مساعد الرشيدي يترجّل مخلفاً شعراً أنيقاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

عذب السجايا وعوده باول الكنّه

                             متى تزين السوالف واخذ علومه

وأسامحه عن خطاة الجرح والونّه

                            وأعاتبه لو يصد شوي وألومه

كلمات لا تكف عن الرنين الحلو، في قلوب العذارى، وعشاق القصيد الرصين، فلقد كان هذا هو ديدن الشاعرالسعودي الشهير مساعد الرشيدي الذي رحل عن الدنيا صباح أمس، بعد أن ملأها بالحب والجمال وعزة النفس، وقد اتسم ابداعه دائماً برقة الحاشية وأناقة الديباجة وصدق المعاني الجديدة.

نزل خبر رحيله الذي بثه نجله فيصل مساعد الرشيدي أمس عبر تغريدة في «تويتر» حيث أعلن وفاة الشاعر الكبير وكتب «إنا لله وإنا إليه راجعون«..رحمك الله يا والدي، الحمد لله على كل حال» كغمامة فاجأت الناس وهي تهدر بالرعد وتسح دمعاً على خدود محبيه جميعاً على امتداد دول الخليج العربي، فالرجل لم يكن شاعرا عادياً، ولذلك تداولت نعيه طيلة يوم أمس جميع مواقع التواصل المعنية بالشعر الخليجي.

توفي الرشيدي بعد صراع مع المرض دخل على إثره مستشفى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية حيث وافته المنية عن عمر ناهز 54 عاما.

ويعتبر العميد الشاعر مساعد ربيع الرشيدي المولود عام 1962م أحد أهم شعراء القصيدة العامية في منطقة الخليج، وهو صاحب تجربة مميزة شغلت الناس بمكنوناتها وامتدت لأكثر من 3 عقود. قضى أول فترات طفولته في الكويت، ودرس في خميس مشيط السعودية حين كان والده يعمل في الجيش. وفي فترة المراهقة، لاحظ أبوه ميوله الشعرية فنصحه بعدم قراءة الشعر خوفاً على مستقبله التعليمي، إلا أن الفطرة لديه كانت قوية فغلبت. التحق بكلية الحرس الوطني وتخرج ضابطاً وعمل في مدينة الرياض التي عشقها طوال حياته حتى رحل عن الدنيا فيها.

ولا تزال الساحة الشعرية الخليجية تذكر كيف ازداد نجم مساعد ألقاً ولمعاناً في سماء القصيدة النبطية، وكان ذلك حينما سئل الأمير بدر بن عبد المحسن خلال لقاء صحفي عن افضل شاعر اطلاقاً فقال: مساعد الرشيدي، ومن يومها تألق الفقيد في الأفق كوكباً يطالعه جميع عشاق الشعر. للشاعر ديوان شهير بعنوان«سيف العشق» ينطوي على شعر جميل نقتطف منه بيت شعر لامعاً يعتبره شعراء النبط الخليجيون من أجمل ما قيل في الغزل:

ما قلت لك عمر سيف العشق ما يقتلك؟

                              ما تشوفني حي قدامك وانا اموت فيك!!

مساعد الرشيدي الذي شدا بقصائده العصماء العديد من المطربين بينهم محمد عبده وعبد المجيد عبد الله،عرف بعزة النفس، وهو القائل:

ينجرح قلب لكن ترتفع هامه

                          والله اني لموت ولا انحنى راسي

لو رماني زماني وسط دوامه

                        العواصف شديده والجبل راسي

Email