سارة المجنونة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قطرات من الدم.. زجاج متكسر.. وآثار تدل على أقدام تتجه للداخل، تبعها أحمد ولم يدرك أن العواقب وخيمة، آثار الدم تدل على وجود شخص ما خلف الباب، وكلما اقترب أحمد من الباب سمع أنفاساً متقطعة...

سارع لفتح الباب رغم الخوف الذي افترس أحاسيسه، وجد أحمد صديقه طارق ممدداً على الأرض والدماء تسيل منه.

- طارق !! ماذا أصابك، من الذي فعلك بك هذا؟؟!!

- سارة الم..ج..نو..نه!

سارة المجنونة، هي آخر كلمة لفظها طارق، تاركاً خلفه علامات مبهمة وحقيقة ضائعة، ( سارة المجنونة) من عساها تكون؟!.. أخذ أحمد يبكي بكاء الأطفال وهو يحتضن صديق عمره، رغم محاولاته في إسعاف صديق عمره إلا أن محاولاته باءت بالفشل.

نهاية تختبئ خلفها قصة، لم يعلم عنها أحمد، مما جعله يشعر بالحزن الشديد ظناً منه أنه لم يكن المقرب من طارق كما كان يعتقد.

أحمد( حديث نفس): هل كنت بعيداً لهذا الحد عنك يا طارق، كي لا أدرك مقصد كلامك؟ لماذا يا طارق؟! لقد ترعرعنا سوياً، حتى كبرنا، ونكاد لقوة علاقتنا أن نكون شخصاً واحداً، ولكن للأسف يا صديق عمري! كان هذا في اعتقادي وحدي..

وبعد ثلاثة أيام من التحقيقات والبحث في الجريمة تم التوصل إلى أول أمر قد يعرفهم بالقاتل، إذ وجدت رسائل نصية بهاتف طارق المحمول من جهة تم تخزين الاسم على هيئة رموز يتوسطها حرف ( س) بالإنجليزية، مما أثار الجدل من قبل رجال الأمن، واستعان رجال الأمن بأحمد الصديق المقرب لطارق.

الشرطي: هل لكم أصدقاء تبدأ أسماؤهم بحرف (السين) ؟!

أحمد: سين! سين؟!..

أخذ أحمد يفكر متذكراً (سارة المجنونة)... وهو آخر ما تلفظ به صديقه قبل وفاته بلحظات.

أحمد: إنها (سارة المجنونة).!!

الشرطي: سارة المجنونة! ومن عساها تكون ؟!

أحمد: لا أعلم.. فقط كما ذكرت لكم سابقاً، الاسم الذي لفظه صديقي قبل أن يموت هو (سارة المجنونة).

الشرطي: هلا نظرت للرسائل؟.. لربما تصل إلى أمر يساعدنا في الوصول إلى الحقيقة.

نظر أحمد إلى الرسائل، ليرى قصة صديقه المغرم، وفتاته التي خبأ حكايتها، أحبها إلى درجة أنه أبعد كل ما يدل عليها أمام القريب قبل البعيد، لتبقى من أحبها في مملكة قلبه وحدها.

رسالة تلو رسالة، بين طارق ونصفه الآخر، يكتشف عبرها أحمد قصة صديقه الخفية ومن تكون (سارة المجنونة). إلى أن توصل لحوار منصوص بين طارق وسارة المجنونة.

سارة المجنونة: اسمي سارة.. وتنعتني أمي بالمجنونة!!

طارق: مجنونة...؟! وهل أنتِ حقاً مجنونة.

سارة: لا.. أيعقل!.. ولكن لي طباع مجنونة.. هذا لأني دائماً أمازح عائلتي بفعل أمور جنونية تجعلهم يوبخونني عليها..

طارق: أحس بأن هناك طفلاً صغيراً يسكن بداخلك...

رسالة تلو رسالة تعبر عن وجود فتاة، أسرت قلب طارق، ذاك الشاب الهادئ الطباع، يقضي أغلب أوقاته مع صديقه أحمد، الذي تمزقت أعماقه من الألم حزناً على فراقه.

الشرطي: هل توصلت لأمر يفيدنا بالقضية.

أحمد: أجل.. هناك علاقة تربط صديقي طارق بفتاة!!

الشرطي: العلاقات العاطفية منتشرة بين محيط الشباب.. وما الغرابة في ذلك ؟!

أحمد: ما من غرابة بانتشار هذا الأمر، الغرابة في أن يكون طارق ذاك الشاب المغرم !

استمر التحقيق، والبحث في القضية، وسارة المجنونة لم يتم التوصل إليها، لأن التحقيقات أشارت إلى أن رقم الهاتف باسم طارق وهو مقطوع منذ قرابة شهر، والذي قام بقطع الخط طارق نفسه.

ومع البحث في تفاصيل حياة طارق، شاءت الأقدار أن تضع أمامهم ما يدلهم على سارة المجنونة، تم العثور على بطاقة دعوة زفاف، تحمل اسم سارة وموعد زواجها الذي تم منذ عدة أيام.

تم التعرف على هويتها وهوية من أصبح زوجاً لها، واتضح أنها تعيش في منطقة ريفية تبعد ساعات من منطقة سكن طارق، تمت مخاطبة الجهات الأمنية في تلك المنطقة، ليكتشف رجال الأمن أن سارة المجنونة هي تلك الزوجة التي قتلها زوجها منذ أيام بعد اكتشاف علاقتها برجل آخر.

* أديبة وإعلامية إماراتية

Email