معرض في «غاليري أيام» بدبي للتشكيلي ثائر هلال

«علامات فارقة 2» حكايات فنية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحكي لوحات معرض «علامات فارقة 2» للفنان السوري ثائر هلال المقام حالياً في «غاليري أيام» بدبي، حكايات يتورط المتلقي في حبها، فهي تعطي له شعوراً بالجمال والراحة البصرية عندما يغوص في عالمها، فيكتشف مزيجاً من المشاعر الإنسانية والحضور اللوني المثير المشغول بشغف ودقة وتستدرجه للدخول إلى عالم الفنان الخاص والبحث عن أشيائه المخبأة هنا وهناك،.

وتجذبه تلقائياً إلى ميدانه وإلى عالم أشكاله وألوانه هو المايسترو الوحيد الذي يضبط تناغمها وإيقاعها على سطح اللوحة، فريشته تتحرك خارج القواعد المألوفة وهذا ما يميز الفنان فهو يبتكر لوحات فنية تمارس سحرها الضارب على المتلقي من خلال أسلوبه الفني الذي تفرد به لفترة طويلة.

ألوان

اللافت في أعمال هلال أن ألوانه بدت أكثر إضاءة وإشراقاً واقتراباً من ألوان الطبيعة، فهي تحفل بتناغمات بصرية مثيرة ومساحات لونية من اللون الأخضر والأزرق بالإضافة إلى ظهور خافت للألوان الحارة، تجذب المتلقي بخاصيتها النحتية وحجمها الكبير، وتبرز حرفية الفنان وقدرته على إبراز الأسطح الخشنة، وعن ذلك يقول ثائر هلال في حديثه لـ«البيان»:

أنا أنحاز إلى الطبيعة وألوانها للتعبير عن المشاعر المتصارعة في داخلي، ولقد استعنت بمواد صناعية وعضوية في آن واحد، كالرمل والغراء التي تحاكي طبقات الرواسب التي تتراكم عبر الزمن، ومن خلال التركيز الواضح على تكثيف طبقات متراكمة لونية فوق أخرى، مما يعطي اللوحة عمقاً إضافياً بالبناء الجمالي والإيحاءات، فظهرت تشكيلاتي ثلاثية الأبعاد كما لو أنها تسافر عبر اللوحة كأمواج من الكثبان الرملية.

ماء وتراب

شغف الفنان ورؤيته للوحاته التي تجسد في مضمونها القوة والجمال في لغة معبرة عن الحركة والطاقة يترجمها بانسيابية من خلال الانفجارات التعبيرية المفعمة باللون والضربات الديناميكية لفرشاته، والتوسع في مقاربته للفن التشكيلي عن طريق التجريب بشكل أعمق في استخدام وسائط متنوعة.

وعن ذلك يقول هلال: أبدأ كل لوحة بمخطط مبدئي بهدف تحديد قاعدة العمل، ثم ابني على سطح القماش من خلال وضع طبقات متعددة من الوسائط المختلفة، من خلال المناوبة ما بين لوحات تتناول كلاً من عنصري الماء والتراب وتوحي إلى الدورة الداخلية للطبيعة والحياة، فعنصر الماء من وجهة نظري يرمز إلى القوة والخصوبة، بينما عنصر التراب يرمز للقسوة والخشونة.

خطوط

من اللافت أن أسلوب الفنان ثائر هلال في التشكيل والذي طوره على مدى عقدين من الزمن، وبحثه الدائم عن أشكال تجريبية قاده إلى التوظيف المبهر بإدخال وسائط فنية متنوعة في أعماله، حتى وصل إلى ابتكار أسلوب خاص به في إنتاج مقاربات فنية تتلاشى فيها الخطوط الفاصلة ما بين فن الرسم وفن التركيب.

Email