وهران الجزائرية تحتفي بانطلاقة دورته التاسعة

«المسرح العربي».. تظاهرة تحتضن تفاعل المبدعين العرب

■ الراوي يؤدي مشهداً من الأحداث | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

حمل حفل افتتاح الدورة التاسعة من مهرجان المسرح العربي الذي انطلق أمس الأول في قاعة المعارض والمؤتمرات في مدينة وهران الجزائرية، بعداً إنسانياً وزخماً من المشاعر التي آلفت بين قلوب مئات الحاضرين من مختلف الأقطار العربية، والتي تجلت في احتفاء أرض الشهداء بضيوفها من الفنانين المسرحيين المبدعين والأكاديميين والنقاد والإعلاميين، واحتفال المهرجان بتكريم مبدعيها وروادها الأحياء من أعضاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني الذين ناضلوا من أجل استقلال الجزائر.

وتعكس هذه التظاهرة المسرحية السنوية التي تشكل منصة تعارف وتواصل وتفاعل بين المبدعين العرب من مختلف الأجيال تحت مظلة واحدة، بُعد وعمق رؤية مؤسس هذه المبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ورئيس الهيئة العامة للمسرح.

وتعرّف الجمهور من خلال كلمات الافتتاح الرسمي التي ألقاها عزالدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري، واسماعيل عبدالله رئيس مجلس الأمناء – الأمين العام وعبد الغاني زعلان والي ولاية وهران، والفيلم الوثائقي، على أبرز رواد المسرح الجزائري المبدعين الذين استشهدوا في العشرية السوداء، وفي مقدمتهم عزالدين مجوبي الذي تحمل الدورة التاسعة اسمه وعبدالقادر علولة.

كلنا جزائريون

ويبقى في الذاكرة من كلمات الافتتاح، مقولات تفتح أفقاً جديداً من التساؤلات ومنها «ادخلوا الأوطان من مسارحها، تُفتح لكم أبوابها» من كلمة الوزير، وخاتمة كلمة الأمين العام التي ارتبطت بالنشيد الوطني للجزائر «هنا وفي حضرة أرواح الشهداء، نقف كلنا جزائريين انتماءً ومعنى، لنُعلي النشيد، وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر... فاشهدوا»، كذلك «علينا أن نعيد تشكيل أرواحنا وحضارتنا وثقافتنا من جديد، وأن ننفض عنا العفونة التي تفشت عليها..» من كلمة رسالة اليوم العربي للمسرح التي كتبها المخرج الأردني حاتم السيد وألقاها المخرج العراقي عزيز خيون.

أوبريت حيزية

عاش الجمهور بعدها في عوالم أوبريت «حيزية» المستلهمة من قصة عشق في التراث الجزائري، والتي جمعت بين الغناء والرقص التعبيري. وساعدت كتابة الشاعر عزالدين ميهوبي للقصائد بالفصحى المبسطة على فهمها من قبل الجميع.

كما تميز العرض بجمالية أصوات المغنين الشباب ومن ضمنهم ناصر عطاوي الذي وصل إلى نهائيات «ذا فويس» 2015، وجمالية سينوغرافيا اللوحات الراقصة بأداء تعبيري ساهم في تعزيز الحس الدرامي للعمل. وقصة حيزية الواقعية تشبه قصص الحب العذري الصحراوية في تاريخنا العربي، والتي حفظها للتاريخ الشاعر محمد بن قيطون بنظمه لأحداثها في قصيدة باللهجة المحلية.

Email