خلال ملتقى بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيله:

احتفاء بإرث أحمد ثاني الأدبي و الإبداعي في أبوظبي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كان الإعلان عن ملتقى «أحمد راشد ثاني... الذي لم يعبر»، كافياً لجذب عدد كبير من الشخصيات الإبداعية، في الذكرى الخامسة لرحيل ثاني. والذين اطلعوا قبل بدء الفعالية على معرض صغير، ضم العديد من المخطوطات بيد الشاعر والباحث الراحل،.

وبعض المقالات القديمة المنشورة بعدد من الصحف المحلية. والملتقى نظمته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وفيه أعلنت عن خمس مبادرات فنية وثقافية من وحي إبداعات أحمد راشد ثاني، وذلك صباح أمس في المركز الثقافي والمعرفي في أبوظبي.

توثيق

تحدث سعيد حمدان مدير عام جائزة الشيخ زايد للكتاب، عن مبادرة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وقال: تم تشكيل لجنة من المختصين لجمع وتوثيق المنجز الأدبي للراحل أحمد راشد ثاني. وأوضح أنها ضمت في عضويتها ممثلين عن الهيئة والمؤسسات الثقافية التي نشرت مؤلفاته، وأسرته، وبعضاً من زملائه. وأشار حمدان أنه كان من المفترض أن يعلن الأديب علي أبو الريش هذه المبادرة، لكن ظروفه الصحية حالت دون ذلك.

وأوضح حمدان أن منهجية عمل اللجنة تتمحور حول حصر جميع مؤلفات الراحل، والتواصل مع مختلف الجهات التي كان الراحل يعمل بها، وجمع كافة الوثائق والمخطوطات الخاصة به، وتجهيز معظم مؤلفاته، من أجل إعادة طباعتها ونشر الأعمال غير المنشورة. وأشار، يأتي هذا إلى جانب بحث ميداني عن مقتنيات الشاعر، وبعض من القصاصات المكتوبة بيده، وذلك في 30 صندوقاً كان الراحل قد خلفها بمكتبه.

ونوه حمدان بأن هذا الملتقى هو افتتاحية لسلسلة مبادرات خاصة بالراحل، وقال المبادرة الثانية ستقام في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي سيقام من 26 أبريل لغاية 2 مايو المقبلين، حيث سيقام جناح خاص بمؤلفات ثاني، ويضم الكتب التي تحدثت عنه، والكتب الجديدة التي ستطبع للمرة الأولى، وستخصص مساحة من الجناح لعرض مقتنياته الشخصية وكتبه الخاصة وصور شخصية، ووثائق بخط يده.

أما المبادرة الثالثة، كما قال حمدان، فهي العمل على إعداد مسرحية من أشعار الراحل العامية، يشرف على كتابة النص وتنفيذه مسرحياً، الفنان والكاتب المسرحي إسماعيل عبد الله، الذي كان قد أخرج خلال الدراسة الجامعية، مسرحية لثاني بعنوان «الأرض بتتكلم أوردو»، وأشار حمدان إلى أن المبادرة الرابعة، ستكون في نوفمبر، وهي ندوة وأمسية شعرية، تتمحور حول مسيرة الشاعر الأدبية.

ومناقشة الجوانب المميزة لشعره، وإلقاء بعض من قصائده.

وحول المبادرة الأخيرة، قال حمدان: سيتم نشر مجموعة من مؤلفات الراحل التي لم ترَ النور على مدار عام 2017، ومن بينها الجزء الرابع من «السرد الشفاهي»، ورواية من تأليفه بعنوان «بيت عوشانة»، وكتاب «بين المشافهة والكتابة»، وأعماله المسرحية الكاملة، وكتاب حول ثاني الإنسان والشاعر والمسرحي، يتضمن شهادات ممن عاصروه.

شهادات إبداعية

في مستهل الملتقى، ألقى عبد الله ماجد آل علي المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة، كلمة أشار فيها إلى أن رحلة ثاني قصيرة، ولكنها مليئة بالإبداع، الذي جعل منه واحداً من أهم مبدعي الخليج. وقال: عمل ثاني في المجمع الثقافي، ومن ثم في الهيئة لأكثر من 20 عاماً.

وأضاف: تنقل الراحل بين الشعر النبطي والفصيح، وكان ميالاً لقصيدة التفعيلة والنثر، وكتب عدداً من النصوص المسرحية التي قدمت أكثر من مرة، وفي التراث الشعبي، جمع سلسلة السرد الشفاهي في دولة الإمارات.

ومن ثم، تحدثت الشاعرة ميرة القاسم، التي رافقت ثاني وأسرته، واختارت أن تقرأ عبارات من الرسائل الأخيرة التي كتبها قبل وقت قصير جداً من رحيله، والتي تحدث فيها عن صحته والموت، وقالت: إن ثاني لم يتخلَ عن سخريته التي أحببناها.

واختار الشاعر خالد البدور، أن يعود بذاكرته إلى عام 1980، عندما التقى ثاني، إذ قال: كان هذا في أحد اللقاءات التي تجمعنا كأشخاص يهتمون بالمشهد الثقافي، حيث انخرط معنا في عالم الثقافة. وأضاف: عندما انتقلنا إلى جامعة الإمارات، عمل على تأسيس المسرح الحر، وأدرنا خلالها فرقة صغيرة، وقدمنا «الصراخ» و«الأرض»، كما تعاونا مع الناشرين بعرض كتبهم في أول معرض للكتاب بالشارقة.

كما استعرض البدور اهتمام الراحل بالقراءة، ومساهماته بالعديد من الصحف، وقدرته على إيجاد مرجع عن سيرة الماجدي بن ظاهر. ومن ثم، قرأ الشاعر والمترجم سامر أبو هواش، نصاً شعرياً بهذه المناسبة، وقال من قبلها إن ثاني لم يكن عابراً، وما زال بيننا بعد رحليه.

ومن ثم، عرض مقطعاً من مقابلة تلفزيونية أجرتها الإعلامية بروين حبيب مع ثاني في برنامج «الصواري»، الذي كان يعرض على تلفزيون دبي، لتتحدث من بعدها عن كواليس ذلك اللقاء، وانطباعاتها عن الراحل.

سيرة

أحمد راشد ثاني (1962 - 2012) شاعر وباحث إماراتي، صدر له العديد من الكتب البحثية والدواوين والمسرحيات، منها «ابن ظاهر: بحث توثيقي في شعره وسيرته الشعبية» وديوان «الغيوم في البيت» نال جائزة العويس عام 1999 فئة أفضل كتاب عن دولة الإمارات.

Email