يشارك في مهرجان الفنون الإسلامية بتكنيك مبتكر

هيرف غرومان يثير الدهشة بـ«سلسلة نقوش»

إبداعات هيرف غرومان تنبض بالحياةتصوير: خالد نوفل

ت + ت - الحجم الطبيعي

بجولة في متحف الشارقة للفنون، وتحديداً في معرض «فنون وعلوم» الذي يقدمه مهرجان الفنون الإسلامية، تستوقفك تلك الزاوية، بكل ما فيها من جمال وحياة ودقة وحرفية، تجمع بين المزج بالألوان، والتكنيك المبتكر والمتقن، لترى نفسك أمام «سلسلة نقوش»، تأخذك بجمال الفكرة من لوحة لأخرى، وبحرفيتها تثير بداخلك الفضول لتتعرف على التكنيك الذي تعتمده، لا سيما أنها توظف جميع ما حولنا في خدمة العمل الفني.

«البيان» التقت الفنان السويسري هيرف غرومان، صاحب زاوية «سلسلة نقوش»، الحائز على العديد من الجوائز الفنية كجائزة غوستاف بوتشيه، وجائزة مؤسسة إيرين دي لا ريمون، وجائزة ميريت أوبنهايم، وجائزة باتينو، للحديث عن مشاركته في مهرجان الفنون الإسلامية وعن تفاصيل أعماله، وعن ذلك قال: لهذا المعرض أهمية كبرى، حيث يجمع أهم الفنانين من مختلف الدول، ما يتيح فرصة الالتقاء بأعمال فنية مهمة، وتبادل الخبرات، ولهذا تأثير كبير على إثراء التجربة الفنية.

تكنيك

وعن التكنيك الذي يتبعه في أعماله الفنية التي شارك بها في معرض «فنون وعلوم» قال غرومان: أعتمد على التكرار كأساس في صنع سلسلة متوازنة، إذ تتكرر فيها الوحدة الفنية والزخرفية أكثر من مرة، ما يعطي شكلاً جمالياً ساحراً وجذاباً. وفي هذا المعرض أقدم عملاً تركيبياً معاصراً مكوناً من مواد عدة قمت بتجميعها، وتطويعها بشكل جمالي لتقديم لوحة مملوءة بالحياة بما فيها من ألوان وعناصر مختلفة.

وأشار غرومان إلى أن التقنية التي اتبعها في عمله التركيبي يمكن الوصول لها عن طريق استخدام برامج الكمبيوتر أيضاً، فمن خلال القطعة الأصلية التي تتكرر أكثر من مرة تتكون لوحة فنية جميلة. ولفت إلى أن الملتقي حين يرى صورة العمل التركيبي يتوقع للوهلة الأولى أنه عبارة عن صورة فوتوغرافية، وذلك لتناسق التكرار الفني بين القطع.

حرية

وعبر غرومان عن سعادته بالعمل على هذه اللوحة الفنية، وقال: قمت بتصميم هذا العمل التركيبي خصيصاً لمهرجان الفنون الإسلامية، وعملت عليه داخل المتحف، وأعطتني المساحة الكبيرة الحرية للعمل ضمن أجواء مملوءة بالفن، فأجنحة المعرض وتنوع الفنون ساعدتني في أن أنطلق بعملي لأصل في النهاية إلى هذا الشكل. وإلى جانب الأعمال التركيبية، قدم غرومان مجموعة من اللوحات الفنية المعتمدة على التصوير الفوتوغرافي.

ورغم اعتقاد البعض أن التقنية التي يتبعها هيرف غرومان في «سلسلة نقوش» سهلة لاعتمادها على التكرار، إلا أن ذلك ليس صحيحاً، فهي أكثر من مجرد «نسخ ولصق»، إذ أنها حرفة يدوية فنية تقليدية، يبني من خلالها غرومان تكويناته على أنها تركيبات مكانية، ويقوم بعد ذلك بتصويرها لاستخدامها كصور مؤطرة أو كورق حائط. وبالتدقيق في نقوشه، يلاحظ الملتقي أنها لم تأتِ بشكل عشوائي، بل توحد أنواعاً مختلفة تتميز بقواعد وتقييمات مختلفة، في إطار التقاليد الأوروبية.

القطعة الأولى

وتمتاز أعمال هيرف غرومان التركيبية بالتفاصيل الدقيقة، التي تستدعي تركيز المتلقي، وتجعله يقارن بين قطعة وأخرى، ليرى نفسه عاجزاً عن إيجاد اختلاف واحد بينها، ما يدل على دقة لا متناهية يمتلكها الفنان ويحترفها، وعن هذا قال غرومان: من القطعة الأولى أنطلق، فهي دليلي نحو القطعة الفنية المتكاملة، وهذا يستدعي مني التدقيق على المساحات والأحجام بحيث تتوحد في جميع القطع، ويرسم بالتالي الشكل النهائي للعمل الفني التركيبي. ولكل عمل تركيبي صورة فوتوغرافية تخلده، يستخدمها غرومان كخلفية لسطح المكتب، أو كورق حائط، ما يعطي الحياة للعمل الفني ويجعله جزءاً من الحياة اليومية.

دهشة

تثير أعمال هيرف غرومان دهشة المتلقي، فبعد النظرة الأولى يكتشف أن مواد وخامات غير جمالية تم توظيفها بشكل رائع بهدف تقديم عمل فني جميل جداً، ومن هذه المواد الأكواب البلاستيكية، وكرات التنس، والأسطوانات والأقراص المدمجة، وأوراق اللعب، والملاقط البلاستيكية، وألعاب الأطفال، وغيرها.

Email