أيقونة أميركية درامية بمؤثرات موسيقية غنائية راقصة

«قصة الحي الغربي» في دبي أوبرا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقدم «دبي أوبرا» لعشاق المسرح والموسيقى من مساء أمس وحتى 18 الجاري، عروض المسرح الاستعراضي الغنائي الأميركي الشهير «قصة الشارع الغربي»، الذي شكل ظاهرة فنية مفصلية في تاريخ أميركا منذ أول عرض له عام 1957، ليسجل رقماً قياسياً بلغ 732 عرضاً قبل القيام بجولات خارجية.

وتكمن خصوصية هذا العرض الذي أعيد إنتاجه العديد من المرات وبأكثر من 18 لغة منها اليابانية، أنه ملتزم بأجواء وتصاميم الرقصات الأصلية لروبنز والأزياء وغيرها. أما قصة العمل فهي الصراع بين عصابتين في الأحياء الخلفية لنيويورك. أما الصراع فمبني على التعصب العنصري لدى مجموعة شباب عاطلين من أصحاب البشرة البيضاء الذين يشكلون عصابة «جيتس» والذين يضطهدون جيرانهم من ذوي الأصول كاريبية الذين يتحولوا إلى عصابة أسموها «شاركس» لحماية أنفسهم ومجتمعهم.

لكل زمان
وتساهم بنية الصراع الدرامية هذه، في جعل العمل صالحاً لكل زمان وأوان، خاصة وأن مثل هذه الصراعات سواء العرقية أو الدينية أو المذهبية وغيرها لا تزال قائمة وربما أكثر حدة من أي وقت مضى. كما تشكل الموسيقى واللوحات الراقصة وحوارات التحدي بين العصابتين وقصة العشق بين شاب من جيتس وشقيقة زعيم عصابة «شاركس».

تحدي عصابتين
والشيّق في العرض الإيقاع التصاعدي للعمل الذي يبدأ بتحدي عصابة لأخرى حتى يأتي رجل أعمال معني بالبناء ومعه الشرطي للفصل بينهما مهدداً العنصريين بالعقاب إن تجاوزوا حدودهم. هذا التهديد يزيد من غليان دمائهم الشابة التي لم يُخمدها إلى حين سوى اهتمامهم بالحفلة الراقصة التي تتحول إلى تحد فني في براعة الرقص والأداء، ليعيش المشاهد معها حالة من الإبهار في جمالية إيقاع الرقص والتشكيلات الفنية للمجاميع والغناء الذي يساهم في تصعيد الانفعالات إلى أوجها.

سر نجاحها
والسؤال الأول الذي طرحته «البيان» على قائد الفرقة الموسيقية المصاحبة للعرض دونالد شان هو عن العوامل التي جعلت من هذا العمل الفني أيقونة في تاريخ أميركا. يقول شان: «هذه المسرحية الوحيدة في أميركا التي جمعت بين مختلف أنواع الموسيقى من الكلاسيك والجاز إلى الروك أند رول والبوب، كذلك بالنسبة للرقص الذي يجمع بين الباليه الكلاسيكي والرقص التعبيري وغيرها من مدارس الفن في مرحة الخمسينيات من القرن الماضي. كما أن الصراع في القصة مؤثر ومعاصر وعام أي في كل الثقافات منذ بداية التاريخ».

المبدعون الأوائل
لم يدرك الأميركيون الأربعة وهم: الكاتب المسرحي آرثر لورينتس «1917-2011»، والملحن ليونارد بيرنشتاين «1918 - 1990»، وكاتب كلمات الأغاني ستيفن جوشوا سوندهايم «1930»، ومصمم الرقصات والمخرج جيروم روبنز «1918-1998»، أن مشروعهم الفني «قصة الحي الغربي» لأحد مسارح البرودواي الاستعراضية الذي انتج عام 1957، سيكون أيقونة في تاريخ الفن الأميركي، وبمثابة محورٍ مفصليٍ لمرحلة جديدة في مفهوم العمل المسرحي الموسيقى.

Email