الأم تتابع تنمية معارف أبنائها وتوجيههم في القراءة

عائلة إيمان الحمادي والكتاب..حكاية شغف

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتوزع الكتب في المنزل كأي مكون أساسي آخر، منها ما يوجد في المجلس، أو في غرف الأبناء، أو في غرف المعيشة، وفي غرف النوم..

وهذا أمر لم يأتِ من فراغ، بل هو ناتج عن خطة إيمان الحمادي الجيوفيزيائية في شركة أدكو للعمليات البترولية، القاضية بأن يكون الكتاب جزءاً أساسياً في حياة أسرتها هي وزوجها علي أحمد العبيدلي، المؤلفة من الولدين والإبنة، إذ يتشاركون مع بعضهم البعض الشغف بالقراءة، وهو ما يجعلهم يتناقشون حولها، وينوعون بالتالي من مجالات الكتب التي يميلون إليها.

وعن خصوصية هذه التجربة تحدثوا جميعاً، إلى »البيان«، إذ أوضح كل منهم علاقته بالقراءة، كما بينوا طبيعة ميولهم إلى كتب محددة يفضلون قراءتها دون غيرها.

ثراء

مكتبة الأسرة متنوعة، لا تقتصر على موضوع واحد من الكتب المتخصصة. وعن هذا قالت إيمان الحمادي: تضم مكتبتنا حوالي المائة كتاب، منها: كتاب »صور حياة الشيخ زايد«، كتاب »قانون الجذب« من تأليف مايكل جيه. لوسيير، »الأطلس البحري لإمارة أبوظبي«، »مهزلة العقل البشري« للدكتور علي الوردي.

وغير ذلك من الكتب، بما فيها الكتب المتخصصة بالثروة الحيوانية، والكتب الخاصة بالأطفال. وأشارت إيمان إلى أن مصادر تكوين مكتبة الأسرة لم تقتصر على مكان واحد بل جرى الحصول على هذه الكتب من مصادر عدة.

وتابعت: أنتقي عدداً من الكتب من خلال شركة »بوك ديلفري« التي ترسل كل شهر قائمة بعناوين الإصدارات الجديدة المتوافرة لديها على شكل هدية. ويوحي هذا الأسلوب بالإعلان عن الإصدارات، كأننا نهدي أنفسنا الكتب، وبالفعل اختار من هذه الكتب ما يناسبنا لتحضرها الشركة المعنية في ما بعد إلي.

ولفتت أيضا، إلى وجود خطة لانتقاء الكتب كي تتحقق الاستفادة منها بشكل صحيح، مشيدة بالأسعار المدعومة من قبل العديد من الجهات المحلية لتشجيع القراءة في المجتمع الإماراتي. كما تمنت لو توافرت كتب الجيب بشكل أكبر، لسهولة حملها والتعامل معها.

رحلة القراءة

القراءة حب اجتمع عليه أفراد الأسرة، لكن تفضيلات ونوعيات الكتب المختلفة ومجالاتها التي لا تحصر، قضايا أفرزت ميولاً مختلفة نحو كتب محددة دون غيرها، إذ قال علي أحمد العبيدلي في الشأن: دراستي هي في حقل العلوم الزراعية - تخصص الإنتاج الحيواني، ومن هنا فإني أقرأ الكتب المتعلقة بالثروة الحيوانية.

وأضاف: علاقتي قديمة مع القراءة، وفي جو أسرتنا نتبادل الكتب وبعد قراءتها نتناقش حولها. كما بين أنه أتجه أخيراً إلى قراءة الكتب المتعلقة بالمهارات الشخصية وتربية الأبناء، منها: كتاب »العادات السبعة«. ذلك إلى جانب مواصلته قراءة الكتب المتخصصة في مجال عمله.

أما إيمان الحمادي التي تتشارك مع زوجها حب القراءة، فتعود بذكرياتها إلى المرحلة الثانوية لتتحدث عن شغفها بالمطالعة قائلة: في تلك الأيام التي تعود للعام 1994، لم تكن شبكة الإنترنت منتشرة كما في الوقت الحالي، ولم يكن لدينا مصدر للمعرفة إلا معارض الكتب التي تنظم بين فترة وأخرى..

ومنها كنت أحصل على الكتب التي أقرأها. وأضافت: قرأت الكثير من الكتب في تخصصات مختلفة، وربما هذا ما جعلني اختار أن أتخصص في دراستي الجامعية في مجال »العلوم والجيولوجيا« وهو مجال بعيد عن خيارات من هن من جيلي.

وحين تمتد الذاكرة أكثر إلى البدايات، تتذكر إيمان علاقتها مع سلسلة »المكتبة الخضراء«، وعنها قالت: كنت أجمعها على الدوام. وحتى أني عملت منها مجلداً، وكذلك الأمر بالنسبة لمجلة »ماجد«.

وأشارت إلى أنها كانت تستفيد من هذه المراجع في دروس اللغة العربية والعلوم. ولفتت إيمان إلى وجود العديد من الموسوعات لديها التي لا تمانع بإعارتها للمقربين، بشرط أن ترد إليها بعد الاستفادة منها، مؤكدة أهمية تبادل الكتب في نقل المعرفة.

ميول

راشد علي العبيدلي (طالب في الصف الثالث الابتدائي)، والذي يعيش في عوالم القصص الطفولية، منها القصص الصادرة عن »المكتبة الخضراء«، قال: آخر قصة قرأتها هي »الراعي الكذاب« ولخصتها لأقدمها فيما بعد خلال عرض خاص أمام زملائي. وأود الإشارة هنا إلى أن القراءة تجعلني أكثر قدرة على التعبير.

وقال خالد علي العبيدلي (الطالب في الصف الثاني الإعدادي- والعضو في نادي الجزيرة الرياضي): إن القراءة تنمي إمكانات اللغة التي أملكها وأستخدمها في أحاديثي مع الآخرين. واللغة ليست المهارة الوحيدة التي تمنحها القراءة لخالد، إنما تفتح له أبواباً لتلك العوالم التي يحبها. وفي الخصوص قال: أقرا كل المواضيع والتحليلات التي تتحدث عن كرة القدم، وأتابع المجلات الرياضية والصفحات الرياضية المنشورة في الصحف اليومية.

أما نورة علي العبيدلي( الصف الثالث الإعدادي )، فحصدت ثمار علاقتها بالقراءة باكراً. إذ قالت: حصلت على الجائزة الأولى في مهرجان الشارقة للقراءة عندما كنت في الصف الرابع الإبتدائي، وذلك لقراءة وتلخيص عشرين قصة.

وتابعت نورة التي تملك القدرة على الخطابة: عادة ما أنوّع في قراءاتي ما بين اللغتين العربية والانجليزية. وذكرت نورة عنواني آخر كتابين قرأتهما: رواية »وتين« لمؤلفها مشاري بودريد، كتاب باللغة الانجليزية بعنوان »ذي فولت إن أور ستارز«: »the fault in our stars«.

ضرورة

عن تجربة الأبناء مع القراءة، قالت والدتهم إيمان الحمادي: أضع بين يدي الأولاد، الكتب التي يمكن أن تجذبهم إلى القراءة، فمن غير المعقول أن أجبرهم على قراءة، مواضيع لا يحبونها. وشددت على أن الأم هي الأساس في جعل أبنائها يميلون إلى القراءة.

وقالت: يجب أن يعرف الأطفال كيف يمكن أن يستثمروا وقتهم بشيء مفيد بعيداً عن مشاهدة التلفزيون. كما شددت على أنها ترى القراءة مسؤولية مجتمعية، يجب من خلالها حث الأجيال على إدراك أهمية القراءة لأجل البناء في المستقبل. الكتب الورقية

الكتب الورقية لا تزال الأقرب إلى نفس وعقل إيمان الحمادي، وحكت عن شغفها هذا قائلة: لدي علاقة مع الكتاب الورقي لا يمكن أن تنتهي. فرائحة الورق تخلق علاقة جميلة.

هناك مجموعة من الكتب الإلكترونية التي تعجبني، موجودة في مواقع عديدة، اضطر إلى أن أقرأها على الجهاز بعد أن أخزنها لدي»أنزلها« من الموقع..وهي الكتب العلمية التي لا تتوافر عادة ورقياً، خاصة تلك الكتب التي تساعدني في دراستي حالياً للحصول على الماجستير في إدارة الأعمال.

مؤلفات مفضلة

تلقت العائلة إهداءات متنوعة من الكتب، منها، كما قالت إيمان الحمادي: »الأطلس البحري لإمارة أبوظبي«، والذي تحتفظ به على حامل خاص في المجلس. وأضافت: يعكس الكتاب التنوع البيئي لإمارة أبوظبي بالكلمة والصورة. إنه من الكتب التي قرأتها أخيراً، وأعجبت بها كونه يؤكد أهمية الحفاظ على البيئة التي نعيش فيها.

ويضم الكتاب، كما ذكرت الحمادي، 12 فصلاً، منها: »برنامج الأطلس البحري«. كما يتناول في فصوله: »الوضعية الجغرافية لإمارة أبوظبي« و»الشعاب المرجانية«..والكثير غير ذلك.

وأشارت إيمان الحمادي إلى أن آخر كتاب قرأته:»قانون الجذب«، من تأليف مايكل جيه لوسيير. ووضحت أنه يتعلم معه القارئ، بلغة سهلة، كيف ينتقي ما يجذبه. وقالت: أساليب الكاتب في هذ العمل، أكثر من مجرد عبارات تشجيع إيجابية، كما أن المادة التي يشتمل عليها الكتاب، عملية ويسهل استيعابها، ورغم بساطتها الشديدة، إلا أنها قوية جداً.

دعوة

رأت إيمان الحمادي في مبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، »2016..عام القراءة«، دعوة للاستمرار بالقراءة خارج المنهاج المدرسي، وهذا الأمر، برأيها، مسؤولية كل أم وأب، ومسؤولية تعيها الجهات الحكومية التي تنظم فعاليات تشجع على القراءة.

مصادر عديدة شكلت ركيزة تكوين مكتبة المنزل

مؤلفات متنوعة في العلم والفكر والأدب

حرص على تعويد الأطفال استثمار أوقاتهم في المطالعة

القراءة قاعدة البناء و مسؤولية مجتمعية

مختارات

 

Email