مسك الروايع

حقوق القصيدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل أن القصيدة بحاجة لحفظ حقوق مبدعها؟ أم الكلمة والمعنى والإبداع عموماً، ملك للجميع وليست حكراً على مبدع دون غيره؟

راودني هذا التساؤل وأنا أتصفح موقع «تويتر» وقد تشابهت بعض الأبيات التي غردها الشعراء وتداولها الجمهور، وقد تشابه المعنى، وتكررت الألفاظ إلى حد التناسخ؟

ومع هذا التطور التقني في استخدام الإنترنت، فنقرة على أزرار لوحة المفاتيح لجهاز الحاسوب خاصتك في خاصية البحث تكتب البيت الذي تبحث عنه، وهو ما يجعلك قادراً على أن تصل إلى كل الأبيات الشعرية المشابهة في خيارات يصل عددها إلى المئات أو الآلاف، بينما في الماضي وقبل هذا التطور الهائل كان من الصعب أن تعرف من كتب فكرة مشابهة لفكرة قصيدتك، أو نسخها نسخاً أو راودته الفكرة نفسها.

وإن كان التشابه صدفة أو توارداً لأفكار، كما يردد الكثير فهل أن أفكار الشعراء عند الكتابة ضحلة بحيث يكتب عشرة شعراء بيتاً متشابهاً في معناه؟

وهذا يدفعنا أيضاً إلى التفكير حول مدى إمكانية حفظ حقوق أبيات القصيدة، كما يفعل الأديب والكاتب عندما يكتب كتاباً أو رواية أو قصة، بحيث لا يسمح بقص أو نسخ أي جزء من المحتوى إلا بإذن خطي من الكاتب.

توارد الخواطر أو (سرقة الفكرة والنص) كما يسميها البعض، أمر وارد في كل الفنون الإبداعية ولا يقتصر على الكتابة، لكن يجد البعض حلاً لها وهي أيضاً خاصية البحث في الإنترنت التي تسمح لك بالاطلاع على تواريخ نشر لدى كل شاعر، ليكتشف الباحث نفسه حول هذا البيت الشعري أو القصيدة..

ما حدث فعلاً أنني قرأت أبياتاً لشاعر معروف في الخليج العربي، مشابهة لأبيات شاعر مغمور نشرها لكنها لم تحظ بهذا التفاعل للشاعر المعروف، والذي شغل مكانة رفيعة جداً. ولا شك أن تحسر الشاعر المغمور على أبياته لم يمكنه من الدفاع عن فكرته وقصيدته لأسباب قد تبدو واضحة.

 

Email