«غوغل» يحتفي بذكرى الطيب صالح

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

احتفى موقع محرك البحث الإلكتروني «غوغل» أمس، بذكرى ميلاد الأديب العالمي الطيب صالح، الذي رحل عام 2009م بعد عمر زاهر بالعطاء الأدبي، الذي ملأ أطراف العالم، بوصف الرجل «عبقري الرواية العربية» كما نعته النقاد العرب والأجانب، بل وصل الأمر ببعض المترجمين الروس إلى الزعم بأنه: من الصعب تصور ألق وثراء وأهمية الأدب العربي المعاصر خلواً من الطيب صالح.

صياغة

بين لندن وقرية كرمكول الوادعة على ضفاف النيل، قصة حياة مترامية الأطراف، لا تنقلها إلينا روايته بأمانة، ولكن تعيد صياغتها ممزوجة بماء الذهب وبنور الخيال الجميل الذي لطالما شحذ مكامن الحب والقيم الإنسانية وأثار متعة الفن في النفوس.

كان الرجل أميناً ومخلصاً حينما توقف عن الإنتاج الروائي الذي برع فيه، حينما شعر بأنه قد أكمل مشروعه وأبلغ رسالته للعالم، مقدماً الشخصية السودانية بكل نزاهة وشجاعة، ومن خلال أعماله أطل العالم على ثنايا وطوايا الخصوصية الثقافية السودانية، التي ساعدت اللغة الشعرية الرصينة التي امتلكها الطيب صالح في إدهاش المهتمين بالأدب في كل مكان، حتى إن البعض يعتبر أن صالحاً قد سبق الأديب الكولمبي ماركيز إلى «الواقعية السحرية»، حيث جسد «الزين» بطل روايته الشهيرة تماماً ما جسدته شخصية «أورسولا»، التي اختفت من الوجود بلا سبب. الطيب صالح نفسه أشار إلى ذلك «التصرف الفني الفنتازي»، ولكنه جعل في مقابل السحر القوى «الصوفية».

علاقة

وفي الحقيقة فإن أديبنا بجانب «عرس الزين»، قدم روايته التي ملأت الدنيا وشغلت الناس: «موسم الهجرة إلى الشمال» التي تقصت جدلية العلاقة بين الشرق والغرب، ثم قدم روايات «ضوء البيت»، و«مريود» و«نخلة على الجدول».

أمضى صالح طفولته في قريته المنسية كرمكول التي جعلها مسرحاً لكثير من أحداث أعماله الروائية، وفي شبابه انتقل إلى الخرطوم خلال ثلاثينيات القرن المنصرم، لإكمال دراسته، فحصل من جامعتها على البكالوريوس في العلوم. وسافر إلى إنجلترا حيث واصل دراسته، وغيّر تخصصه إلى دراسة الشؤون الدولية السياسية. ولاحقاً عمل في هيئة الإذاعة البريطانية، ثم موظفاً في اليونيسكو، ووكيلاً لوزارة الثقافة في الدوحة، ثم عاد ليعيش مع زوجته البريطانية جوليا وبناته في بيته بلدن بقية حياته إلى أن توفي.

سيرة

ولد الطيب صالح في قرية «كرمكول» القريبة من مدينة مروي، وذلك في 12 يوليو 1929، وتوفي في فبراير 2009م بأحد مستشفيات لندن المدينة، التي عشقها وتزوج وعاش وعمل وأبدع فيها سنوات طوالاً. وبعد رحيله انتقل جثمانه ليدفن في أم درمان العاصمة الوطنية للسودان حسب وصيته.

Email