أحمد المناعي:نُضج الشاعر يعزّز تميّزه

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يحُلْ صغر سنه بينه وبين بلوغ المكانة الرفيعة في ساحة الشعر الشعبي، فشاعرنا الشاب أحمد المناعي قرن موهبته بسعة الاطلاع وقوة التصميم، ما أهّله ليثبت نفسه ويؤكد جدارته في الميدان عموماً، وبين أبناء جيله من الشعراء خاصة، حيث اتخذ منذ ظهوره أسلوباً خاصاً به، وأتاحت له مشاركته في برنامج «شاعر المليون»، كما يقول في حواره مع «البيان»، فرصة لقاء الشعراء والاحتكاك بهم، فصقلت إمكاناته، وعززت قدراته، ولا يُخفي المناعي أن والده، الراوي والشاعر والمؤرخ آدم أحمد المناعي، مهّد له الطريق في ساحة الشعر الشعبي، بفضل ثقافته الواسعة.

مؤشر مهم

متى أدرك أحمد المناعي أنه شاعر، أو متى اكتشف نفسه كمبدع فانطلق في رحاب الشعر؟

لا يحق لأحمد المناعي أن يصف نفسه بهذا اللقب أو يطلق على نفسه اسم «شاعر»، فهذا الأمر متروك في تقديره لأفراد الجمهور، ذلك سواء أكانوا شعراء أو متذوقين، وأما عن انطلاقتي فكانت فعلياً في عام 2008.

كيف تُقاس تجربة الشاعر، هل يكون ذلك بالنظر إلى عمره أم بفعل طبيعة ومستوى تجربته الإبداعية؟

أعتقد أن العمر مجرد رقم، ولكن في بعض الأحيان فإن العمر يحمل مؤشراً إلى نضج تفكير الشاعر، ويجب ألّا يُقاس الشعر أو الشاعر بالعمر، فعندما نجد نصاً حقيقياً مليئاً بالشعر القيم تقف المعايير الأخرى جانباً.

محطة مهمة

ماذا عن تجربتك في «شاعر المليون»، ما قدمته إليك وكيف أفادتك؟

محطاتي في الحياة كثيرة، وبلا شك فإن مشاركتي في «شاعر المليون» محطة مهمة في حياتي، وما يوفره هذا البرنامج من احتكاك حقيقي بالشعراء والمسؤولين عن الثقافة على مستوى الوطن العربي يعد أحد أهم المكتسبات التي يخرج بها الشاعر من مشاركته، ولذلك أجد نفسي سعيداً جداً بوصولي إلى هذا المنبر، وأتمنى ذلك أيضاً للشعراء جميعهم.

«توارد الأفكار» أم «سرقتها»، ما المصطلح الذي تفضله، وهل تعرضت لمثل هذا الموقف، وكيف تتعامل معه؟

ربما يكون الأمر في بعـــض الأحيان عبارة عن «توارد أفكار»، وفي أحيان أخرى يمكن أن تكون المسألة «سرقة» صريحة، ولكن أفضل اسم، من وجهة نظري، هو: «التأثر أو الاتباع»، وقد تعرضت عملياً لمواقف كثيرة، وللأمانة أجد نفسي سعيداً جداً بتأثري بأحد المبدعين، وكذا الأمر فإني سأكون سعيداً حين يعثر أحد ما على ضالته فيما أكتب.

مدرستي الأولى

كيف تأثرت بوالدك الأديب والمؤرخ آدم المناعي، وما رأيه في تجربتك الشعرية؟

في الحقيقة، علاقتي بالوالد في هذا المجال لا يمكن وصفها بعلاقة أب بابنه، الوالد هو المدرسة الأولى بالنسبة إلي، التي من خلالها صافحت نصوص الجيل السابق، وهو من مهّد لي الطريق في المجال، بحكم ثقافته الكبيرة جداً، أما عن رأيه في تجربتي الشعرية فأنا فخور جداً بإعجابه بما قدمت.

أداة

كيف هي طبيعة علاقتك وتعاملك مع وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف وظّفتها لتخدم تجربتك الشعرية؟

وسائل التواصل الاجتماعي هي الشكل الجديد للإعلام، بعيداً عن اشتراطات عمل الإعلام التقليدي وظروفه، ولا شك أن هناك إيجابيات وسلبيات في وسائل التواصل الاجتماعي، ولكننا كشعراء لم تكن لنا فرصة لمعرفة حجم ما نقدمه لولا هذه الوسائل، وبالنسبة إلي هي أداة توثيق لما أكتبه، وطريق سهلة الوصول لمن أراد متابعة أحمد المناعي وشعره.

بين جيل الشباب الذي تنتمي إليه، وجيل مجلس الشعراء، إن صح التعبير، أي الجيلين أوفر حظاً وأيهما تفضل؟

جيل مجلس الشعراء خدمه الزمن والأسبقية في الظهور، وهذا ما جعله يستحق الكثير من الثناء والتقدير والتجاوز أحياناً عن الأخطاء من قبل النقاد. هناك أسماء قدمت شعراً حقيقياً، وهناك أسماء لم تكن تستحق كل هذا التقدير، وما نعانيه الآن، نحن جيل الشباب، هو عدم توافر الظروف المناسبة لبروزنا، كما حظي به أسلافنا الشعراء. فعلياً، أنا لا أفضل في الحقيقة أي جيل منهما، لأني أبحث عن الشعر فقط.

لا عشوائية

تميل إلى الجرأة أو «الشقاوة»، كما يحلو للبعض تسميتها أو تصنيف حال شعرك في بعض قصائدك، هل تتعمد هذا أو أنك تكتب تلك الحالات بتلقائية؟

أنا إنسان لا يتصرف بعشوائية، وأفضل ألّا يُظن ذلك، البعض يرى في وصفه بالتلقائي راحة نفسية له وعذراً لما قد يتسبب فيه، ولكني أرفض ذلك، فأنا أفكر فيما أكتبه، وأتحمل كامل المسؤولية عنه، فالخطوات المتعمدة مدروسة، وتأتي بنتائج متوقعة، والخطوات التلقائية عشوائية، وتأتي بنتائج غير متوقعة، وأحياناً غير مرغوب فيها.

هل أنصف الإعلام، بمختلف وسائله، الشعر والشعراء، وأعطى الشعر حقه من الاهتمام، كغيره من الفنون الأدبية الأخرى؟

لم ولن يُنصف الإعلام، بنسبته الغالبة، الشعر أو الشعراء، فالمجتمع بحاجة إلى وعي كامل وحقيقي لماهية الشعر، وهذا أمر مختَلف فيه بالنسبة إلى الشعراء والمسؤولين " في الإعلام وفي العمل الثقافي عموما" حتى هذه الساعة، وأظننا بحاجة، لتحقيق هذا الغرض، لأن يتفهم القائمون على العمل الثقافي حساسية وخصوصية المبدع وظروفه الإبداعية.

Email