هالة عبدالله القحطاني: الكتاب سر الحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

«مُحاولة اكتشاف الذات، المغامرة الوحيدة التي تُعطي لحياتنا قيمة، ولا تحدث إلا بطريقتين: القراءة وخوض التجارب».

هكذا افتتح الروائي باولو كويلو، رسالته لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، معبراً عن سعادته، باحتفاء الإمارات والعالم العربي، بالقراءة والمعرفة، التي دفعتها لخوض سباقات حضارية بجدارة، ومكنتها من رؤية شواطئ المستقبل.

عبر باولو، عن فلسفته في اكتشاف سر الحياة، الذي دفعه للخوض في عمليات بحث، امتدت في تجارب، خاضها في القراءة. ربما لم تنتهِ بعد، ولكن قادته، لاكتشاف ذاته، وعرفته على هدفه وشغفه في هذه الحياة.

تقنية روائية

وشغف المعرفة، هو الدافع الذي ينبع تلقائياً داخل الإنسان، ويتحول مع نموه لأسطورة ذاتيه، تجبره على الالتزام، في عملية البحث، لنهل المعرفة. فيلتقي بنفسه، وحلمه، ويتعرف إلى قناعاته. لذلك عبر باولو بتقنية روائي محترف، عن سعادته لذلك الحدث الحضاري، الذي خاضته الإمارات، حين أمسكت بشعلة «تحدي القراءة» ورفعتها للعالم العربي، لتعيد للكتاب مكانته، والحضارة التي تليق به.

قطعة ادبية

وجاءت رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كأي قطعة أدبية تحمل عنوان «لا مستقبل بغير كتاب»، العنوان الذي تمسك به لنهاية «الرسالة»، والتي نستطيع أن نصنفها من أدب المراسلات، التي ازدهرت في القرن المنصرم، لتعود إلينا في محادثة نثرية ممتعة، يرد فيها مثقف من الشرق، على آخر من الغرب.

فبعد أن بدأها بذلك العنوان المليء بالتفاؤل، انثالت عبارات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، ليعبر في كلمات مفعمة بالفخر، تئن بعض أحرفها بألم، عن تجربة الألف عام التي سبقت كل الحضارات. عن المنارة الثقافية للحضارة العربية والإسلامية، التي لا تنسى في بغداد والأندلس.التجربة التي فتحت للعالم، أبواب الحضارة الأوروبية، لتنير شعلتها المتقدة، الطريق أمام بقية الحضارات.

فتح تاريخ ذلك المجد، جرحاً قديماً نضح به صدر قبطان عريق، جاب البحار السبعة يوماً، في أساطيل ضخمة، تحمل كنوزاً نفيسة، أوصلها لحدود الأرض، ثم أُطلق عليه سهمٌ، ليسقطه غدراً من فوق السفينة، لتتلقفه الأمواج دهراً، وحين خرج كان وحيداً. ومع ذلك أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بتفاؤل، أن الدرس الذي بات يحفظه الجميع الآن «لا مستقبل بغير كتاب». وهذه خلاصة التجربة التي جعلته يشعر بكل هذا التفاؤل نحو روح التحدي في الجيل الجديد.

رسالة الى العالم

«تحدي القراءة»، لم ينجح فقط على مستوى الإمارات، بل على مستوى العالم العربي، ليرسل رسالة أخرى للعالم أنه على الرغم من الظروف الجغرافية والسياسية للإنسان العربي حول العالم، سيظل الأمل حياً يكبر بحجم التحدي.

قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في إحدى المرات: «لقد نجحنا لأننا اعتبرنا دائماً أن الغد يوم جديد، وأن ما تحقق في الأمس قد تحقق، وأن التاريخ الذي نكتبه، هو ما ننجزه في المستقبل وليس ما أنجزناه في الماضي».

Email