يدعم المشروع الثقافي في الإمارات بمبادرات شخصية

محمد بن جرش: «مكتبة اقرأ» أول المشوار

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

على قدمٍ وساق، تعمل الامارات من اجل إنجاح مشروعها الثقافي، الذي سيتوج 2016 عاماً للقراءة بامتياز، يساندها أبناؤها بكل إخلاص ووفاء، وبكل حماس لمعانقة مستقبل مشرق، ينير سماءه الكتاب، وتنبعث من بين ثناياه أطياف المعرفة.

مبادرات شخصية كثيرة لفتت الأنظار، وأكدت على دور المثقف في دعم المشروع الثقافي للدولة، منها «مكتبة اقرأ» التي ابتكرها الكاتب والباحث محمد حمدان بن جرش، مدير عام المدينة الجامعية بالشارقة سابقاً، وقام بتوزيعها وإهدائها لعدد من المدارس والمراكز الثقافية، بهدف جذب أنظار الأطفال والكبار وتوجيهها نحو حب القراءة، معتبراً إياها خطوة أولى في مشوار الألف ميل.

«البيان» تواصلت مع محمد بن جرش، ليؤكد بأن فكرة تصميم المكتبة راودته في نهاية معرض الشارقة الدولي للكتاب في عام 2014، مشيراً إلى أن مشروعه «اقرأ» غير ربحي، والهدف منه التأكيد على دور المثقف الإيجابي في ابتكار أشياء جديدة لغرس عادة القراءة في نفوس الأطفال، لتصبح غذاء العقل والروح.

60 مكتبة

وعن خطوات مشروعه، قال: وزعتُ حتى الآن أكثر من 60 مكتبة على المراكز الثقافية التابعة لوزارة الثقافة وتنمية المعرفة، والمدارس والمستشفيات، وصاحَب توزيع المكتبة تقديم ورش حول حب القراءة انطلاقاً من التساؤلات التالية: ماذا ولماذا وكيف ومتى وأين أقرأ. لأن القراءة هي تأمل الحياة والذات معاً.

وتُعد «مكتبة اقرأ» مشروع بن جرش الشخصي، ورسالة تعكس دور المثقف في دعم العملية الثقافية في بلده، وعن مبادراته الأخرى قال: من خلال علاقتي مع الطلاب والطالبات الجامعيين، تعرفت على أقلام أدبية شابة واعدة، وسعيتُ جاهداً لوضعها على عتبة الكتابة والنشر، ومن خلال زياراتي لمعارض الكتاب، أتواصل مع دور النشر وأتعرف على احتياجاتها، وأسعى لتوصيل صوت المبدع الإماراتي، وتسهيل التواصل بين الطرفين، وقد فوجئت بمدى اهتمام دور النشر العربية بالتعاون مع الإبداعات الإماراتية، وهذا يدل على قدرة الكاتب الإماراتي على تقديم محتوى قوي ومنافس.

الاهتمام بالمعرفة

ولفت بن جرش إلى أن أجمل لحظات العمر هي التي نقضيها مع الكتاب ونرتشف المعلومات التي تطفو على سطحه، مؤكداً أن طلبة الامارات محظوظون لأنهم في دولة تعلي من شأن المعرفة وتهتم ببناء ثقافة الأجيال، من خلال اهتمام حكامنا واهتمامهم بالمعرفة في ظل ما نراه من فعاليات تثري هذا الجانب، وقال: ما نراه على أرض الواقع خير دليل على أننا في دولة تسعى جاهدة لجعل القراءة عادة يومية، فالبرامج والأنشطة الثقافية ومعارض الكتب، وكتب الأطفال واليافعين، والمعرض القرائي وغيرها من فعاليات مصاحبة وندوات تقام في دولتنا، تركز على تشجيع القراءة وكيفية تحفيز الطفل على حب المطالعة، والبحث عن المعلومة وكلها جهود تسعى لرفع ثقافة الطفل لأنه قائد الغد.

طفولة

وعاد بن جرش إلى الوراء، مسترجعاً مرحلة الطفولة، وقال: في طفولتنا كنا نتعلم كيف نقرأ، واليوم أصبحنا نقرأ لنتعلم ونبحث عن المعلومات والمعارف المفيدة، فالقراءة غذاء العقل والروح، وفيها تكمن السعادة والحياة، وقال: عندما نغرس في نفوس الأبناء حب القراءة، سينمو ويكبر، وتكون ثماره جيل واع ومثقف، لديه المناعة ضد الغزو الثقافي، ليستطيع الصمود أمام موجات الجهل، ويمتلك القدرة على الإبداع والمساهمة في الحفاظ على إنجازات الوطن والذود عنه بسلاح العقل، فتصبح القراءة أسلوب حياة، وعلاقة عشق ما بين الطفل والكتاب منذ نعومة أظفاره.

فخر وانتماء

عبَّر محمد بن جرش عن فخره لانتمائه إلى دولة نجحت في لفت أنظار العالم بمبادراتها ومشروعاتها وابتكاراتها في مختلف المجالات، لافتاً إلى أن مبادراتها الثقافية ومعارض الكتاب فيها حققت سمعة عالمية متميزة، لتصبح محطة ثقافية تجمع العالم في حضرة الكتاب.

Email