عبد الرحمن المناعي يغادر به مربع العروض التراثية

«هناك».. بحث عن الأمان في زمن الأوجاع

■ «هناك» .. مسرحية تنحاز الى هموم الانسان | تصوير- عبد الحنان مصطفى

ت + ت - الحجم الطبيعي

بمشهد أناس يقفون طوابير طويلة على حاجز عسكري، فيما يصرخ فيهم الجندي، أن «ابتعدوا عن الحاجز حفاظاً على أرواحكم»، يفتتح المسرحي القطري عبد الرحمن المناعي عرضه «هناك»، الذي كان نجم ليلة مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي الأولى، الذي انطلقت فعالياته أول من أمس، في قصر الثقافة، ليلامس من خلاله شيخ المسرحيين المناعي، وجع الشعوب العربية، التي تعود أبناؤها خلال السنوات الأخيرة على الانتظار طويلاً أمام الحواجز التي فتتت الأوطان وحولتها إلى جزر صغيرة. مغادرا المناعي من خلالها مربع العروض المسرحية التراثية.

حكاية مسرحية «هناك»، تدور حول حالة من الانتظار لعبور الحواجز التي تتراكم أمام الإنسان في عصرنا الحالي، وتوضح خوفه وبحثه المستمرّ عن الأمن، وغيرها من الحالات .

وتر الأوجاع

ورغم الهدوء الذي أصاب إيقاع عرض «هناك»، ما سرب بروداً لافتاً إلى صالة قصر الثقافة، إلا أن البحث عن الوطن والأمان والنقر على وتر أوجاع الإنسان، كان سيد العرض الذي رفع له معظم حضور الندوة التطبيقية التي أدارها خالد زيارة القبعة، حيث رأوا فيه إسقاطاً مباشراً على الواقع، بعد جفاف أوراق «الربيع العربي»، ليصبح «الموت» لعبة مكررة، لم تعد قادرة على لفت الأنظار.

اتفاق واضح بين نقاد العرض على أن اختلاف ملابس ممثلي العمل، كان فيه دلالة على اختلاف الجنسيات الواقفة على الحواجز العسكرية، وقد تقاسمت جميعها أوجاع الحرب، السائدة في المنطقة، لتلمع في فضاء العرض الذي جاء هادئاً في السينوغرافيا، جملة رددها الممثلون «يدخل الوطن الحرب، وبعد تحريره يتحول إلى جزر من الأحزاب».

برود الصالة

ورغم جمالية فكرة العرض، إلا أنه خلا تماماً من تصاعد الحبكة والأحداث، ما أدخله في رتابة الملل، وفقاً لقول جمال صقر، والذي أبدى إعجابه بما بذله الممثلون من جهد، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن مشهد موت الطفل في العرض، جاء بارداً، ولم يكشف عن الفاجعة التي أصابت أمه، مبيناً أن جموع الواقفين على الحاجز، فيه إشارة إلى أننا جميعاً تحولنا إلى لاجئين موزعين في أصقاع الأرض.

من جانبه، بيّن عماد الشنفري أن إشكالية عرض «هناك»، تمثلت في البرود الذي أصاب الخشبة، نتيجة لجمود الممثلين، والذين قال إنهم كانوا بانتظار توجيهات المخرج. وأوضح أن طبيعة النص ثائرة ومتوترة، ولكن ذلك لم يترجمه الممثلون بإحساسهم، ما أصاب جمهور العرض ببرود تام، مشيراً إلى أن التنقلات بين مشاهد العرض كانت بطيئة.

المناعي في رده، أكد على ديمومة اختلاف الأذواق في العروض المسرحية، في إشارة منه إلى أن ذلك «لا يفسد للود قضية». وقال: «في كافة عروضي المسرحية، دائماً ما أنحاز إلى الإنسان، وأبحث دائماً عن مشكلاته التي تقلقني، وأعتقد أن هذا العرض أذهب فيه ناحية ما يقلق الوطن والإنسان العربي»، مؤكداً انحيازه الدائم للممثل.

قائمة

قدم عرض «هناك» فرقة الدوحة المسرحية، فيما ضمت قائمة أبطاله كلاً من الفنانين، فالح فايز، وأحمد عفيف، وحنان صادق، وشارك فيه أيضاً محمد علي العباسي ونافذ السيد، ومحمد السياري، ومحمد حسن، وجاسم السعدي، وعبد الله الهاجري، وخالد يوسف، وتولى عبد الرحمن المناعي تأليف وإخراج العمل.

Email