قصة

قتلت حلمنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان سعيد يجلس تحت الشجرة التي حملت معنى الصداقة، وكبرت مع الحب والوفاء، ينظر إلى أغصانها ويستعيد طفولته مع رفيقيه أحمد وخالد، وكيف ظلتهما الشجرة من حرارة الشمس، وبينما هو شارد الذهن فجأة صرخ أحمد (سعيييد، ما بالك أين ذهبت بأفكارك، هل تحلم بالتجارة وأن تكون رجلاً مشهوراً؟).

سعيد: لا وإنما كنت أتذكر طفولتنا، وأنا لم أحلم يوماً بالشهرة أو أن أصبح تاجراً يا أحمد، أتمنى أن أكون رجل شرطة نزيهاً، أضحي بكل ما أملك من أجل وطني.

أتى خالد مسرعاً ليناولهما شاي الكرك ويطلب منهما الاستعداد للمذاكرة، لأن هذه السنة ستأخذهم جميعاً على بساط الأحلام والمستقبل، لابد أن يحصلوا على درجات عالية ويحقق كل واحد منهم حلمه في المستقبل.......

وبالفعل جاء الموعد المنتظر، ذهب كل واحد منهم لينظر ماذا جنى من ثمار السنين، والخوف يملأ وجوههم، وترتد خطواتهم وكانت المفاجأة أنهم نجحوا ثم بدأ كل واحد منهم يحدد هدفه في الحياة، واتفق الأصدقاء أن يلتقوا كل خميس، تحت الشجرة ولكن للأسف انشغلوا في حياتهم. ومرت الأيام والسنون وحقق كل واحد منهم هدفه في الحياة، أصبح سعيد محققاً وخالد طبيباً وأحمد كان يسعى خلف حلم التجارة وان يكون تاجراً كبيراً في الدولة.

خرج سعيد يوم الخميس يتنزه فوجد نفسه واقفا أمام الشجرة التي جمعت الأصدقاء وحملت ذكرياتهم الطويلة، تعجب كيف قادته قدماه إلى هذا المكان، وفجأة جاء رجل مقعد على كرسيه يحمل في يده كوبا من شاي الكرك، فالتفت أحمد إليه مسلما ثم أعطاه ظهره مغادرا وفجأة سمع صوت مناديا له (خالد).

فالتفت إلى صاحب الكرسي، والدهشة ترتسم على وجهه أخالد أمامه؟ ولماذا هو حبيس الكرسي؟ تقدم خالد واثقا بكرسيه المتحرك وطلب من سعيد معانقته. تعانق كل منهما والدموع تغسل عذاب الفراق والحنين، والشجرة تهز أغصانها مرحبة بهما والذكريات الجميلة التي جمعتهما.

جلسا وأخذ خالد يحكي عن الحادث الذي تعرض له بسبب شخص كان يقود سيارته دون رخصة، يقودها بجنون فأصبح هو ضحية تهور شاب لم يلتزم بالقوانين التي رسمتها الدولة، وخسر ساقيه وأصبح قعيد الكرسي المتحرك. اتفقا على أن يلتقيا كل يوم خميس في هذا المكان.

وبعد مرور شهرين كلف سعيد بمهمة في حي الأمل واتجه إلى المطعم المشهور في الحي، ولكن كانت الفاجعة أصوات سيارات الشرطة والإسعاف مدوية في كل مكان، تحمل معها شبح الحزن والسواد الذي غطى المكان.

ولكن كانت الصاعقة عندما سمع صوت صاحب المطعم وهو يصرخ ويشير بيده إلى أحمد هذا هو التاجر الذي اشتريت منه اللحم الفاسد ومدنا بالأغذية منتهية الصلاحية.

نظر سعيد إلى أحمد بنظرة الجندي الوفي الذي آلمه ما آل إليه مصير الناس وألم لقاء رفيقه الملوث بالفساد قائلاً: الحلم تحقق الآن! يا صديق الطفولة؛ على جسر أجساد الأبرياء؟ أصبحت تاجراً بخيانة الوطن والأمانة؟ أنا أخجل أنني أعرفك يا من خنت العهد، والوطن، صرخ أحمد بل قتلت نفسي يوم ضحيت بأولادي وزوجتي خلف وهم الثروة، أمسكه ودفعه بقوة إلى سيارة الشرطة وهو يقول: سأحقق العدالة ولو كنت صديقي.

Email