة ستغير مستقبل الشباب العربي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن أجواء التصفيات النهائية لتحدي القراءة العربي في دورته الثانية، والتي انطلقت صباح أمس في مدرسة البحث العلمي بدبي عادية، بل كانت حافلة بالحماس والترقب، وخلالها أكد أوائل التحدي استعدادهم التام لخوض التصفيات، آملين أن يكونوا على قدر ثقة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وكانت الترتيبات تجري على قدم وساق بين لجنة التحكيم التي تولت مهمة اختبار أوائل التحدي، وبين اللجنة العليا للتحدي التي اجتمعت في الوقت نفسه لمناقشة آليات استدامة المشروع وتطويره ليشارك فيه أكبر عدد من المدارس على امتداد خريطة العالم العربي، وللاطلاع على آخر المستجدات والتحضيرات للحفل الختامي الذي سيقام على مسرح أوبرا دبي غداً الأربعاء لتتويج بطل التحدي، والمدرسة الفائزة المتميزة، والمشرف المتميز.


وفي نهاية التصفيات التي انطلقت صباح أمس وتستمر فعالياتها حتى اليوم، ستختار لجنة تحكيم خاصة ثلاثة طلاب من بين الـ 16 طالباً وطالبة المتنافسين على اللقب النهائي للتحدي، أما بخصوص المدرسة المتميزة، فقد تفاعل 4 ملايين عربي مع حملة التصويت للمدرسة الفائزة بجائزة المليون دولار.


اللجنة العليا
حضر اجتماع اللجنة العليا لتحدي القراءة العربي كل من معالي محمد بن عبدالله القرقاوي، الأمين العام لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ومعالي جميلة بنت سالم المهيري، وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، وأحمد ساري المزروعي، وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالإنابة، وعفراء الصابري، وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، وسعيد العطر، الأمين العام المساعد لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ونجلاء الشامسي، الأمين العام لمشروع تحدي القراءة العربي، ومازن حايك المتحدث الرسمي باسم مجموعة إم بي سي.


أفكار
وناقشت اللجنة جملة من الأفكار المقترحة التي تقدمت بها الدول العربية المشاركة في التحدي، بهدف تطوير انتشار التحدي عربياً ليضم أكبر عدد من المدارس والطلبة، وليحقق الغاية المرجوة منه في تشجيع الطلاب العرب على القراءة، وتنمية الوعي بأهميتها وتعزيز دورها في تطوير الفكر والثقافة لدى الطلبة في مختلف المراحل الدراسية.


وقال معالي محمد بن عبدالله القرقاوي: «يؤمن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن قوة الكتاب والمعرفة والثقافة هي القوة الرئيسية التي يمكن أن تغير مستقبل الشباب العرب للأفضل، والتغلب على التطرف الفكري يكون بملء عقول الطلاب بالأفكار المستنيرة والكتب المفيدة التي تشجع على تقبل الآخر والتسامح والانفتاح والحوار».

وأشار القرقاوي إلى أن أرقام تحدي القراءة العربي تعكس التكامل بين مختلف الأطراف المعنية في التحدي: الطالب والمعلم والمدرسة والأسرة والمجتمع المحلي.

وذكر أن تحدي القراءة العربي أثبت أن عشرات الآلاف من المتطوعين العرب يمكن أن يعملوا على مشروع واحد، وتحدٍ واحد، ويحققوا فيه نجاحاً مبهراً.

وأضاف أن هناك نماذج مشرقة ومشرفة من أبناء وبنات الوطن العربي موجودون في مدن وقرى وطننا العربي، ومن واجبنا تسليط الضوء على هذه النماذج الاستثنائية. واختتم قائلاً: «أنا متأكد أنه خلال الحفل سنشاهد جزءاً من هذه النماذج الملهمة، وهؤلاء هم النجوم الحقيقيون الذين نسعى لإبرازهم وإعطائهم حقهم في النجومية والأضواء».


أهداف تحققت
«البيان» التقت معالي جميلة المهيري، لتؤكد أن الوصول إلى أكثر من 7 ملايين قارئ قرأوا أكثر من 200 مليون كتاب، هو أكبر دليل على تحقيق مشروع تحدي القراءة لأهدافه، مشيرة إلى أن نتائج الطلبة في الدورة الثانية للتحدي تظهر تميزاً كبيراً ومنافسة عالية، وهو ما يدلل على أن هذا المشروع النهضوي حقق الغاية المرجوة منه في ترسيخ القراءة نهجاً ومفهوماً لدى العديد من الطلبة، وعزز الوعي لديهم لإنشاء جيل قارئ مسؤول واع يتطلع إلى المستقبل الذي نعول عليه جميعنا.


واعتبرت عفراء الصابري، أن «تحدي القراءة العربي هو إنجاز يصنع من جيل المستقبل جيلاً قادراً على الإنتاج الثقافي والمعرفي لما يتوفر لديه من مخزون قرائي ضخم، الأمر الذي سيثري من المشهد الثقافي في عالمنا العربي ويطوره ويحسن من مهارات المثقفين العرب المستقبليين».


وقال أحمد ساري المزروعي، إن «قراءة طلبة العالم العربي لنحو 200 مليون كتاب والتقاء الطلبة الذين يمثلون 25 دولة عربية وأجنبية، يعزز هذا التلاقي العربي الضخم ويسهم في تعزيز انفتاح طلبتنا على الآخر والتعرف إلى ثقافات مختلفة».


وذكر سعيد العطر الظنحاني، أن «مشروع تحدي القراءة العربي كشف عن العديد من القصص الملهمة والمبدعة التي شكلت مصدر إلهام، ما يزيد من عزيمتنا وإصرارنا على تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في أن يشارك كل طالب عربي في التحدي ليساعده في صقل شخصيته، وتحسين مستواه الثقافي والمعرفي والتعليمي».


وعبَّر مـازن حـايك عن فخره بأن تكون «إم بي سي» شريكاً في هذا المشروع الثقافي والمعرفي الضخم، لافتاً إلى أن الإعلام الهادف والمدرك لرسالته يسهم في بناء اقتصاديات المعرفة، من خلال صقل مهارات جيل المستقبل.


منافسة حامية
كانت أجواء التحدي حماسية إلى حد كبير، وشهد يوم أمس تنافساً بين كل من محمد المصطفى من موريتانيا، بشرى ميسوم من الجزائر، عفاف شريف من فلسطين، رباب مبارك من تونس، عتيقة العدناني من المغرب، آلاء جعفر من السودان، وحفصة الظنحاني من الإمارات.


وقد أوصل أوائل التحدي عبر «البيان» رسائل حب وتقدير لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومعبرين عن رغبتهم في أن يكونوا على قدر ثقة سموه، إذ قالت عتيقة العدناني إنها مستعدة للتصفيات وستسعى للحصول على المركز الأول، مشيدةً بفكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي أبهر العالم بمبادراته الخلاقة، كما أكد محمد المصطفى أنه بذل جهداً كبيراً للفوز، وطامحاً أن يلتقي بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كونه قدوة حقيقية.


وذكرت آلاء البشير وعفاف رائد أنهما استعدتا للتحدي بكل ما تملكان من جهد، وعبرتا عن إعجابهما بفكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ورغبتهما في الفوز باللقب لتحظيا بشرف التتويج من قبل سموه، كما استعدت حفصة الظنحاني للتصفيات بمضاعفة قراءاتها، وعبرت عن فخرها بتمثيل الإمارات في التحدي، وراغبة في الفوز باللقب لتؤكد لسموه أنها على قدر الثقة. أما رباب مبارك وبشرى ميسوم فلم توفرا جهداً للفوز بالتحدي، مشيدتين بفكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي حوَّل حلم الكثيرين إلى حقيقة، وغيَّر الواقع العربي إلى آخر حافل بالسعادة والإنجاز.


وتستمر المنافسة
يتنافس اليوم كل من الطالبة نور طبو من لبنان، وعائشة بديع من البحرين وشيماء العمري من الكويت وشذا الطويرقي من السعودية ومحمد مختار السلمان من السعودية، وعبدالله محمد عمار من مصر وشريف سيد مصطفى من مصر أيضاً، وسما بنت صالح العامري من سلطنة عُمان وضحى محمود من الأردن.


لجنة التحكيم: نحن أمام أساتذة من طراز فريد
عبَّر أعضاء لجنة تحكيم التصفيات النهائية، عن فخرهم بمستويات أوائل التحدي على مستوى الوطن العربي، ليتفقوا على أن هذه الدورة ذات مستوى عال من حيث الوعي بالمشروع، وعن ذلك قال علي الشعالي رئيس اللجنة لـ «البيان» بعد اختبار بعض الطلبة: القراءة هي الجسر الذي تسير عليه الأجيال نحو مستقبل أفضل ونهضة أممية شاملة، ومسؤولية التحكيم ليست مهمة سهلة، ومن موقعي ككاتب وناشر وأب، أرى في كل طالب مشارك في التحدي بذرة لشخصية عظيمة في المستقبل، ونراعي الحيادية في التحكيم ضمن معايير دقيقة خاصة بالتحدي، ولفت نظري تطور مستويات الطلبة من القراءة إلى التحليل والفهم.


وقال الدكتور يوسف مناصرة: «نحن اليوم أمام أساتذة وليس طلبة، فمستويات أوائل التحدي عالية جداً، وفخورون بهم إلى حد كبير».


أوائل الجاليات: المبادرة فرصة لا تعوض لتعزيز عربيتنا
كان حضور المتسابقين من أبناء الجاليات في الدول الغربية لافتاً، فقد أدهشوا الحضور بلغتهم العربية ومعلوماتهم الغزيرة حول أبرز الكتب، وقد أشادت الطالبة مريم نزار من أستراليا بمبادرة تحدي القراءة لافتة إلى أنها فرصة لا تعوض، وقالت: أردت تطوير لغتي العربية ومهاراتي فيها، فوجدت المشاركة ضرورة لا بد منها، وقد قرأت 25 كتاباً باللغة العربية، ولن أنجح في التعبير عن مدى أهمية هذه المبادرة، إذ ساعدتني في تنظيم وقتي وتعزيز حضور الكتاب في حياتي، وترسيخ القراءة كعادة وأسلوب حياة، وأشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على هذه المبادرة .

ومن فرنسا، تحدثت الطفلة سيرين زايجار، مؤكدة أنها قرأت 100 كتاب رغم بعض الصعوبات التي واجهتها، إلا أنها كانت سعيدة جداً بالمشاركة في التحدي.

Email