تنوع أغنى المشهد الفني وضمن التجدد الإبداعي

ضوء وظل على الصراع بين المدارس التشكيلية في الإمارات

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تقف التغيرات التي شهدها الفن منذ بدايات القرن العشرين، بظهور المدرسة التجريدية على يد الفنان الروسي فاسيلي كاندنسكي «1866-1944» الذي شبه حينها أعماله في التصوير، بالأعمال الموسيقية وكان يستخدم الألوان والأشكال المجردة، وكأنها أنغام، وتطورت تجاربه إلى أن استغنى تماماً عن الأشكال الطبيعية، ليصبح الاتجاه فيما بعد سائراً باتجاه الفكرة، وتجلى هذا واضحاً من خلال الفن «المفاهيمي» الذي يُسمى أحياناً بالمذهب التصوري، وهو فن تشترك فيه المفاهيم أو الأفكار، في الأعمال التي يكون لها الأولوية على الاهتمامات المادية والجمالية التقليدية.

ويمكن لأي فرد ببساطة إنشاء العديد من أعمال الفن «التصوري» والتي تُسمى أحيانًا بالأعمال المركبة، عن طريق اتباع مجموعة من التعليمات المكتوبة، وكان هذا الأسلوب من الأساليب الأساسية التي استخدمها الفنان الأمريكي «سول لويت» في تعريف الفن التصوري.

بينما يؤكد توني جودفري، مؤلف كتاب «الفن التصوري» (فن وأفكار) أن الفن التصوري يتساءل عن طبيعة الفن، وهي الفكرة التي ارتقى بها جوزيف كوسيث في تعريف الفن نفسه في عمله، «الفن وراء الفلسفة» (1969).

وقد مثلت فكرة ضرورة قيام الفن بفحص طبيعته الخاصة جانباً كبيراً من رؤية الناقد الفني «كليمنت جرينبرج» للفن الحديث خلال خمسينيات القرن الماضي. ولكن مع ظهور الفن القائم على اللغة بشكل حصري في ستينيات القرن العشرين، بدأ فنانو المذهب التصوري مثل جوزيف كوسيث ولورنس وينر والمجموعة المعنية بالفن واللغة الإنجليزية في طرح التساؤلات حول الفن.

صراع قديم

ارتبط «الفن التصوري» بشباب الفنانين البريطانيين وحصولهم على جائزة «تيرنر» خلال تسعينيات القرن الماضي، ليكون من بعدها دالاً على جميع أشكال الفن المعاصر التي لا تمارس المهارات التقليدية للتصوير والنحت.

وفي ذات الوقت ظهر العديد من النقاد الذين قدموا محاضراتهم في أهم الجامعات في العالم، لينتقدوا الفنون الحديثة والمعاصرة مقارنين إياها مع الأوابد التاريخية، مثل منحوتات مايكل أنجلو، وأعمال ليوناردو دافنشي وصولا إلى رودان. وذهبوا أبعد من ذلك منتقدين أن يحمل من ينتج أعمالاً حداثية، لقب «الفنان» .

وفي هذا الواقع العالمي أنتج الفنان الإماراتي أعماله، ورغم الثراء الذي يمتلكه المشهد الفني الإماراتي، إلا أن اتجاهات الفنانين تتراوح بين اتجاهين وهو اتجاه ما يسمى بالفنون التاريخية ويتجلى هذا من خلال الفنانين الذين اتبعوا معاً الأسلوب الفني ذاته وبفضلهم تم تأسيس الحركة التشكيلية في الإمارات.

حيث قدم الفنانون الإماراتيون اللوحات والمنحوتات معتمدين على اتجاهات ومدارس فنية عديدة، كالواقعية والتجريدية، والانطباعية وغيرها، وأوجدوا لأنفسهم اتجاههم وبصمتهم الخاصة المستوحاة من واقع المكان، إلى أن شهدت الحركة التشكيلية الإماراتية تغييراً يفضي إلى الاتجاه الثاني ويكرس لأساليب معاصرة كالفن المفاهيمي، ورغم أن البعض اتجه إلى هذا الأسلوب الحداثي، لكن البعض الأخر بقي يبدع بأسلوبه الذي يمثله ويعبر عنه كفنان.

وفي هذه الحالة بقي لكل فنان منهم مبرراته الإبداعية، والتي كشف عنها لـ «البيان» ولكن في النهاية ومهما اختلفت الآراء والأعمال، تبقى الساحة المحلية مكاناً لاستيعاب كل الإبداعات على اختلافها. هذا الملف بمثابة ضوء كاشف وظل شفيف وحذر نسلطه على حدة الصراع بن انصار الاتجاهين كما سنرى لاحقاً..

موجات فنية

الفنان عبدالرحيم سالم الذي يعد واحداً من رواد الحركة التشكيلية في الدولة أشار في بداية حديثه إلى أنه وبشكل شخصي يحترم كل الاتجاهات الفنية التي تقدم تعبيراً ذاتياً لكل فنان يقدم بإحساسه بأي وسيلة للتواصل مع الجمهور من خلال عمله ونتاجه في المفاهيمية والمدارس الأخرى.

ورأى أن الاتجاه الفني العام في فترة من الفترات يعتبر بمثابة الموجة، التي تركز على مفهوم ليس له علاقة بالفن القديم أو الحديث. وقال: إن المفاهيمية على سبيل المثال مطروحة في أوروبا منذ ثمانينات القرن الماضي، لذلك انعكس هذا الأسلوب في الإمارات.

وأضاف: الاتجاه جيد في طرحة وتقديمه من يمتلك القوة والقدرة على التعبير، وليس أن يكون فناناً مبتدئاً يحتاج إلى الوقت كي ينتقل إلى مثل هذه الأساليب. وأوضح سالم: مستشهداً بتجربة الفنان الراحل حسن شريف بأن شريف لم ينتقل إلى أسلوبه هذا إلا بعد أن مر بالواقعية والمدارس الأخرى إلى أن وصل إلى المفاهيمية ليقدم رؤيته.

وقال سالم إن الأساليب الأخرى التي اتبعها شريف جاءت بعد مراحل من بدايات تجربته، وليس من خلال رد فعل كما يفعل بعض الأخوة من الفنانين بأن يأخذوا هذا الأسلوب لأنه سهل، ويمكن التعامل معه بدون أية مادة وبدون دراسته.

وأوضح: من هنا جاءت أعمال الفنان حسين شريف «شقيق الراحل حسن» مختلفة بمفهومها عن فنانين يزاولون التجارب بغير وعي، ونحن لسنا ضد هذا إنما يجب أن يكون هناك وعي في هذا الطرح.

ومن وحي تجربته التي لم ينتقل فيها إلى المدارس المعاصرة قال سالم: أنا مستمر في تجربتي لأني مؤمن بهذه التجربة، وكذلك يستمر فنانون آخرون مثل الدكتورة نجاة مكي، وعبدالقادر الريس، وعبيد سرور، وغيرهم.

وأوضح: الفرق بيني وبين الفنان المفاهيمي يكمن في أن القياس تاريخياً وليس زمنياً، وإذ كنت فناناً أرسم خريطة تاريخية في الإمارات، فقد قدمت تجربة وأسلوباً واتجاهاً فنياً خاصاً في طرحي وتفكيري. وأضاف: لكن للأسف هناك بعض المؤسسات المحلية تشجع الأطروحات الحديثة في الفن تماشياً مع المستوى العالمي، فيكون هذا الاتجاه للبعض هو المطلوب.

وأضاف: لذلك توجه بعض الفنانين لمنع تسويق العمل الفني للجمهور، ولذلك عندما يستخدم الصخور كعمل فني لن يقتنيها أحد كان يكسر القاعدة عن الخامات واللوحة. وأوضح: البعض يرى بأن هذا الفن الفقير يعبر عن إمكانيات بسيطة تعتمد على البقايا ليصنع منتجه المفاهيمي.

ويأتي هذا بكسر المفهوم العام وعدم تكرار بيكاسو أو تكرار ليوناردو دافنشي، وقال: عندهم منطلق تجاه هؤلاء العظام لا يريدونهم أن يتكرروا ويرون بأنهم يريدون بيكاسو ولكن بشكل آخر، من غير الرسم أو اللون.

أعمال تركيبية:

قال الفنان الدكــتور محمــد يوسف: عـــندما كنت في بدايات تجربتي كان هـــناك العــديد من المحاذير الاجتـــماعية على النـــــحت، ولذلك لم أجد أمامي مــن حلول إلا اللجوء إلى الأعمال التركيبية والتكوين الإنشائي. وأوضح: اعتمدت على المواد التي أبحث فيها عن جذور علاقة الأرض بالعائلة وأنتجت أعمالاً مرتبطة بحركة الإنسان.

وقال إن كل الاتجاهات في الإنتاج الفني مسموحة، ولكن بذات الوقت يجب على الفنان أن لا يتعالى على الناس. وتابع: بل يجب على الفنان أن يكون قريباً من الناس لأجل إيجاد علاقة حميمة. وأوضح: لا أطلب من الفنانين مدلولات معينة وإن كان الشكل مختلفاً، فالإنسان متجدد وبنفس الوقت العمل الفني قابل لتطوير الرؤى الفنية التي تعتمد على الأزمان.

وقال يوسف: من الممكن للفنان أن يشتغل في أي شيء في إطار وجوده في زمن سريع. وذكر أن الفن لغة متحركة تتحمل والعمل الفني دائماً يتواجد في عصره، والذي يبقى هو العمل المبني على أسس والذي لا يبتعد عن الناس.

أسلحة الفن والفكر:

بالعودة إلى تجربته قال الفنان محمد الأستاد: بدأت بمنهجية واضحة، معتمداً على الاتجاه الواقعي، ومن ثم اتجهت إلى السريالية والرمزية، وأردت حينها بناء قاعدة جماهيرية قبل الاتجاه إلى التجريد، الذي دخلت إليه بفكر معين وثقة ونضج.

وأضاف: من ثم كسرت حاجز اللوحة بتجربتي «دانات الشواطئ» حيث كسرت الحواجز واستعضت عن الأدوات التقليدية كالفرشاة والألوان، وتعاملت مع البيئة وبالذات البيئة البحرية، حيث كنت أدفن الأقمشة مع قطع الحديد في رمال الشاطئ. وتابع أصبحت الطبيعة شريكة في العمل من خلال التأثيرات التي تترك على اللوحة، ومع ذلك بقيت تجربتي تتراوح ما بين الواقعية والتجريد.

لكن في المقابل وبتحليل المشهد رأى الأستاد أن الواقع الملموس يشير إلى أن العالم العربي يُحارب بشتى أنواع الأسلحة، من شتى بقاع الارض وأذكى الحروب. وقال: هي التي تستهدف الجيل العربي القادم والفكر العربي وشخصيته وثقافته وفنه ومحتوى متاحفه ومعارضه الفنية.

وأضاف: لذلك أنا أتفاءل خيراً بالمخلصين من المثقفين والفنانين الحقيقيين من العرب والمسلمين. وأوضح: على الرغم من احترامي وتقديري وتأييدي للفنون الأخرى بشتى أنواعها ومبدعيها من كافة أقطار الكون أنا شخصياً لست مع الغرب في كل ما يقولونه أو يفعلون.

وأوضح: أمتلك شخصيتي العربية الخاصة المبنية على كنوز من الثقافة والفكر والتراث والدين والعادات والتقاليد. وذكر: لي الحق بأخذ ما يثري فكري وتجاربي وأعتذر عن غيره ولا أعتقد أن الأجنبي يريد أن يسبقه العربي بالفن أو الثقافة.

وأوضح: لذلك من مصلحته أن يؤيد أية تجارب فاشلة وأي فكر خارج نطاق الفن الحقيقي والذوق والرسالة الإنسانية التي هي أساس الأعمال الفنية وكل ما يؤكد على نضوج الشخصية العربية والفكر العربي. وأشار إلى أنه لشيء جيد أن نأخذ شيئاً من التجارب الغربية إذا كانت تستحق ونبني عليها ونضيف ونطور وتعكس من خلالها فكرنا وشخصيتنا.

وشدد الأستاد على أن الأمر ليس بالجيد، بأن يكون هناك ممن ينسبون أنفسهم للفن الراقي يقومون بأدوار الببغاوات في تقليد كل ما يرونه أو يسمعونه معتمدين على من «يطبطب» عليهم ويصفق لهم ويحاولون إقناع العالم أنهم مبدعون، وأنهم على حق.

وقال الأستاد كلما سكت أصحاب الحق عن حقوقهم ظن أصحاب الباطل أنهــم على حق، وأضاف: إن أعداء الفكر الإنساني البنّاء يحاولون تفريغ العقول العربية من فكرها الحـــقيقي وتفريغ متاحفها من الفن الحقيقي الذي يعكس شخصية العرب والمسلمين.

وفسر يأتي ذلك بزرع فكر قشري سطحي غربي لدى بعض الفنانين والجيل القادم ولا يمت للعــــرب بصلـــة. وأوضح: يحاولون بهذا إقنــــاع العقل الباطني لهم بفكر عكست فيه الأدوار، فأصبح الجميل قبيحاً والعكس صحيح.

3 أعمال لفنانين إمـاراتييــن في متحف جـوجنهايم أبوظبي

اقتنى «متحف جوجنهايم أبوظبي» ثلاثة أعمال لفنانين إماراتيين يمثلون الاتجاه المفاهيمي والتجريبي في الإمارات، وتعود هذه الأعمال إلى الفنان الراحل حسن شريف، والفنان محمد كاظم والفنانة ابتسام عبدالعزيز.

وقد عرضت في المعرض الثاني الذي نظمه جوجنهايم أبوظبي لمقتنياته الدائمة تحت عنوان «تفاعل، تشكيل، تواجد، مسارات إبداعية» وتجلت أعمال حسن شريف بصور فوتوغرافية توثق مسيرته وأعماله التي أبدعها ما بين دبي ولندن خلال فترة الثمانينات، مثل سلسلة «أعمال الأداء»، وسلسلة «الأشياء»، التي تتكون من مواد جاهزة وصناعية مثل جوز الهند، والأقمشة، والأسلاك، والورق المقوى، والحقائب البلاستيكية.

حيث كان شريف ينسج هذه الأشياء ويحولها إلى أشكال ثلاثية الأبعاد، ليزيل بالتالي وبشكل متعمد الرموز المتعلقة بهذه الأشكال، معتبراً أن تحويلها إلى قطعة فنية، لابد من إلغاء وظيفتها الأساسية. أما عمل محمد كاظم فجاء بعنوان «اتجاهات» وهو تجهيز فيديو بالألوان، مع صوت، لمدة دقيقتين و15 ثانية، و4 طبعات ملونة، وملصقين أكريليك على لوحين خشب.

وفي هذا العمل انتقل كاظم إلى إمارة الفجيرة، لموقعها المطل على بحر العرب، وقام بتحميل ألواح خشبية تضم إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي، والتاريخ والوقت «جي بي إس» على متن قارب، وبعد أن ابتعد عن الشاطئ مسافة كافية، ألقى الألواح الخشبية في المياه، يتكون من بعدها العمل النهائي من مقطع فيديو قصير وستة ألواح، وأربع صور للفنان وهو يلقي الألواح في المياه، ويوثقها وهي تطفو.

بينما جاء عمل ابتسام عبدالعزيز بعنوان «سيرة ذاتية» مكوناً من 40 صورة فوتوغرافية وفيديو، تعكس ممارساتها في الفضاءات الفنية في الشارقة، وفيها اختبرت عبدالعزيز العلاقات الأكثر تعقيداً بين الهويات المجتمعية والشخصية.

ويعتبر متحف «جوجنهايم أبوظبي» الذي سيفتتح خلال السنوات المقبلة، منبراً عالمياً للفنون والثقافة المعاصرة، إذ من المقرر أن يقدم للعالم بعضاً من أهم الإنجازات الفنية في عصرنا.

ويحتفي «جوجنهايم أبوظبي» الذي يشغل موقعاً في المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات في أبوظبي، بمجموعته الدائمة التي تشكل مثالاً لتلاقي الفنون العالمية التي تمتد من ستينات القرن الماضي وحتى يومنا هذا. على أن يسهم المتحف من خلال سلسلة متكاملة من الأعمال الفنية، والمعارض، والبرامج التعليمية، في بناء وتعزيز مفهوم عالمي لتاريخ الفن.

وأكثر ما يميز المتحف، الذي وضع تصاميمه المعماري الحائز على جائزة برتزكر «فرانك جيري» هو الأشكال المخروطية التي تحاكي الأبراج الهوائية المعروفة في المنطقة باسم (البراجيل) والتي تسهم في توفير التهوية والظل للساحات الخارجية للمتحف في بيئة معمارية تمتزج فيها التقاليد العربية والمعاصرة، والتصميم المستدام.

تيارات ما بعد الحداثة تميل إلى جمع الفنون

في القرنين التاسع عشر والعشرين، حقق الغرب العديد من الإنجازات العلميّة، كان لها الأثر على مختلف الاتجاهات الأدبيّة والإبداعيّة، ووقوع الحروب العالمية حدث اهتزاز في أفكار ومشاعر ومعتقدات الإنسان.

وفي ظل هذا التطور السريع والمتقلّب الذي ساد العالم، كان لا بدّ من أثر ينعكس على مجال الفنون، ليولّد اتجاهات وتيّارات مختلفة. حيث عرف العالم فنون «ما بعد الحداثة» أو «الفن المعاصر».

وقد ظهرت اتجاهات وتيارات فنية تشكيليّة مختلفة في فترة ما بعد الستينات في الفن المعاصر منها فن المفاهيم المطلقة،، الدادائية المحدثة، الفن الفقير أو المتصحر، الأعمال المركبة، فن الفيديو وغيرها. وهكذا فقد كانت بعض اتجاهات ما بعد الحداثة تميل إلى جمع الفنون، سواء الفنون السبعة أو عدد منها، وذلك للخروج من حيّز اللوحة.

حسن شريف رائد الاتجاه المفاهيمي في الإمارات

يعتبر الفنان الراحل حسن شريف رائد الاتجاه المفاهيمي في الإمارات، فقد بث روحاً جديدة في أجواء الفن التشكيلي بين الأجيال الجديدة في الإمارات، عندما قام بتأسيس مرسم الفن في مسرح الشباب في دبي، كملتقى فني وفكري للفنانين والمفكرين في الفن الحديث، كما ساهم بتأسيس مجموعة «الخمسة» للفن المفاهيمي والتي شملت كلاً من محمد كاظم، ومحمد أحمد إبراهيم، وعبدالله السعدي، وحسين شريف.

كما يعتبر حسن شريف بمثابة الأب الروحي في مجال الفنون البصرية في الإمارات، ولديه كتب منشورة في الفن الحديث ومفهوم الفن وفلسفة إنتاجه. وكان عضواً في «البيت الطائر» للفن في دبي الذي أسسه شقيقه رجل الأعمال عبدالرحيم شريف في عام 2008 بمثابة فضاء جديد للعرض ولحفظ وثائق فنية كانت مكدسة في صناديق.

بدأت فكرته بعد عودته من لندن في العام 1984 عندما لم تكن هناك فكرة عن الاتجاهات الأكثر حداثة في الفنون على المستوى العالمي إجمالاً، مع العلم أن هذا الأمر كان طبيعياً آنذاك، إلا أن شريف وضع مع فنانين آخرين أسساً جديدة للفن، نهضت عليها حركة التشكيل في الإمارات ومهّدت طريقاً أمام أجيال لاحقة، وبالطبع لم يكن هذا ليحدث لو لم يصمد حسن شريف وأقرانه بدافع من موقفهم المعرفي والفني، فقدموا فعلاً ومنجزاً فنياً تراكمياً، أدّى إلى ظهور الفنانين الشباب واستمرارهم في مناخ فني يتقبلهم ويتقبل أفكارهم الخارجة عن المألوف، فيتم تفهمها واستيعابها.

لذلك يعتقد البعض أنه من الطبيعي أن يأتي فنانون آخرون في المستقبل، ويؤسسون لاتجاهات مختلفة في الفن، حيث تبدأ دورة حياة فنية جديدة. يسعى من خلالها الناس إلى التميّز والبقاء عبر الفن.

 

Email