جائزة راشد بن حميد سُنة سنوية حميدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ أربع سنوات تقريباً وتحتضن استراحة الصفيا في إمارة عجمان حفل جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم، وقبلها كان يقام الحفل في مقر جمعية أم المؤمنين نفسها أو في مكان آخر مناسب.

هذه الجائزة التي تأسست في عام 1983 بتوجيه من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم عجمان، تأسست لتحقق تنمية ثقافة متميزة للمجتمع، وتدعم البحث العلمي من خلال تشجيع المبدعين ونشر إبداعاتهم.

والجائزة ليست حكراً على أهل عجمان بل لكل من يجد في نفسه كفاية وقدرة على المشاركة سواء في الإبداع والبحث العلمي، أو في العلوم البحتة، أو الدراسات الإنسانية.

والجائزة تحظى بدعم مباشر من صاحب السمو حاكم عجمان، محب العلم والعلماء والثقافة والأدب، وهي منذ تأسيسها تحظى بإشراف مباشر من جمعية أم المؤمنين التي تأسست في عجمان عام 1974.

وهذه الجمعية التي ترأسها الشيخة فاطمة بنت زايد بن صقر آل نهيان حرم صاحب السمو حاكم إمارة عجمان، استطاعت أن تثبت وجودها في الاتحاد النسائي العام بقوة، وكذلك في الشبكة العربية للمنظمات الأهلية، وفي المجلس العربي للطفولة والتنمية بالقاهرة.

كسر الروتين

ويلمس القارئ مجالات نشاط الجمعية من خلال تصفحه للكتيبات التي وزعت على الحضور في حفل هذا العام 2017، وهي سلسلة مرتبة وجميلة تمثل جمعية أم المؤمنين، وجائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم، ومركز التعليم المستمر، ومركز مصادر التعلم، ونادي الريان، ومركز مودة الأسري، ودار أسماء بنت أبي بكر لتحفيظ القرآن الكريم.

نعود إلى الجائزة التي تعودت أن تكرم الفائزين في حفل بهيج في نهاية كل عام إبداعي، وقد تميز حفل هذا العام بكسر الروتين السنوي، فما أقيم الحفل في المساء بل في الصباح وفي وضح من النهار.

كما أنه أقيم في مجلس استراحة الصفيا، وهو مجلس صاحب السمو الكبير الذي يستقبل فيه كبار ضيوفه، يتميز برحابته وانفتاحه على خور مائي، ولكي تصل إلى هذه الاستراحة وهذا المجلس تمر في شارع طويل على جانبيه العديد من مراكز شبابية وممشى خاص بالنساء والعائلات، والمنطقة عموماً من المناطق المتميزة في عجمان.

كما أن حفل هذا العام كان مقتضباً نوعاً ما إلا أنه حافظ على الجوهر فاستهل بقراءة آي من القرآن الكريم، ثم استمع سموه والحاضرون إلى كلمة الجمعية، ثم قصيدة شارك في إلقائها شعراء من دول مجلس التعاون، ثم كرم سموه الفائزين والمكرمين.

ولعل من أبرز ما تم في هذا الحفل هو تكريم زميلنا المفكر الإسلامي الدكتور سعيد حارب، وقد كان تكريماً في محله فهو معروف بصفاء فكره واعتداله وحسن أدبه وخلقه ودوره المجتمعي.

عطاء إبداعي

ولا ننسى في النهاية أن نقول إن قيمة جائزة راشد بن حميد في كونها عطاء إبداعياً مستمراً منذ السنوات الأولى من عمر الاتحاد، وأنها شاملة لكل فئات المجتمع وقد أضفت على الشعر رونقاً وألبسته بهاء.

وقد قال صاحب السمو في كلمته عن الجائزة: إنها مرآة تعكس واقع الازدهار العلمي في عقول أبناء الإمارات، وواجهة تبرز طموح الشباب الخليجيين للاستزادة من العلم والارتقاء بأوطانهم عن طريق البحث الجاد وتنمية المعرفة، ونشر الثقافة والفكر المعتدل.

نعم.. وإننا لا بد من أن نشيد مرة أخرى بدور الشيخة فاطمة بنت زايد حرم سمو الحاكم التي لولا جهودها المخلصة لما تطورت الجائزة عاماً بعد عام.

فسموه وهي مهتمان بإبراز الدور الإماراتي في كل شيء، وقد كان واضحاً ذلك حتى من خلال استقبال الحضور الذي شارك فيه العنصر الرجالي والعنصر النسائي بشكل لافت للنظر، إذ كان هناك طاقم نسائي كامل في الاستقبال، وصف من الشرطة النسائية التي تقف على مدخل المجلس.

وكان هذا انعكاساً لمواصلة حكام الإمارات السير على نهج الشيخ زايد مؤسس الإمارات، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لتمكين المرأة والاستفادة من كل الطاقات الإيجابية.

وفي الختام انتهى الحفل بحضور سموه مأدبة الغداء التي أقيمت للحضور بهذه المناسبة، فشكراً لصاحب السمو ولكل من غرس أو سقى شجرة مثمرة، أو تعهد برعاية وردة تبعث التفاؤل والأمل في النفوس، أو زهرة تبدل النظرة السوداوية بصفاء مشرق كصفاء قلوب حكام الإمارات:

أيهذا الشاكي وما بك داء

كن جميلاً تر الحياة جميلا

 

Email