«النافذة» خيط حرير و«العرس الوحشي» سرد شعري

فسحة للتفاعل في أيام «المسرح العربي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

حملت المسافة الزمنية القصيرة التي تسبق العرضين المسرحيين في كل يوم من أيام الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي في قاعتيّ مسرح «السعادة» و«عبدالقادر علولة»، قيمة كبيرة عند الفنانين المشاركين والإعلاميين والجمهور، إذ شكلت تلك الفسحة المكثفة فرصة لتلاقي الجميع والتواصل والتفاعل تحت مظلة واحدة.

وأخذت في اليوم السادس مسرحية «النافذة» السورية للمخرج مجد فضة والمقتبسة من نص بولوني، الجمهور في رحلة أشبه بخيط الحرير من العام إلى الخاص ومن الخارج إلى داخل تفاصيل حياة عائلة في بيت دمشقي، لتعكس تلك التفاصيل غير المباشرة الأثر الخفي الذي تركته معاناة الحرب في الناس دون إدراكهم أو وعيهم بذلك.

ونجح عرض الفرقة المستقلة في الاستئثار بتركيز الجمهور حتى اللحظات الأخيرة، ليتابع جدالاً بين الزوجة «جفرا يونس» والزوج «مجد فضة»، حيث تحاول الزوجة من خلال الجدال أن تستعيد حبيبها من عزلته الداخلية المتمثلة في تمضيته الساعات أمام النافذة بصمت. ويتصاعد الجدال الدرامي الذي يبدو بلا أمل بينهما، حتى اللحظة التي يتحقق فيها حلم الزوج برؤية بصيص ضوء ضعيف ينبعث من إحدى نوافذ المبنى المقابل والذي أمضى في انتظاره أكثر من أسبوع.

أما العرض الأردني «العرس الوحشي» للمخرج عبدالكريم الجراح، فيأخذ الجمهور إلى زمن مسرح السرد والكلمة، والذي يستمع في البداية لحوار بين أم وابنها وهما يحاولان النجاة بحياتهما في بحر هائج. وعلى ألحان نشيد «موطني» تقول الأم التي أدت دورها الممثلة المبدعة شفيقة الطل «أنا هنا من أجلك» ليجيبها الابن الذي أدى دوره زيد خليل مصطفى بصوته العريض والعميق «تكذبين.. تكذبين».

ولم تستطع جمالية اللغة الشعرية، أن تصعّد الحدث الدرامي الذي كان مناجاة للنفس وفيما بينهما، أو تبقي الجمهور في الصالة حتى اللحظات الأخيرة، في حين جمعت سينوغرافيا العرض بما فيها الإضاءة بين الجماليات البصرية والرمزية.

 الى ذلك اعلنت أمس اللجنة المحكمة لأسماء الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى لأفضل نصوص مسرحية للكبار،والفائز بالمركز الأول الأردني هزاع ضامن البراري والثاني المصري سعيد حامد شحاته أما الجائزة الثالثة فذهبت مناصفة بين الليبي البوصيري عبدالله والمصري محمود محمد القليني

Email