الإمارات محور محاضرة احتضنتها جامعة هارفرد في بوسطن

إرادة دعم الثقافة لا توقفها تحديات المستقبل

جمال بن حويرب محاضراً في بوسطن من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظم مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفرد في بوسطن يوم الأربعاء 22 أكتوبر الجاري محاضرة بعنوان «الإمارات إرادة واضحة لدعم الثقافة أمام تحديات استشراف المستقبل» ألقاها جمال بن حويرب العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد حضرها عدد كبير من الأساتذة وطلبة الدراسات العليا والمهتمين بقضايا الشرق الأوسط.

تطرق بن حويرب في محاضرته لماضي الثقافة في الإمارات عبر اختياره ثلاث إمارات: أبوظبي ودبي والشارقة وتحدث عن الثقافة، وضعفها في ذلك الوقت حيث لم تكن إلا مظاهر بسيطة ليست بذات أهمية بسبب عدم وجود دعم واضح لها وانشغال الناس بتأمين لقمة العيش، إلا أنها ساهمت كثيراً في تأسيس قاعدة فأخرجت بعض المثقفين المعدودين الذين لم تتعد مشاركاتهم الثقافية قول الشعر وحفظ الأدب قليلاً وهم قلة نادرة.

ثم رصد المحاضر الانطلاقة الحقيقية للحراك الثقافي في الدولة بإعلان دولة الإمارات 1971 حيث تم تخصيص الميزانيات الكبرى لدعم الثقافة وانتشرت النوادي الثقافية، وتم تشييد المجمع الثقافي ونشر المكتبات في المدارس والجامعات والأحياء وغيرها من مظاهر الاهتمام القوي بها وأصبحت الإمارات مركزاً مهماً للحراك الثقافي حتى وصلنا إلى تنظيم أهم المهرجانات والفعاليات وظهرت وجوه كثيرة ثقافية واليوم تعد الإمارات من أهم المراكز الثقافية في العالم العربي.

ثم ذهب المحاضر نحو سؤال جوهري: هل الثقافة عند الشباب الإماراتي واضحة المعالم يمكنهم تعريفها؟

وأجاب قائلاً: لا، لأني عندما سألت الشباب في تويتر عن معنى الثقافة والفرق بينها وبين المعرفة لم يستطع إلا القليل أن يحددها بل قام كل بتقديم تفسير لها يختلف عن الآخر وهذا أمر خطير إذا فكرنا فيه بعد كل هذه الأموال التي تصرف، كل يوم لا يزال كثير من الناس لا يفهمون معناها ولا حدودها.

هذا هو ما أعنيه في استشراف المستقبل والذي عُقدت لأجله ندوات عدة في الإمارات ولم تخرج بشيء بل كان أغلبها يخرج عن الموضوع ويتجه غرباً أو شرقاً من دون الوصول إلى تحليل الإشكالية نفسها بل أكثرهم يبتعد كثيراً ولهذا لم يلتفت أحد لطرح رؤية يمكن تقبلها وقراءتها قراءة واقعية.

وخلص المحاضر إلى عدة نتائج:

دولة الإمارات بدعمها السخي للثقافة لا يمكن أن لا تخرج شباباً مثقفين في وقتنا الحاضر ولكن ماذا عن المستقبل؟ وهل سيقبل المجتمع أن يبقى هواة الثقافة على نفس المستوى إذا لم توضع حلول جذرية ورؤى مستقبلية لهم لأننا يمكننا أن نسقي العشب الأخضر لعقود من السنين فلن يطول أكثر من طوله الحقيقي بعكس زراعة الأشجار فإنها تطول وتعظم وتثمر وهذا ما يجب تفعيله لمستقبل الحراك الثقافي في الإمارات.

وحدد بن حويرب مستقبل الجيل ثقافياً في عدة محاور:

- تمكين الشباب من آلات الثقافة واستخدامها والاستفادة منها.

-توفير موارد مالية كافية كفيلة باستمرار الدعم المالي لجميع المبادرات الثقافية.

- دعم برامج التبادل الثقافي مع الدول المتقدمة لكي يبقى المثقفون في الإمارات على تواصل بما يستجد في الساحة الثقافية العالمية.

واختتم قائلاً: إن الهيئات الحكومية ليست إلا آليات تقوم بتنفيذ ما هو مطلوب منها بميزانيات مخصصة قد تتعرض للانكماش في الظروف السياسية والاقتصادية الدائمة التغيير في المنطقة، ولهذا يجب تشجيع القطاع الخاص لتبني المشاريع الثقافية فيتم ضمان مواصلة الأعمال الثقافية وعدم انقطاعها.

Email