أنغام خالدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حينما وقعت عيناي، خلال تصفحي لقنوات التواصل، على عدد من قصائد الشاعرة الإماراتية أنغام الخلود، لم يدُر في مخيلتي أن أكتب هذا الموضوع، ولكن بهاء أبياتها ونور حكمتها جعلاني أتطرق لجمالية أبيات هذه الشاعرة المهمة، التي لطالما أبهرتنا بصورها الشعرية المتميزة ولغتها الشعرية المباشرة، بنبضٍ محلي عريق يسري للقلب من دون استئذان.

في إحدى قصائدها الشعرية الحديثة، تقول الشاعرة:

شيٍّ ومالي مافيه مونه

لاحفله ولا آيب طاريه

بكوني وغيــري بكونــــه

والكل له رايٍ يجّديـه

هنا نرى الشاعرة تتحدث عن موضوع ينم عن حكمة في أمور نصادفها يومياً، حيث نرى بعض الناس يثار فضولهم لأسباب وأمور تافهة، وقد لا تخصهم البتة، وفوق هذا كله، يبدون رأيهم فيها، وهنا توجه إليهم الشاعرة لكمة هادئة بأبياتها التي تؤكد أن على الإنسان عدم إقحام نفسه في حديث عن شؤون لا علاقة له فيها، وأن يحتفظ برأيه لنفسه وينشغل بأموره، فلكل إنسان كونه ورأيه الخاص.

من صانني يتلى بـ صونه

وان ثيّب ابيه قلت: لبّيه

ومن سام ما علّا زبونــــه

اقصر قدميه عن مياريه

في هذه المقطوعة، تختصر الشاعرة رأيها الحكيم بتأكيدها أنه على الإنسان أن يصون من صانه، ولا يرفع سقف توقعاته من شخص لا يستحق.

وهنا مسك ختام أبياتها، أو بالأحرى رؤيتها الثاقبة:

آمتّــــــــــــــع القــــــــــــلب بســـــــــــــــــــكونه

وآريّــــــــــــح الطــــــــــــــــــرف بتغاضيــــــــــــــــــــه

عبّرت الشاعرة عن آلاف الكلمات في شطرين موفقين جداً، حيث أكدت أن راحة القلب بسكونه، وراحة العين بالتغاضي عن الزلات وصغائر الأمور، وكم هو جميل هذا النوع من التغاضي، هو علمٌ يدرّس حالياً وطبعت فيه المؤلفات العالمية. أجزم أن خلق الشاعرة ودينها كانا معلميها وجعلاها تختصر موسوعة ببضع كلمات!

لمثل هذه الشاعرة الراقية نقف احتراماً، وننتظر كل جديد وفريد، محظوظة هي قنوات التواصل الاجتماعي بقناة لا ينضب معينها من الحكمة، إنها شاعرتنا المميزة أنغام الخلود.

Email