«باب» و«عالم عائم» أبرز مستجدات الدورة الثانية

«فن البحرين عبر الحدود» منصة لإبداعات العالم

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

افتتحت الدورة الثانية من معرض «فن البحرين عبر الحدود» الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك مملكة البحرين ورئيسة المجلس الأعلى للمرأة، حيث يقام المعرض تحت رعايتها، في مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات بالمنامة، بحضور عدد من كبار المسؤولين والشخصيات الدبلوماسية وعشاق الفنون.

وتميزت الدورة الثانية بجمعها بين العالمية والإقليمية والمحلية من جهة، ومن جهة أخرى بين مشاركة الغاليريهات والفنانين المستقلين من جهة أخرى، إلى جانب تخصيص مساحة ضخمة من صالة المعرض لعرض أعمال الفيديو المشاركة على شاشات معلقة بعرض ستة أمتار.

وبلغ عدد الغاليريهات المشاركة 11 إلى جانب جناح ضخم خاص بمبادرة «باب» التي تضم أعمال فنانيّ البحرين البالغ عددهم 37 برعاية ودعم مؤسسة «تمكين» شبه الحكومية التي تسعى إلى جعل القطاع الخاص في البحرين المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي في المملكة، وبلغ عدد الفنانين المستقلين المشاركين 22، إلى جانب أعمال فناني أفلام فيديو «عالم عائم» التي خصص لها جناح مستقل والبالغ عددهم 32.

مدارس الفن

وتنوعت الأعمال المعروضة بين مختلف وسائط الفنون البصرية التقليدية والمعاصرة، من اللوحة التي كان لها النصيب الأكبر سواء في الرسم بالألوان الزيتية والأكريليك أو الكولاج أو تلك التي جمعت بين التصوير الفوتوغرافي والمعالجة الرقمية، إلى المنحوتات الصغيرة الحجم والمتوسطة التي تنوعت خاماتها بين الرخام والبرونز والسيراميك.

وفن طباعة لوحات الفنانين على نسيج من الحرير أو القطن لتكون بمثابة وشاح بأحجام مختلفة، ووصولاً إلى أعمال تركيبية ومفاهيمية محدودة العدد.

وتأخذ أعمال المعرض الذي يستمر حتى 26 مارس الجاري، الزائر في جولة بين مختلف فنون وإبداعات ثقافات العالم لفنانين عالميين وناشئين تألقت موهبتهم، من الدانمارك وفرنسا وأستونيا وأوكرانيا والمملكة المتحدة والهند وكندا إلى الإمارات وسلطنة عمان وسوريا وغيرها.

وأبرز أجنحة الفنانين المستقلين التي تستوقف الزائر، جناح الفنان العالمي التونسي الأصل الحروفي عبد الرزاق حمودة المقيم في سويسرا منذ عام 1984، الذي تميز ببراعته في الجمع بين جماليات وديناميكية التكوين والخط العربي في أجواء صوفية تتجلى في شخوص الدراويش التي استخدم فيها ألوان الأكريليك والحبر.

كذلك مجموعته الصغيرة التي جمع فيها بين تطويع الحرف كتكوين ومقتطفات من أقوال أديب المهجر جبران خليل جبران. ويقول حمودة حول خصوصية هذه المجموعة: «اخترت ورقاً قديماً من جبران ويعود تاريخه إلى عام 1901 لأرسم عليه مخطوطاتي الفنية في مقاربة لزمنه».

دلالات ومعانٍ

وينتقل الزائر إلى أجواء فنية أخرى أمام لوحات التشكيلية البحرينية فائقة حسن التي صورت الجموع البشرية وبنائها للحضارات عبر الأزمنة والتي تحمل العديد من الدلالات، لتعود للزائر ذاكرة بناء الأهرامات وبعدها قناة السويس وغيرها.

وتقول فائقة التي درست في العراق: «تأثرت بأسلوب رواد فناني الحداثة في العراق مثل فائق حسن وسوريا مثل لؤي كيالي وفاتح المدرس».

كما تستوقف الزائر العديد من أعمال الفنانين البحرينيين وفي مقدمتهم منحوتات جمال عبدالرحيم الرخامية، التي يتجلى فيها تطور أسلوبه في النحت عن آخر مشاركة له في معرض بدبي بمجسمات الحمام، لتصبح أعماله الحالية المستوحاة من صوفية الدراويش أكثر اختزالاً مع الحفاظ على ديناميكية التكوين، كذلك براعة التشكيلية أماني الهجري في رسم لوحاتها الزيتية من وحي أحياء المنامة الشعبية.

ويخرج الزائر بعد جولته التي تستغرق ما لا يقل عن يوم كامل، بمعرفة وافية عن الحراك الفني البحريني والمستوى المتقدم للعديد من الفنانين الذين امتلكوا مهارات صنعة الفن وحرفيته، والذين علموا أنفسهم بأنفسهم وطوروا مهاراتهم من خلال المشاركة في العديد من ورش العمل سواء داخل المملكة أو خارجها.

مبادرة

تقول كانيكا سبروال مؤسسة ومديرة معرض «فن البحرين عبر الحدود» عن مبادرة «باب» :«تصب مهمتنا في صالح تعزيز الحوار بين الثقافات وتمكن الفنانين من فهم واقع الفن الذي يعاصرونه.

ومن خلال سلسلة المعارض والفعاليات التي سيتم عقدها في العديد من المحافل العالمية، فإن المبادرة تعمل أيضاً على تعريف محبي الفنون والمقتنين من جميع أنحاء العالم بالمواهب والرؤية المستقبلية لمملكة البحرين».

Email