إقبال كبير على فعاليات «أبوظبي للكتاب»

«أم الإمارات» في المعرض بمآثرها السمحة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

محاضرات وندوات ومعارض فنية وعروض سينمائية وعروض مختلف، إلى جانب الكتب المتاحة للجمهور لدى 1260 عارضاً، من 63 دولة، حركة يومية تتواصل ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يستمر لغاية 3 مايو المقبل في مركز أبوظبي الدولي للمعارض، حيث شهد اليوم الثاني إقبالاً متزايداً من الجمهور وضيوف الدولة في ظل اهتمام ملحوظ من وسائل الإعلام، الأمر الذي بدا واضحاً في أروقته، وأجنحة دور النشر المزدحمة بالمشترين لأنواع الكتب، التي حوت صنوفاً عديدة من مجالات المعرفة.

وضمن البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض وفي محاضرة بعنوان «سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) صانعة النهضة النسائية ورائدتها» استعرض الدكتور علاء نورس المتخصص في تاريخ الخليج، مآثر«أم الإمارات»، وذلك مساء أول من أمس في جناح مؤسسة بحر الثقافة، بحضور عدد من الشيخات.

دور ريادي:

وصف الدكتور علاء نورس«أم الإمارات» بأنها شخصية فذة. وقال: يكتسب الحديث عن الدور الريادي الذي تمارسه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على مدى أكثر من أربعة عقود، أهميتها وخصوصيتها.

وأضاف: تحققت برؤيتها الثاقبة وعزيمتها وإرادتها، إنجازات وتحولات مهمة وأساسية كانت الجانب المتميز الآخر من مسيرة الإمارات الظافرة. وذكر أنه في خضم هذا التغيير والتطلع لبلوغ الأهداف كان لا بد من أفعال إجرائية فأطلقت سموها حملة واسعة لمحو الأمية وطالبت بضرورة تعليم المرأة.

وأشار إلى أنه في العام 2007 أصدر كتاباً عن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وهو وثائقي في كل تفاصيله. تابع فيه مسيرتها منذ العام 1960 باعتبارها الوجه الآخر لمسيرة الإمارات الظافرة، مستشهداً بقول، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: «إن الشيخة فاطمة انتزعت أهدافي وأفكاري وحولتها إلى برامج ناجحة في كل الميادين».

نهضة التعليم:

نوه نورس بأنه إذ لم نربط الحاضر بالماضي فستسقط حلقة الوصل، وأوضح: إن سمو الشيخة فاطمة عاشت في ستينيات القرن الماضي بكل ما فيه من صعاب. وأول مطبوعة كتبت عن تلك المرحلة كانت مجلة العربي التي كانت ترسل مبعوثاً إلى الدول الخليجية لتصدر بعض المطبوعات.

وأضاف المطبوعة كانت بعنوان «اعرف وطنك» وجاء إلى الإمارات سليم زبار الذي وضع كتاباً بعنوان «كنت شاهداً» ومنه يمكن معرفة البيئة التي كانت محيطة بسمو الشيخة فاطمة في ذلك الوقت لنقارن بين الماضي والحاضر، مشيراً إلى أسس النهضة التي عملت عليها والتي كان أولها كما قال النهضة التعليمية.

وقالت سمو الشيخة فاطمة في هذا المجال «الأمية هي العقبة الأولى في تأسيس كيان الدولة» و«التعليم يفتح أبواب الحاضر والمستقبل»، كما استشهد بقول آخر لها وهو «لعل أهم إنجاز تحقق للفتاة على الإطلاق هو انطلاقها في تحصيل العلم، حيث لم يعد تعليم الفتاة موضوعاً للمناقشة، إننا نضع نصب أعيننا أن التعليم كالماء والهواء حق لكل إنسان على أرض بلادنا، لا فرق في ذلك بين رجل وامرأة».

إنجازات:

قال علاء نورس: إن سمو الشيخة فاطمة كانت تضع الاستراتيجيات وتتابعها، ولا يوجد عام منذ الستينيات إلى الآن، إلا وهناك إنجاز يحسب للشيخة فاطمة، سواء تكريم أو إحداث جائزة أو رعاية إنسانية، ورأى أن كل هذا انعكس على تطور المرأة الإماراتية وأسهم في تحقيق قفزات تسابق فيها الزمن.

وذكر نورس أنها في العام 1873 أسست مرتكزات العمل النسائي لمحو الأمية وفي العام 1975 أسست الاتحاد النسائي العام، وفي العام 2003 مؤسسة التنمية الأسرية، وفي العام 2006 استراتيجية المسنين، وكانت الشيخة فاطمة تضع الخطة وتضع الإجراء.

وقال: أنتجت الكثير بالنسبة للمرأة على مستوى العالم الذي قدمت له في كل الكوارث أو النكبات ما يدل على أنها شخصية تتمتع بالنبل والإيثار تعطس ولا تتردد.

وأشار نورس إلى أن كل المنظمات الأمم المتحدة كرمت سمو الشيخة فاطمة لما قدمته للعالم.

واختتم بالتأكيد، إن«أم الإمارات» وضوح في الرؤية وبلوغ في الأهداف، إنجازات شاخصة ناطقة، ومواقف خالدة.

 

إلتزام

استعراض مواكبة «بحر الثقافة» لعام القراءة   

بمناسبة انطلاق فعاليات مؤسسة بحر الثقافة، قالت الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان في كلمتها، التي ألقتها نيابة عنها الشيخة شيخة بنت محمد بن خالد آل نهيان مساء أول من أمس، في جناح مؤسسة بحر الثقافة: نحتفي اليوم ببرنامج ثقافي، نهدف من خلاله لتقديم كل ما من شأنه إعلاء شأن الثقافة والمثقفين محلياً وإقليماً.

وأوضحت: إذ تزامنت دورة هذا العام مع احتفالات الدولة بعام القراءة، جاءت جهودنا في بحر الثقافة مضاعفة، فنظمنا برنامج فعاليات ثري ومتنوع، نستضيف فيه شخصيات رائدة تركت بصمتها الواضحة في العمل الثقافي والفكري والإعلامي. وأضافت: وضعنا في «بحر الثقافة» نصب أعيننا أهدافاً سامية لا نحيد عنها بالاقتداء بمن سبقنا في البذل والعطاء، فاشتغلنا، بما ينسجم مع توجيهات القيادة الرشيدة بتخصيص العام 2016 عاماً للقراءة.

وأوضحت الشيخة روضة بنت محمد: قدمنا مع عضوات المؤسسة العديد من المبادرات والمساهمات مثل التبرع بالكتب لمؤسسات مجتمعية مختلفة، وتخصيص جوائز في البحث العلمي والجمالي والأدبي وتكريم الإماراتيين في مجالات مختلفة، والتأسيس لموسوعة الإمارات للمعايير القياسية وغيرها.

وقالت: نحمل في بحر الثقافة مسؤوليتنا تجاه المجتمع والثقافة والمرأة الباحثة عن المعرفة، وما قدمته المؤسسة حتى الآن جدير بالتقدير، وجدير أيضاً أن نحافظ عليه.

 

من فعاليات اليوم

نموذج التسامح في دولة الإمارات /5.30 عصراً/ مؤسسة بحر الثقافة.

هل نحن بحاجة إلى ابن رشد / 5.45 عصراً/ منبر ابن رشد

الرويات البوليسية / 6.30 مساء / مجلس الحوار

أمسية شعرية / 7.30 / مجلس الحوار

محور

قال الدكتور نورس كانت المرأة المحور الرئيس في هندسة عملية البناء الاجتماعي والسياسي وقامت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، المسيرة بجهد دؤوب وإقدام وثبات، فكانت الإنجازات أسرع من مدتها الزمنية، وكانت المواقف الإنسانية أشمل في تنوعها وتعددها.

الأرشيف الوطني يحتفي بتوقيع أحدث إصداراته «في قلب الصحراء»  

أطلق الأرشيف الوطني لدولة الإمارات أحدث إصداراته كتاب (في قلب الصحراء) في ركن التوقيع بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب2016، بحضور الدكتور عبدالله الريس مدير عام الأرشيف الوطني، وقام المؤلف مايكل كوينتين مورتون بتوقيع كتابه، الذي أصدره الأرشيف الوطني حديثاً.

توثيق:

قدم الريس للحاضرين تعريفاً بالكتاب، فأوضح أن تاريخ دولة الإمارات ومنطقة الخليج عامة يستدعي توثيقاً شاملاً، وهذا هو دور الأرشيف الوطني، الذي يحتفظ بعدد كبير من الوثائق التاريخية، التي من شأنها توثيق ذاكرة الوطن، وكتابة التاريخ بتفاصيله، وفي هذه الالتفاتة من الأرشيف الوطني استكمال لدوره الأساسي في حفظ ذاكرة الوطن وتوثيقها، ثم قال الريس عن النقلة التي شهدتها البلاد وأوضح: إن كتاب (في قلب الصحراء) توثيق –حرص عليه الأرشيف الوطني- لما فيه من دقة في تصوير واقع الحياة قبل -ظهور النفط- بمختلف جوانبها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ليس في دولة الإمارات فحسب وإنما في جميع دول الخليج العربية.

قلب الصحراء

تبدأ أحداث الكتاب في فبراير عام 1954 حين رست سفن شركة نفط العراق، بعد أن ظلت شبه الجزيرة العربية موقعاً قلما اهتم الجيولوجيون به حتى عشرينيات القرن الماضي. وكان أول اكتشاف نفطي ذلك الذي تم في جزيرة «عوالي» البحرينية عام 1932م.

بدأ والد المؤلف رحلته الاستكشافية عبر الشرق الأوسط عام 1945م، وكان يعمل مع الجيولوجيين والمساحين، وضباط الاتصال السياسيين وكان يحظى بدعم من شركة نفط العراق، وبعد ربع قرن أكمل مايك رحلته عندما زار الطرف الشمالي الأقصى لشبه الجزيرة العربية بصفته قائداً لبعثة الجمعية الجغرافية الملكية إلى شبه جزيرة مسندم.

وزع الكتاب على 19 فصلاً منها «بابا كركر» و«هبوب الرياح الباردة» و«المدينة المقدسة» وغيرها من الفصول التي يستعرض فيها رحلات عدة في دول عربية منها اليمن وسوريا وقطر وعمان.

نادي تراث الإمارات يعرض عشرات العناوين

شهد جناح نادي تراث الإمارات المشارك في المعرض، إقبالاً جماهيرياً، وتفاعلاً كبيراً من مختلف زوار المعرض، وبين الدكتور راشد أحمد المزروعي مدير مركز زايد للدراسات والبحوث أن النادي يشارك في الدورة الحالية بعشرات العناوين من الإصدارات الثقافية التراثية، والكتب المُحققة في جوانب التراث الأدبي والشعري والحياة الشعبية والمؤلفات الموسوعية، إضافة إلى العديد من الدواوين لشعراء من الإمارات، وأعداد مجلة تراث الشهرية.

مشيراً إلى أن ثمة عدداً من الإصدارات الجديدة المتنوعة لمركز زايد للدراسات والبحوث، والتي يعرضها النادي للقارئ عبر المعرض لأول مرة، منها ستة دواوين شعرية من إعداد الدكتور نفسه وتحقيقه، هي ديوان ابن قطامي، وديوان ابن مترف، وديوان ابن مهيلة، وديوان ابن معضد، وديوان الدهماني، وديوان «نسيم الخليج» للشاعر علي بن رحمة الشامسي، إضافة إلى ثلاثة كتب لباحثات من المركز، هي؛ كتاب «البنية التحتية في إمارة أبوظبي خلال الستينيات» لفاطمة المنصوري، وكتاب «علاقة أبوظبي مع جيرانها خلال حكم الشيخ حمدان بن زايد الأول» لموزة الدرعي، وكتاب «دراسات في التاريخ الاجتماعي لإمارة أبوظبي» لشمسة الظاهري، إلى جانب كتاب «أبوظبي.. تاريخ في صور»، بالتعاون مع شركة أدكو.

Email