21 فناناً وفنانة تتميز أعمالهم بتجربة نوعية ناضجة

«تباشير» واحة إبداعات التشكيليين السعوديين في دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يمكن لعشاق فن التشكيل الحديث، ذي القيمة النوعية، أو المعنيين بالتعرف على مشهد الحركة الفنية في السعودية وخصوصية التجربة الثرية لنسبة كبيرة من فنانيهم الذين علموا نفسهم بنفسهم الفن أو درسوا في الخارج، زيارة الجزء الأول من المعرض التشكيلي الجماعي «تباشير» في غاليري «كيوب آرتس» بقرية البوابة في مركز دبي المالي العالمي.

ويشكل المعرض الذي ينظم بالتعاون مع المركز السعودي للفنون التشكيلية في جدة، واحة إبداعات تضم لوحات 21 فناناً وفنانة يمثلون مختلف التيارات الفنية من الكلاسيكية الحديثة إلى التجريدية، لتعكس أعمالهم بالمجمل، بصمة وقيمة فنية نوعية، ستشكل قريباً عامل جذب جديد للمقتنين المعنيين بفنون منطقة الشرق الأوسط.

ولا بد من الإشارة قبل تناول الأعمال الفنية في المعرض، الذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري، إلى ثراء ونضج المشهد الفني في المملكة العربية السعودية، وإن اعتبر حديثا نسبياً في حسبة التاريخ، ليسجل المعنيون بتاريخه، بدايات نشأته في الخمسينات والستينات من القرن الماضي.

رؤية محلية

تعكس الجولة الأولى في المعرض، الذي يضم أكثر من عمل لغالبية المشاركين، ما يمتلكه هؤلاء الفنانون من قدرات ومهارات فنية لا تقتصر على إتقان وإجادة الرسم، بل تتجاوزه إلى التمرس في المدارس الفنية الحديثة كالتكعيبية والانطباعية والتعبيرية، التي تماهت عبر نضج تجربتهم بأسلوبهم الخاص ورؤيتهم لبيئتهم المحلية والإنسانية والتاريخية.

وتنقل لوحات كل فنان، الزائر خلال جولته إلى أجواء فريدة ترتبط بعوالم الفنان نفسه، دون سواه، لتبدأ الجولة مع اللوحات الأربع للتشكيلي الراحل محمد سيام، الذي غيبه الموت قبل أربع سنوات بعد رحلة فنية تجاوزت 40 عاماً.

وتتجلى في أعماله المرسومة بالأبيض والأسود جماليات أسلوبه في التكعيبية القريبة من عوالم بيكاسو بالملمح العام، والبيئة المحلية بالخاص، والكونية بشمولية الطرح. وهذه اللوحات الأربع في المعرض هي الأخيرة المتوافرة في سوق الفن حيث اقتنيت أعماله جميعها، سواء من قبل المتاحف والمؤسسات الفنية أو المجموعات الخاصة بالمقتنين.

تكعيبية الشرقيات

ويتجه الزائر بعدها، إلى فن التكعيبية أمام لوحة «شرقيات» للتشكيلي محمد الأعجم - الذي طوع تجربته الفنية بعد حصوله على بكالوريوس الفنون الجميلة من إيطاليا، إذ يستحضر بأسلوبه الخاص في هذا التيار الفني، طبيعة بلده والحضارة العربية في النخل والأقواس المعمارية.

وتتجلى مهارته في علاقته مع النور وتركيب الألوان الترابية النقية حتى في تداخلها وتراكبها، والتي تحمل درجة من الشفافية تسمح للنور بالعبور، ولتساهم تقاطعات الخطوط في إغناء اللوحة بقيمة نوعية من الجماليات التي تتآلف معها الروح.

نور وألوان

كما يكتنف الزائر للمعرض، إحساس بالبهجة والفرح قبالة لوحات عبدالله حمّاس، المسكونة بحيوية وإشراقة ألوان أعماله الثلاث، متوسطة الحجم، والتي لا يمل الزائر من التمعن والتأمل في ألوانها، لتكمن جمالية أسلوبه في التجريد التعبيري الذي يحمّله حكاية، يستلهمها إما من الطبيعة أو الإنسان، مترجماً في تكويناته ما أبدعته مخيلته بعفوية وبساطة، وبالتالي يتفاعل معها الزائر بتلقائية.

خصوصية

تقول التشكيلية السعودية منى القصبي، القيمة على المعرض والشريكة في الغاليري، عن الجزء الأول من «تباشير»: «تتسم أعمال الفنانين المشاركين برؤية فنية معاصرة تعكس العمق الفكري والبعد الثقافي الحضاري للمشاركين. هذه الانتقائية وجهود البحث عن المبدعين في المملكة، مسائل استغرقت منا أكثر من 6 أشهر. ويسعدنا مشاركة التشكيلية الأميرة هيفاء بنت عبدالله بن عبدالعزيز ».

Email