علينا التركيز على أجيال المستقبل عبر أدب الطفل

الروائية سونيا نمر: الوطن العربي لا يزال أمة شابة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«المشكلة أن معظم المعنيين بالأدب وعشاقه في الوطن العربي، يتصورون أن مكانة كتّاب أدب البالغين أرفع شأناً وأعلى قيمة من كتّاب أدب الطفل واليافعين». تقول الأديبة المختصة بالكتابة لليافعين والأطفال الفلسطينية سونيا نمر في بداية لقائها مع «البيان» خلال مشاركتها في فعاليات الدورة السابعة من مهرجان طيران الإمارات للآداب التي أقيمت بداية الشهر الجاري.

وتعزز سونيا التي فازت عام 2014 بجائزة «اتصالات لكتاب الطفل» عن روايتها لمرحلة اليافعين «رحلات عجيبة في البلاد الغريبة» كلامها بقولها: «لا يزال الوطن العربي أمة شابة، لذا علينا التركيز على أجيال المستقبل عبر أدب الطفل. ومثالاً على دور الكاتب الذي يشكل جزءاً من ذاكرة الطفولة وبنائها أيضاً، البريطاني المبدع في مختلف أجناس الأدب رولد دال «1916-1990». هذا الكاتب أغنى أدب الطفل بروائع الكتب التي تصل إلى قلب الطفل وآلية تفكيره، عبر لغته وأفكاره البسيطة المشبعة بالخيال، والتي يتفاعل معها الطفل خاصة وأنه يحكي بلسانه».

كلمات مبتكرة

ونبقى معها في عالم الخيال الذي تأخذنا فيه إلى مساحة جديدة قائلة: «يستحضرني هنا كاتب آخر هو الأميركي الدكتور سووس «1904-1991» الذي ابتكر في قصصه معجماً من الكلمات الجديدة التي كان تزيد من حماس ومخيلة الطفل. بالمقابل كتبت قصة تدور أحداثها في عالم متخيل وفيها الكثير من الكلمات المبتكرة التي تدخل في سياق لعبة الخيال».

هونغا بونغا

وتقدم سونيا أمثلة على تلك الكلمات قبل الوصول إلى مرادها قائلة: «كوكب «هونغا بونغا فناك» وأكلة «سبنجل». هذا الكتاب تفاعل معه الأطفال وبنوا المجسمات وحلقوا لآفاق أوسع بمخيلتها، ولكن وللأسف رفضت الدور نشره لغرابة الكلمات. ويكفي القول إن جامعة أوكسفورد ببريطانيا أصدرت مؤخراً قاموساً خاصة بكلمات الكاتب رولد دال المبتكرة والمستخدمة». وتحكي عن كيفية تلمس تفاعل اليافعين مع رواياتها الثلاث قائلة: «أقوم بزيارة المدارس التي سبق ووزعت وزارة التربية والتعليم بفلسطين كتبي مع الأخرى الصادرة عن دار تامر للنشر حسب الاتفاقية المبرمة بينهما. وفي والورش يناقشني الطلبة والطالبات في تفاصيل الرواية والشخصيات».

وتقدم أمثلة على ملاحظاتهم قائلة: «كثيراً ما أدهشوني بدقة ملاحظاتهم وسعة مخيلتهم، ومثالاً على تلك الملاحظات ما قدمته طالبة حول روايتي الأخيرة «طائر الرعد» وهي الجزء الأول من ثلاثية. وعلى هذا الطائر الفينيقي أن يبدل ريشه كل 500 عام وإلا يحترق وباحتراقه ينهار الحاجز الفاصل بين عالم الإنس والجن وعوالم الكائنات المجهولة الأخرى. وعليه قالت لي الطالبة لماذا لم أصف عالم الجن كما وصفت شخصيات وهذا ما لم يخطر على بالي».

وتصف إحدى أجواء رواياتها كمثال لمضمون أعمالها قائلة: «تدور أحداث روايتي «رحلات عجيبة في البلاد غريبة» ما بين القرنين 15 و16 وبطلتها فتاة لم تكن تمتلك أية حقوق. وفي ذاك الزمن تنطلق فتاة من فلسطين في رحلاتها ومغامراتها، لتركب البحر وتتنكر بثياب الرجل وتصبح واحداً من القراصنة». وتقول عن البعد الإنساني والمعنوي لهذه الرواية: «تشعر الفتيات بالقوة والثقة بالنفس لدى قراءتها، كما أنهن يدركن أن ما يعين البطلة على خروجها من مآزقها والمخاطر، مخزونها من المعرفة الذي اكتسبته من سرداب بيت أبيها».

وتحكي سونيا في ختام اللقاء عن أمنيتها قائلة: «أتمنى أن تسعى وزارات التربية والتعليم في البلدان العربية على دعم دور النشر المعنية بأدب الطفل والحصول على نسبة من كتبها لرفد مكتبات مدارس الأطفال واليافعين بها وفي مقدمتها المدارس الخاصة التي يميل فيها الفتى العربي إلى قراءة الكتب الأجنبية بغياب البديل ليفقد جزءاً من هويته ولغته وثقافته».

في رصيد الكاتبة

في رصيد الكاتبة الفلسطينية سونيا نمر 16 كتاباً للطفل، وثلاث روايات لليافعين أولها «قطعة صغيرة من الأرض» التي شاركتها في التأليف البريطانية إليزابيث ليرد، وتحكي مغامرة صبي حوصر داخل سيارة شبه مردومة خلال مرحلة الاجتياح الإسرائيلي لرام الله عام 2003. هذه الرواية صدرت بالانجليزية وترجمت إلى 13 لغة آخرها العربية.

Email