العرض عانى من وهن التمثيل

«خارج اللعبة» نص يغرق في بحر الرمزية

Ⅶ «خارج اللعبة» بين عوالم منفصلة وصراع | تصوير - عبد الحنان مصطفى

ت + ت - الحجم الطبيعي

في بحر الرمزية غرق نص مسرحية «خارج اللعبة» الذي غلفه مؤلفه الفنان عبد الله صالح بلغة فلسفية، جاءت عصية على ممثلي العرض الذي أخرجه مرتضى جمعة، في وقت حمل النص بين ثناياه بعض الإسقاطات على الواقع، معرياً ما يشهده من نظرات استعلاء وتحكم في البشر.

عبر «خارج اللعبة» يجدد عبد الله صالح عهده مع «أبو الفنون» الذي عاد إليه برفقة المخرج مرتضى جمعة، حيث تميز العرض الذي احتضنته، أول من امس خشبة معهد الشارقة للفنون المسرحية، بقوة فكرته، ورؤيته الإخراجية، رغم اصطدامه بوهن التمثيل، بعد ان تغلغل الضعف في مخارج الحروف لدى أبطال العمل، ليشكل ذلك مأخذاً رئيسياً على العرض، بعد أن اجتاز نصه شهادة «العبور» في قراءة النقاد المختلفة للعرض المسرحي.

عالمان منفصلان

المتابع للعرض، يستشعر وجود عالمين منفصلين على الخشبة، يكاد أن يمزقهما الصراع، حيث آثر المخرج مرتضى جمعة وضع منصة عالية في آخر الخشبة، وقد تدلى منها سلمان، على المنصة يتصارع 4 أشخاص، لتنتهي حربهم بنزول اثنين منهم نحو الأسفل، وما إن يستقرا فيه حتى يتناوبا على التذمر.

والتحسر على ماضيهما وما قدماه من عناء. وسرعان ما نكتشف أنهما عبارة عن بيادق لعبة شطرنج أحدهما فائز والآخر خاسر، ورغم خروج الفائز من اللعبة، إلا أنه يظل محتفظاً بنظرة الاستعلاء على رفيقه، الذي يبادله نظرة الشماتة بأنه أصبح شيئاً تافهاً، تم الاستغناء عنه بسبب فقدانه لقيمته ولدوره.

ثناء واضح أبداه بعض النقاد على العرض، خلال الندوة التطبيقية التي أدارها فراس الريموني، فيما انبرى البعض الآخر، بالتركيز على ما أصاب العرض من وهن، لا سيما في مخارج حروف الممثلين. في مداخلته أكد الجزائري عبد الناصر خلاف، أن العرض وقع ضحية «المسرح الاستعجالي»، قائلاً: «عشنا فيه سواداً وقتامة عالية»، معتبراً في الوقت نفسه أن «النص كان اكبر بكثير من الممثلين».

وقال: «هناك قاعدة في المسرح تقول: إذا لم نفهم الجملة لا نستطيع تمثيلها، وقد لاحظت بأن أبطال العرض يعرفون الجملة، ولكنهم لم يفهموها بالطريقة الصحيحة لما تميزت به من فلسفة عميقة ولغة عالية المستوى». وأضاف: «المسرحية جاءت غارقة في الرمزية، والنص فيه سرد وأفكار عميقة، وهنا يكون تدريب الممثل مهماً».

إنقاذ

رأي الكويتية أنعام سعود، كان متوائماً مع زميلها الخلاف، حيث قالت: «النص استخدم اللغة الرمزية كثيراً، لدرجة الإغراق، وكان ذلك واضحاً منذ بداية العرض. وأعتقد أن الإخراج ساهم في إنقاذ النص نوعاً ما، ولكن ذلك لم يساعدنا على الإمساك بخيوط اللعبة بشكل جيد.

ولذلك اعتقد أن العرض بحاجة إلى اعادة نظر، وتقديم مرة أخرى، بعد أن يتم تطوير النص وتبسيط لغته، لأن ذلك فيه مشقة عالية على الممثلين، رغم قناعتي بأن هذا العرض قد يشكل فرصة للشباب لأن يتعلموا درساً مهماً في المسرح».

أما سليم البلوشي، فذهب في رأيه ناحية التكنيك في الأداء، حيث قال: «اتوقع أنه من الضروري أن يدرك الممثل كيفية التعامل مع القطع الموجودة على الخشبة، ولاحظت أن بعضهم يتعامل معها بطريقة غير سليمة، الأمر الذي يؤثر كثيراً على الأداء، فضلاً عن ذلك لم تكن مخارج الحروف سليمه، وكان يجب التركيز على التشكيل فيها، لتجنب الأخطاء التي وقع بها الممثلون خلال العرض».

ثناء

جرعة عالية من الثناء نالها المخرج مرتضى جمعة على رؤيته الإخراجية، التي قدمها على الخشبة، لتواكب عرضاً وصفه النقاد بـ«النخبوي».

Email