تجربة نوعية تعكس جهد الفنان في الإبداع والتسويق

مطر بن لاحج يفتح منصة منحوتات جديدة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعكس رحلة ومسيرة النحات والتشكيلي مطر بن لاحج الذي يعتبر من رواد الجيل الثاني في الإمارات، إرادة الفنان وعزيمته في تعزيز مكانته وفتح آفاق جديدة له، ليتحرر من أسر الغاليريهات أو المعارض الموسمية التي يأتيها جمهور محدود. وبهدف معرفة المزيد عن تجربته النوعية في انتشار الفنان ليصل إلى أكبر شريحة من الناس، التقت به «البيان» في فندق «نسيم» الذي يضم أربعة من أعماله .

يقول ابن لاحج الذي علم نفسه الفن حول انتقال أعماله من حدود الغاليريهات إلى مراكز التسوق وحالياً الفنادق: أدركت أن عليّ كفنان فتح آفاقا جديدة لأعمالي والبحث عن منصات تحمل مفهوم الاستدامة، إلى جانب وصولها إلى أكبر شريحة من الناس. وعبر بحثي المستمر لفت انتباهي المشاريع العقارية الضخمة التي تشيد والتي تعتبر الأعمال الفنية من منحوتات ولوحات وغيرها جزءاً من خصوصية جماليات المكان. بالطبع نجحت في إقناع القائمين على تشييد فندق «نسيم» باقتناء عدد من أعمالي.

ويتابع بحماس «نجاح هذه الخطوة سبقه سنوات وسنوات من إنجاز الأعمال الضخمة التي تعكس قدرتي على تطويع الخامة من جهة وتقديم أعمال إبداعية تحمل مضموناً ورؤية من تراث وتاريخ المنطقة، هذه الإنجازات أو التحديات هي التي شكلت مفتاح قناعتهم بمصداقية منتجي الإبداعي».

جري الخيول

وتبدأ جولة «البيان» مع بن لاحج لمشاهدة أعماله التي تعتبر جزءاً ثابتاً من ديكور الفندق، من اللوحة التشكيلية التي رسم فيها بأسلوبه التعبيري الذي يُعرف به، جمالية الخيل في سباقه مع الريح ، ويقول مطر حول هذا الاختيار: «النيلي لوني، وهو ليس لونا واحدا حيث تماهي الفنان باللون وتفاعله معه، يترجم بتدرجات لونية لضربات الفرشاة بين الداكن والباهت المتلاشي بالأبيض».

قطرة الأجداد

وتصل الجولة إلى منحوتة «القطرة» الممتشقة بعلوها لأربعة أمتار في إطار ما يشبه المحراب، وتكمن جمالية المنحوتة البرونزية في رشاقة الستينليس ستيل بين تكوين الدمعة ومحتواها الأشبه بكرة زجاجية تضم كرات معدنية صغيرة موزعة على الرمال التي تشغل حجم نصف الكرة. ويحكي بن لاحج عن رمزية العمل قائلا: «استلهمت التصميم من عرق أجدادنا وكفاحهم لأجل رزق عائلاتهم، وتلك الكرات هي الدانات التي كانت محور عملهم».

شباك الصيد

وتتجلى جمالية منحوتته الجدارية الثالثة المصنوعة من الستينلس ستيل في استلهام مطر تكوينها من شباك الصيد ، ويحكي بن لاحج عن تفاصيل الجدارية قائلاً: «شكلت بنية اللوحة من بيتي شعر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي -رعاه الله- والذي تتناغم فكرة العمل بمضمونهما كالبيت الأول (حضارةُ ليس بالأسمنت قيمتُها، بل إنها العقل والتدبير والفكر). ويبلغ طولها ستة أمتار بعرض 190 سم».

وتصل الجولة إلى نهايتها في الساحة الخارجية للفندق التي تتوسطها منحوتته الطولية الضخمة. ويعكس عمله تحدي السرعة الذي جسده من خلال أجواء استلهمها من سباقات الهجن على أرضية بركة مياه ومن عوالم الواحات، ويقول عنها مطر: «عناصر العمل مستلهمة من الجمل سفينة الصحراء بتكوين تجريدي ويبلغ عددها 21 قطعة متوازية ومتراصة على طول 15 مترا بعرض 3أمتار».

منصات الفنان

يقول مطر بن لاحج حول ارتقاء الفنان بعمله وتسويق نتاجه: «على الفنان تطوير قدراته والاهتمام بنوعية الخامة ليصل بها إلى جودة ممتازة. كما عليه دراسة الخامات و كذلك معرفته بالتسويق وكيفية الانتشار بجهده الخاص، ».

Email