تيم ماكنتوش سميت: اليمن أصبح وطني ولا يمكنني الرحيل

لورنس العرب «المعاصر» في «دبي الدولي للكتاب»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 «اليمن أصبح وطني ولا يمكن الرحيل عنه بسبب الاضطرابات التي يعيشها. أنا لا أخاف على نفسي بل على مستقبل البلد». هذا ما قاله المستشرق البريطاني تيم ماكنتوش سميث، الملقب بـ«لورنس العرب المعاصر»، الذي حقق شهرة واسعة في إطار أدب الرحلات، في بداية لقائه مع «البيان» صباح أمس، في مقر مركز دبي الدولي للكتاب بمنطقة الشندغة التراثية.

وتحدث سميث في اللقاء عن استضافته من قبل المركز في برنامج «الكاتب المقيم»، وعن دوافع ارتباطه باليمن الذي لم يغادره بعد الاضطرابات، وأبرز المشاريع التي يعمل عليها على صعيد الأدب المترجم والبحوث التاريخية والرواية.

عبر الزمن

يصف مشاركته في برنامج «الكاتب المقيم» بقوله، «تتمثل مشاركتي خلال إقامتي لمدة أسبوعين في تنظيم برنامج من المحاضرات وورش العمل التي تعنى بالترجمة من العربية إلى الانجليزية وبالعكس على صعيد الشعر، والتي تستمر طيلة هذا الأسبوع.

وأتناول في ورشة الترجمة الأولى التي تستمر اليوم وغداً كيفية إيصال روح ومضامين الشعر وكلماته، لمن لا يعرف العربية. أما الورشة الثانية فتتمحور حول فن كتابة أدب الرحلات. إلى جانب حلقتي نقاش عن الرحالة ابن بطوطة، إحداهما بالعربية (في الفترة الصباحية)، والأخرى بالانجليزية (الفترة المسائية من يوم 24 يناير)، وهما بمثابة رحلة عبر الزمن ليعيش الحضور في أجواء المغامرات الفريدة لهذا الرحالة».

صنعاء القديمة

ينتقل سميث بعدها إلى تبيان دوافع إصراره على البقاء في اليمن، مقر إقامته، على الرغم من الاضطرابات الأمنية والخطر المحيط بالأجانب. ويقول: «أعيش في قلب مدينة صنعاء القديمة على تلة من معالم آثار مملكة سبأ منذ أكثر من 32 عاماً، فكيف لي أن أغادرها وأهلي وناسي فيها، كيف لي فراق ثلث قرن من حياتي. ولدي فيها الكثير من المسؤوليات التربوية الخاصة بالأطفال».

مغامرات «سنان»

ويقول عن مشاريعه الأدبية التي يعمل عليها حالياً: «انتهيت قبل وقت قصير من انجاز رواية بالانجليزية تعتمد على عنصر التشويق والإثارة، وتدور أحداثها في زمن ابن بطوطة. أما بطلها فهو سنان، العبد الذي وهبه أحد التجار لابن بطوطة في المغرب، قبل 15 سنة من بداية مغامرات سنان. ولا أزال في انتظار موافقة إحدى دور النشر التي تتردد في الموافقة عليها، بسبب الأشعار العربية الجزلة المترجمة التي تضمها الرواية».

قصص وأخبار

ويحكي عن مشاريعه في الأدب الواقعي قائلاً: «كما صدر لي أخيراً كتاب من جزأين، عن أدب الرحلة بعنوان (أخبار الصين والهند)، ليكون مصدر الجزء الأول مجهول التصنيف. أما الجزء الثاني فهو ما دونه أبو زيد السيرافي في العام الرابع الهجري، من قصص وأخبار النواخذة والتجار الذين سافروا إلى الصين والهند، ليُذكر في كتابه أول وصف للشاي والخزف.. وغيرها من التفاصيل. وبالطبع، سبق الكتابة جمع للمعلومات وبحوث متعددة».

مغامرة

ويصف سميث كتابه قيد الانجاز حالياً، قائلاً: «أكتب عن دور اللغة العربية عبر تاريخ البلدان العربية، واستغرق مني إعداد البحوث ما يقارب من أربع إلى خمس سنوات، والآن فقط، بدأت بالكتابة. وبالطبع حين أبدأ في الكتابة لا أعرف إلى أين ستقودني، ربما تأخذني إلى مسارات أبعد من ما خططت له. وتلك هي المغامرة الحقيقية».

عكس التيار

ما يستوقف في تجربة تيم ماكنتوش سميث، أنه يمثل نموذجاً يعاكس التيار في الزمن الراهن، حيث تعتبر الثقافة وإنتاج المعرفة والترجمة، مهنة يعيش ويتكسب منها المثقف، في حين اختار سميث الاكتفاء بأساسيات الحياة، ليمتلك وقته وحرية تحقيق أحلامه الأدبية التي يطمح إليها.

سيرة سميث

فاز المستشرق تيم ماكنتوش سميث «1961»، بجائزة توماس كوك عام 1998، التي تمنحها «دايلي تيليغراف» لأدب الرحلات، لكتبه عن اليمن. وكرس نفسه لتتبع رحلات ابن بطوطة في القرن ال14 بين قارات العالم، ووضع ثلاثة كتب عنها، ليعتبر بعدها مرجعية في إطار التراث التقليدي للبلدان التي زارها ابن بطوطة.

Email