تقنياتها الحديثة صارت بيئة تفاعلية جاذبة للزائرين

«العروض المتحفية» تدعم نشر التراث والثقافة

محمد إسماعيل حرب وشيخة المطيري خلال المحاضرة - البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحولت المتاحف اليوم من مجرد قاعات حفظ وعرض القطع الأثرية النادرة من آلاف السنين، إلى مؤسسات تدعم نشر التراث والثقافة، مستخدمة أفضل التقنيات العصرية والحديثة لخلق بيئة تفاعلية جذابة للزائرين، ساهمت بشكل كبير في إثراء التجربة المتحفية في متاحف العالم، وتغيير الصورة الذهنية عنها في أذهان البعض من أنها مجرد مخزن للمقتنيات الأثرية حتى أصبحت المتاحف تنافس الأماكن الترفيهية الأخرى، وعن «استخدامات التقنيات الحديثة بالعروض المتحفية» كان عنوان محاضرة قدمها الباحث المصري محمد إسماعيل حرب، مساء أول من أمس، في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، بحضور سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة، وعلي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس إدارة الندوة، ونخبة من المهتمين والباحثين، وأدارت المحاضرة شيخة المطيري رئيسة اللجنة الثقافية بالندوة.

سلاح ذو حدين

استهل حرب المحاضرة بحديثه عن أهمية استخدام التقنيات الحديثة بالعروض المتحفية كونها إحدى أهم الأدوات التي تساعد المتحف بشكل كبير لتحقيق أهدافه، والقيام بأدواره وأهمها الدور التعليمي، إضافة إلى أهميتها في جذب المزيد من رواد المتاحف وربط الأجيال الشابة بماضيها، وعلى الرغم من جهود القائمين على المتاحف في العالم إلا أن التحديات التي تواجهها كمؤسسات ثقافية وتعليمية ما زالت كثيرة، منوهاً بأن استخدام هذه التقنيات هو بمثابة سلاح ذي حدين، نظراً لعدم وجود الخبرة الكافية في استخدامها لدى منتجيها والقائمين على العروض المتحفية والذي قد يؤثر بشكل سلبي على التجربة المتحفية، لذلك لا بد من تحديد الهدف من العرض المتحفي أولاً، ثم الرسالة المراد إرسالها للزائرين، وبعد ثم اختيار أفضل الوسائل التقنية الحديثة التي تساعد على الوصول للهدف.

التصوير البانورامي

عن أهمية التقنيات الحديثة في نشر التراث أكد الباحث: إنها مفيدة بشكل كبير في نشر التراث المحفوظ في المتاحف في قنوات النشر المختلفة، ومن أهم هذه التقنيات الواقع المعزز والافتراضي واللذان يعتمدان على خلق بيئات افتراضية لمحاكاة الواقع، مؤكداً أن تقنيات العرض والتصوير البانورامي يساعدان في تعزيز العروض المتحفية، وفي بعض الأحيان تكون هي العرض المتحفي ذاته، وذلك في حالة عدم وجود الأثر بالمتحف نتيجة اختفائه أو تعرضه للتلف، وتابع المحاضر: إن التقنيات الحديثة أصبحت تستخدم في حالات التراث اللامادي التي لا يوجد فيها أثر مادي يعبر عنها، وقد تزايد استخدام تلك التقنيات في المتاحف العالمية ومنها المتحف البريطاني، ومتحف آلارد بيرسون في أمستردام.

تقنية الهولوغرام

الباحث محمد إسماعيل قال في ختام محاضرته: إن استخدام التقنيات الحديثة ليس هدفاً ولكنه يعد وسيلة، مشيراً إلى تطوير بعض التطبيقات واستخدام التقنيات الحديثة في المتاحف المصرية والتي قام بها مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي المصري، في بعض المتاحف ومنها: متحف الفن الإسلامي، والمتحف المصري، ومتحف آثار مكتبة الإسكندرية والذي كان له أكبر الأثر في تحسين التجربة المتحفية، كما قدم الباحث أثناء المحاضرة عرضاً ثلاثي الأبعاد لقناع الملك توت عنخ آمون داخل القاعة المخصصة له في المتحف المصري، باستخدام تقنية «الهولوغرام» أحدث تقنيات العرض المتحفي في العالم.

Email