صحافية شغوفة بالاعترافات وكشف الغموض وجمع الأدلة الوثائقية

البيلاروسية «ألكسيفيتش» تحوز نوبل للآداب

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت الأكاديمية السويدية المانحة لجوائز نوبل أمس فوز الأديبة سفيتلانا ألكسيفيتش من روسيا البيضاء بجائزة نوبل للآداب من بين 220 مرشحا هذا العام 2015، وذلك تقديراً لـ «كتاباتها متعددة الأصوات التي تمثل معلما للمعاناة والشجاعة في زماننا».

 ولقد جاء فوز سفيتلانا ألكسيفيتش مفاجئا للاوساط الثقافية التي تضعها ضمن قائمة المرشحين الأوفر حظا اطلاقا، بل كانت ضمن ترشيحات الجارديان قد شملت عددا من الأدباء هم الياباني هاروكي موراكامي وكل من الكاتبة والصحفية البيلاروسية سفيتلانا أليكسيفيتش، الكاتب النرويجي نجوجي واثيونج، والكاتبة الأمريكية جويس كارول اوتس، والروائي الأمريكي فيليب روث، والشاعر الكوري الجنوبي كو أون، والكاتب النمساوي بيتر هانديك، والكاتب الأيرلندي جون بانفيل، والكاتبة المصرية نوال السعداوي.

 وساد اعتقاد على نطاق واسع أن تطون الجائزة هذه المرة من نصيب القارة السمراء، حيث كانت هناك مجموعة الأسماء الإفريقية مرشّحة بقوة ويتم تداولها خلف الكواليس، وتضمّ من إفريقيا كلا من الكيني نغوغي ثيونغ والصومالي نور الدين فرح والنيجيري بن أوكري. وكان قد فاز بالجائزة العام الماضي الكاتب الفرنسي باتريك موديانو.

وتصل قيمة الجائزة نوبل للآداب هذا العام إلى ثمانية ملايين كرونة (972 ألف دولار).

 صحافية

 ونقلت مواقع الكترونية معنية بالشأن الثقافي أمس مبررات موضوعية لمنح الاديبة البيلاروسية الجائزة الأهم على مستوى العالم، حيث رأت الأكاديمية السويدية فيها خياراً مثالياً هذا العام للحصول على جائزة نوبل، أولًا لكونها امرأة، ثم لأن لجنة التحكيم كانت أمام اختيارين إما أن تكافئ كاتبًا لا يمكن الاشتباه بأنه يعمل فى السياسة، وإما مؤلفًا ملتزمًا سياسيًّا دون أن يكون هذا الالتزام موضع جدل فى العالم الغربي، والبيلاروسية سفيتلانا هي أكثر المرشحين مناسبة بناء على ذلك.

وتعمل «سفيتلانا» في مجال التحقيقات الصحافية لحبها سماع ورؤية العالم من أقرب نقطة ممكنة، كما تعرف نفسها، فهي شغوفة بالاعترافات وكشف الغموض وجمع الأدلة الوثائقية لعملها الصحافى ولقصصها؛ ما يجعلها أقرب للواقعية، كما أنها شاهد على المعاناة والشجاعة في عصرنا.

وترتبط روايات سفيتلانا بعملها كصحافية مشغولة بتصوير الحياة والحرب خلال الاتحاد السوفيتي وبعده، ومن أهم رواياتها «أصوات من تشرنوبل»، و«أولاد زنكي»، و«وجه غير أنثوي للحرب».

 مهارات

واستخدمت أليكسيفيتش، البالغة من العمر 67 عاما، مهاراتها في خلق تأريخ أدبي للمآسي الكبيرة التي واجهها الاتحاد السوفييتي وانهياره، مثل الحرب العالمية الثانية والحرب السوفييتية في أفغانستان وكارثة تشرنوبل النووية وحالات الانتحار التي نجمت عن موت الشيوعية، وفقا لما ذكرته وكالة «الأسوشيتد برس».

 وكانت الكاتبة البيلاروسية نشرت أول رواية لها عام 1985، معتمدة فيها على روايات لم يسبق سردها لنساء خضن القتال ضد ألمانيا النازية.

 وقد بيع من هذه الرواية التي حملت عنوان «الوجه غير الأنثوي للحرب»، أكثر من مليون نسخة، بينما تم توزيع ونشر رواياتها في 19 دولة.وإلى جانب الرواية، وضعت أليكسيفيتش 3 مسرحيات، بالإضافة إلى سيناريوهات لواحد وعشرين فيلما وثائقيا.

 شروط

 تُسلّم جوائز نوبل في احتفال رسمي في العاشر من ديسمبر من كل عام .لا يتم الترشيح للجائزة إلا لأشخاص على قيد الحياة.

وحق الترشيح يكون الحاصلين على الجائزة من قبل، وبالنسبة لجائزة الآداب فيمكن تقديم اقتراحات الترشيح من قبل أساتذة الآداب والبحث اللغوي وأعضاء الأكاديمية السويدية والهيئات المشابهة ورئيس رابطة الكُتاب الممثلة.

Email